أندريه زكي: إصابتي بكورونا جعلتني أفهم ميلاد المسيح بشكل فريد
مونيكا جرجسألقى الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، كلمة بعنوان «الميلاد ومعنى الحياة» خلال الاحتفال الرسمي للطائفة الإنجيلية في مصر، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، الذي تم تنظيمه في الكنيسة الإنجيلية بمنطقة قصر الدوبارة بوسط القاهرة، بحضور مندوب عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال زكي، «لا يخفى عليكم اليوم أننا نحتفل بعيد الميلاد وسط أجواء لم نختبرها من قبل، إذ تسبب انتشار جائحة كورونا حول العالم في خسائر كثيرة في الأرواح، كما أن الخسائر الاقتصادية والاجتماعية اجتاحت بلدان كثيرة».
وأضاف زكي، «نشكر الله لأجل القيادة السياسية وحكومة بلادنا الذين اتخذوا قرارات حكيمة وصائبة وتوفير كافة سُبل الرعاية اللازمة للمصابين».
موضوعات ذات صلة
- أندريه زكي يشكر السيسي خلال كلمته في احتفالات عيد الميلاد
- السيسي يهنئ طائفة الأقباط الإنجيلية بعيد الميلاد المجيد
- عاجل.. الوزراء: الخميس إجازة رسمية بمناسبة عيد الميلاد المجيد
- السيسي يوفد مندوبا لتهنئة طائفة الروم الأرثوذكس بعيد الميلاد
- المحامين: ذكري ميلاد السيد المسيح تؤكد قيم المحبة والرحمة
- نساء سجن القناطر يحتفلن بـ عيد الميلاد المجيد
- عبدالعال يهنئ الأقباط بعيد الميلاد: ”اللحمة الوطنية سر صمود مصر”
- زغاريد وهتافات في استقبال السيسي بكاتدرائية المسيح (فيديو)
- السيسي يهنئ الأقباط بعيد الميلاد: ”لو بتحبوا ربنا حبوا بعض”
- انتصار السيسي تهنئ الأقباط بعيد الميلاد المجيد
- السيسى يهنئ الشعب المصري بمناسبة عيد الميلاد المجيد
- بث مباشر.. قداس عيد الميلاد المجيد من كاتدرائية ميلاد المسيح
وتحدث زكي عن إصابته بكورونا قائلا «لقد أُصِبت شخصيًا بهذا الفيروس، أنا وكل أفراد عائلتي، وذلك خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضي، وأريد اليوم أن أحدثكم عن خبرتي مع كورونا وكيف تجعلني هذه الخبرة أفهم ميلاد المسيح بشكل فريد هذا العام».
وأضاف، «لقد أصبت في أواخر سبتمبر وقمت بعمل تحليل وأشعة، التي لم يكن بها أي إشارة للإصابة بكورونا، كانت جيدة واستمريت لمدة أسبوع كامل يتم علاجي على أنها نزلة برد، وفي نهاية الأسبوع الأول وبإصرار الأصدقاء قمت بعمل مسحة وكانت النتيجة أنني مصاب بكورونا رغم أن التحاليل والأشعة قالت عكس ذلك، وهذا ما تسبب في إصابة أسرتي بالكامل».
وأضاف، «حينما أُصِبت بفيروس كورونا، وحينما تم تأكيد الإصابة بنتيجة المسحة الإيجابية، بدأت في الانعزال عن العالم حتى يتم الشفاء بالكامل».
وتابع رئيس الإنجيلية، خلال هذه المرحلة، «كان لدىّ ثلاث خبرات رئيسية أشاركها معكم، الخبرة الأولى: الإحساس العميق بالمجهول، ففي كل مرة كنت أدخل للنوم لم يكن لديّ أدنى فكرة عمّا سيحدث صباح اليوم التالي، كان هناك شعور عميق بأن الغد مجهول، لا يمكن التكهن به وما سيحمله لي من أحداث.. هل ستسوء الحالة أكثر، أم ستتحسن؟ كانت خبر الإصابة بكورونا، وسط كل أخبار الموت التي أسمعها من حولي في أماكن عديدة مختلفة لمن أصابهم المرض، بمثابة تعميق الشعور الوجودي الخطير بأن الغد غير مضمون، وفي كل مرة كنت استيقظ في الصباح أشكر الله أنني مازلت حيًا، وكان هذا يحمل استبصارا جديدا لي في كل صباح: لو أنني استيقظت حيًا اليوم، فهذا بسبب نعمة الله، لا بسبب قدراتي الخاصة».
وأضاف أن «الخبرة الثانية: الاقتلاع من الجذور، فهناك ثلاث دوائر تمثل لي الحياة بأكملها: الأسرة، الخدمة، والعمل. وعلى مدار أسابيع العزل أثناء المرض، اختبرت كيف تم اقتلاعي بالكامل من هذه الجذور العميقة في حياتي. واختبرت كيف أنه في ليلة وضحاها، في غمضة عين، تم اقتلاعي بالكامل من كل الجذور والأساسيات التي ترتكز عليها حياتي واحلامي وآمالي. أما خدمتي برئاسة الطائفة الإنجيلية وبالكنيسة بشكل عام التي عشت عمري كله لأجلها، فوجدتني بعيدا عنها، وأتابع أخبارها من بعيد وفي صمت.. وكذلك انعزلت عن عملي، فلم أستطع أن أكون متواجدًا في كل مجالات العمل سواء بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية أو برئاسة الطائفة الإنجيلية أو بكافة مناحي العمل التي امارسها بشكل يومي».
أما «الخبرة الثالثة فكانت في العزل المنزلي، تشعر أن كل شخص يبتعد عنك، لأنك تصبح مصدر للعدوى، وكل من كان يتهافت على رؤيتك والجلوس معك أصبح يتحاشى اللقاء معك ولا يمكن أن يخالطك بأي شكل مقبول».
وأضاف، «أقول لكم بصدق: لم تكن هذه خبرة سهلة على النفس بل كانت خبرة وجود قَلِق، وأصبحت شهادة المسحة السلبية بمثابة شهادة رجوع للحياة مرة أخرى!».
وختم رئيس الإنجيلية، بقوله «وسط هذه الخبرات الثلاثة، رحت اسأل نفسي: ما معنى هذه الحياة؟ ولماذا نعيش إن كنّا بهذه الهشاشة ويمكن أن نموت في أي لحظة؟».