احنا جيش مصر الأصفر.. عمال النظافة يواجهون الأمطار بكفر الشيخ

ينتشرون في كل مكان، بعضهم يرتدي زياً باللون الأصفر، يتحدون برودة الجو، ويواجهون تراكمات القمامة ومياه الأمطار، بـ«السُترة الجديدة»، فمنذ الصباح الباكر لليوم الثلاثاء، انتشروا في شوارع محافظة كفر الشيخ، راضون بأرزاقهم، مؤكدين أنهم «جيش مصر الأصفر»، الذي لا يكل ولا يمل، ولا يعرف الراحة ولا الإجازات، من أجل العمل على راحة المواطنين، من خلال القضاء على أي تراكمات لمياه الأمطار، وسرعة فتح الطرق أمامهم.

«أكل عيشنا ورزق ولادنا، ملناش غير المهنة دي، راضيين وفرحانين، بس محتاجين وسائل حماية أكتر، يعني مع جائحة فيروس كورونا، بقينا بنلم نفايات كمان، والله أعلم القمامة اللي بنلمها دي ممكن تكون فيها كورونا»، بهذه العبارة أكد «يوسف السيد»، أحد عمال النظافة بمدينة كفر الشيخ، فخره بنفسه لعمله كعامل نظافة، رغم ما قد يواجهه وزملاؤه من تحديات وأخطار، بسبب طبيعة هذا العمل.

الابتسامة لا تفارق وجوههم، من لحظة استيقاظهم في الصباح الباكر، وتوجههم إلى عملهم، إلى حين عودتهم إلى منازلهم، «راضيين باللي قسموا ربنا لينا، وفي ناس بتشكرنا على جهودنا، وخاصةً في مواجهتنا لمياه الأمطار والقمامة، والعمل في ظل الظروف الصعبة اللي احنا فيها، لكن ملناش بديل تاني»، هكذا تحدث «نصر محمد»، أحد عمال النظافة عن دوره وزملائه في التعامل مع مياه الأمطار، بينما كانت ابتسامة عريضة ترتسم على وجهه، مشيراً إلى أن الوحدات المحلية بدأت في توفير زي موحد لعمال النظافة باللون الأصفر، وتابع بقوله: «علشان كدا بنفخر أننا جنود في جيش مصر الأصفر، والكلمة دي بتفرحنا أوي».

التحمل والصبر والرضا بالمكتوب، صفات يتقنها أصحاب المهنة، فهم أبطال حقيقيون في مواجهة الأزمات، تراهم ينتشرون لشفط مياه الأمطار في عز البرد، ويجمعون القمامة من المنازل والشوارع في عز الصيف، كما انهم يواجهون كورونا أيضاً، «ربنا بيعينا وبنتحمل وبنصبر، ومفيش حاجة غير إننا نرضى بالمكتوب، مهنة جامع القمامة زي أي مهنة خلقها ربنا، وأنا فخور أني أحد جنود جيش مصر الأصفر، وبنواجه زي أي موظف أو عامل في مكان تاني، احنا كمان بنتعرض لمخاطر أكتر من أي حد»، بهذه العبارات تحدث «مصطفى عبد الجواد»، عامل نظافة، عن التحديات التي يواجهونها.

وتعرضت محافظة كفر الشيخ لأمطار غزيرة، اليوم الثلاثاء، خاصةً في مناطقها الشمالية، مما دفع الوحدات المحلية إلى نشر فرق عمال النظافة والطوارئ في مختلف الشوارع، مزودين بالمعدات اللازمة للتعامل مع مياه الأمطار، وشفطها أولاً بأول، وإعادة فتح الطرق أمام حركة المواطنين.