من هي خضراء الدمن التي حذرنا منها الرسول؟
هايدي أحمدلغتنا العربية هي لغة تتميز بالثراء اللغوي، فهي لغة القرآن الكريم الذي زادها تشريفًا وتعظيمًا عندما أنزل الله كلامه على أهل الجزيرة العربية باللغة العربية، وتحدى علمهم بها فصاحتهم وبلاغتهم بهذا الكتاب العظيم.
وبسبب هذا الثراء اللغوي الكبير الذي تتمتع به اللغة العربية، وكذلك بسبب تداخل اللغات الأجنبية والأعجمية مع اللغة العربية، ففي عصرنا الحالي أصبحنا نواجه بعض الكلمات العربية والتعبيرات الجمالية التي يصعب علينا فهمها، ومن هذه الكلمات التي قد نتعجب منها كلمة "الدمن".
جاءت كلمة "الدمن" في تعبير "خضراء الدمن"، والتي على الأغلب قد تكون سمعتها في خطبة ما أو محاضرة دينية على لسان أحد الواعظين أو المشايخ الأجلاء، والذين دائمًا ما يُحذرون من "خضراء الدمن" تلك وينهوا عن الزواج منها، فمن هي خضراء الدمن؟
- من هي خضراء الدمن؟
جاء هذا التعبير اللغوي "خضراء الدمن" في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إياكم وخضراء الدمن"، قالوا يا رسول الله: "وما خضراء الدمن؟"، قال: "المرأة الحسناء في المنبت السوء".
وعندما تبحث في معاجم اللغة العربية عن معنى كلمة "الدمن" ستجد أن معناها هو روث البهائم، أو السماد المتبلد، أو المزبلة.
وفي معنى خضراء الدمن قيل أنه تشبيه للمرأة الجميلة الشكل والتي تكون ذات أصل سيء بالنبتة التي تعلو غيرها ومنبتها هو روث الماشية، وقد البيروتي أن معناه احذروا المرأة الحسناء ومنبتها سيء، مثلها مثل الشجرة الخضراء المورقة بسبب كثرة الزبل أسفلها.
وفي النهاية يجب التنويه أن الألباني قد ضعّف هذا الحديث، فقد ذكره في سلسلة الأحاديث الضعيفة، وسواء كان الحديث ضعيفًا أو غير ذلك فهو معناه صحيح ومقبول، حيث يشير إلى ضرورة اختيار الزوجة الصالحة ذات الخلق والدين، وليس اختيارها بالمظهر والشكل فقط.