الأهالي: دهسوا الجثث باللوادر.. الآثار تزيل مقابر البندارية بالمنوفية..
محمد عليحالة من الاستياء تجتاح أهالي قرية ”البندارية”، التابعة لمركز تلا في محافظة المنوفية، بعد قيام أجهزة وزارة الأثار مقابر القرية، متهمين الوزارة بعدم مراعاة حرمة الموتى ودهس جثثهم باللوادر، وفق روايات عدد من الأهالي، وامتد الجدل إلى عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقع مقابر قرية البندارية، التي تمتد على مساحة أربعة أفدنه، أعلى تل أثري تبلغ مساحته 27 فداناً، وتم وضع التل تحت ملكية وزارة الأثار، بعد أن كان ضمن أملاك الدولة، حيث قام المئات من أهالي القرية بوضع يدهم على مساحت من ذلك التل، وأنشأوا عليها مدافن لعائلاتهم، وبدأت وزارة الأثار في التعامل مع تلك المقابر باعتبارها إشغالات، وامتنعت في البداية عن إزالتها، إلا أنها شددت على وقف أي أعمال بناء في المنطقة الأثرية، ومنع ترميم المقابر القائمة، إلا بعد الحصول على موافقة الجهات المعنية بالوزارة.
وقال ”السيد حمدي”، أحد أبناء القرية، ورئيس مركز شباب ”البندارية”، إن التل الأثري توجد عليه مئات المدافن أقيمت منذ زمن بعيد، ولم تكن هناك أي مشكلة، ولكن بعد عام 2011، قام الكثيرون ببناء مدافن مخالفة، وعلى الفور قام مدير التعديات بوزارة الأثار في محافظة المنوفية، بعمل محاضر بالمخالفات، وتم تنفيذ بعض الإزالات للمدافن التي لم يتم دفن أحد فيها، ولم تحدث أي مشاكل.
موضوعات ذات صلة
- عاجل.. حقيقة وفاة 10 أشخاص بكورونا في يوم واحد بالمنوفية
- عاجل.. خروج قطار عن القضبان بالمنوفية
- ننشر أسماء مصابي حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية
- عاجل.. مصرع وإصابة 13 في تصادم 5 سيارات على الطريق الإقليمي
- لمساعدة حالات العزل المنزلي.. قرية بالمنوفية تجمع 91 ألف جنيه
- عاجل.. مقتل موظف بالرصاص على يد مسجل بالمنوفية
- عاجل.. قطار يدهس سيارة ودراجة نارية بالمنوفية
- إصابة مدير المستشفى التعليمي بالمنوفية بكورونا
- عاجل.. وفاة استشاري جراحة بمستشفى شبين الكوم التعليمي بكورونا
- عاجل.. وفاة أول طفل مصاب بكورونا بقويسنا
- إزالة 5 تعديات على الأراضي الزراعية بالمنوفية
- صيدلي الغلابة قبل وفاته في رسالة للنبي: عساني ألقاك على الحوض
وأضاف ”حمدي”، في تصريحات لـ”الوطن”، أنه في العام الماضي، حدثت سيول وتهدمت بعض المدافن، وظهرت الجثث، وبدأت الثعالب في الدخول إلى منطقة المقابر، والتهمت بعض الجثث، مما دفع المئات من أبناء القرية إلى المطالبة بترميم المقابر بشكل رسمي، بعد سداد الرسوم اللازمة، ولكن لم تتم الموافقة على طلبهم، موضحاً أن كل الطلبات التي تم التقدم بها، خلال الـ10 سنوات الأخيرة، لم يتم الموافقة على أي طلب منها، مما جعل الأهالي يشعرون بالتعنت من جانب مسئولي الوزارة.
وتابع أن أحد الأهالي قام بترميم المدفن الخاص بأسرته، وتبعه عدد آخر من الأهالي، قبل حلول فصل الشتاء وحماية المقابر من الأمطار، إلا أن الأهالي فوجئوا بحملة من قبل وزارة الأثار، قامت بهدم المقابر وإزالتها، باستخدام المعدات الثقيلة واللوادر، مشيراً إلى أن إحدى المقابر كانت تضم جثمانين تم دفنهما خلال الفترة الأخيرة، تم دهسها باللوادر، مما أثار حالة من الغضب بين الأهالي، الذين حاولوا التصدي لأفراد الحملة، وتدخلت الأجهزة الأمنية لمنع حدوث أي مشاحنات بين الجانبين، ثم قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على عدد من أبناء القرية، بتهمة التعدي على أملاك الدولة.
من جانبه، نفى الدكتور مصطفى خلف، مدير تعديات وزارة الأثار بالمنوفية، اتهامات الأهالي حول هدم مدافن بها جثث ودهسها باللودر، قائلاً: ”لا يمكن أن نهدم مقبرة مغلقة، وإنما يتم هدم المقابر المفتوحة بحضور لجنة من الشرطة والصحة ومجلس المدينة، ولكن بعض الأهالي علموا بأن هناك حملة إزالة للمقابر المخالفة، فقاموا بنقل رفات آدمية وجثث داخل تلك المدافن وصوروها، في محاولة منهم للتحايل على القانون”، مؤكداً أن ما أثير حول دهس الجثث باللودر، عار تماماً من الصحة.
وأضاف ”خلف”، في تصريحات لـ”الوطن”، أن التل يخضع للقرار الوزاري رقم 231 لسنة 1982، وكانت عليه مقابر مقامة كإشغالات قبل خضوعه لقانون حماية الأثار، وكان عدد المقابر معروفاً وأماكنها محددة في الجهة الجنوبية الغربية من التل، وأضاف أنه بعد 25 يناير 2011، قام الأهالي ببناء أكثر من 700 مدفن جديد، ومع بداية انتشار فيروس كورونا، استغل الأهالي الوضع القائم، حيث تم حصر 169 حالة تعديات ببماء مدافن جديدة، وتم تحرير محاضر بهذه التعديات.
وشدد مدير التعديات بأثار المنوفية على أن من يقوم بالترميم في المدافن المنشأة كإشغالات، بدون الحصول على إذن ترميم يُعد مخالفة للقانون، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل من يرتكب هذه المخالفة، مؤكداً أن الأشخاص الذين يضعون أياديهم على مدافن، قبل إخضاع التل لوزارة الأثار، لهم الحق في ترميمها، ولكن بعد موافقة اللجنة الدائمة لحماية الأثار بالقاهرة.