أنقذ أرواح ركاب المترو.. 35 دقيقة حاسمة قبل استشهاد اللواء البطل ياسر عصر
كتب أحمد المالح35 دقيقة حاسمة في حياة اللواء البطل ياسر عصر، أثناء مباشرة مهام عمله في السيطرة على حريق بهواية محطة مسرة في مترو الأنفاق، قدم خلالها البطل حياته فداء المئات من ركاب المترو من الموت، فرغم رتبة الرجل الكبيرة "لواء" إلا أن عمله وكيلًا للإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات وتقديره لحجم الكارثة إذا لم يتم السيطرة على الحريق، دفعه ببسالة الشجعان إلى إخماد النيران بنفسه حتى مات شهيدًا.
البطل وخرطوم الحريق
لم يتردد اللواء البطل للحظة واحدة في الإسراع إلى استخدام حنفية الحريق القريبة من مكان حريق الهواية في محطة مسرة، ووقف ببسالة أمام ألسنة اللهب الممتدة بقوة من الهوية يحاول السيطرة على النيران ومنعها من الامتداد إلى مكان آخر، لإنقاذ أرواح المواطنين الواقفين على رصيف المحطة القريب من مكان النيران.
أمتار قليلة ما بين حريق الهواية ومحطة رصيف مسرة المكتظ بالركاب في الساعة الحادية عشر من مساء أمس، إلا أن الشهيد بدأ في العمل بنفسه عندما تحرك مسرعًا بعد دوي صوت أجهزة الأنذار في أرجاء المحطة، معلنة حدوث حريق في الهواية، وقبل أن يصل مساعديه أسرع الرجل في مباشرة إخماد النيران بشجاعة.
موضوعات ذات صلة
دقائق مرت على عمل الرجل وبعدها تبعه عدد من ضباط وأمناء الشرطة لمساعدته في مهمة إخماد الحريق بحكم عملهم كرجال إطفاء، إلا أن الرجل رفض الابتعاد وأصر على مواصلة العمل في إخماد النيران من فوهة الهواية حتى تعثرت قدميه أثناء العمل، وتوفى من جراء حصار الدخان الكثيف له.
سلم الراية شهيدًا
ضرب اللواء البطل ياسر عسر، أروع الأمثلة في التضحية والفداء، إذ لم يترك مكانه حتى ارتقى شهيدًا، وترك إرثًا من العطاء والحب في نفوس مساعديه وكل من عمل معه.
ووصف الرجل بدماثة خلقه وحسن معاملته للجميع وحبه لواجبه ووطنه، في رسالة أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي لمترو الأنفاق، وفاة اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات للسكة الحديد ومترو الأنفاق، إثر سقوطه أثناء مروره بمحطات المترو بالخط الثاني.
وأضاف عبد الهادي، معلنا خبر استشهاد اللواء البطل، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "توفى بمستشفى الشرطة بالعجوزة، شهيد العمل والواجب، أخى الحبيب سيادة اللواء الشهيد ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات".
بطولات حقيقة
إنكار الذات والعمل في صمت كانت إحدى سمات البطل، ففي 2016 كان يشغل رئيس قسم شرطة ضواحي السكة الحديد "محطة مصر"، وخاطر بحياته عندما اقتحم عربة قطار على رصيف ١٢، وقام بإطفاء الحريق الذي اشتعل بها، منقذا حياة الركاب.
كان البطل ياسر عسر -حينها- برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحي بمحطة مصر، وتحديدا صباح الخميس 7 يناير، حين اشتعلت النيران في القطار 1551 القاهرة- طنطا، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ في إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ في التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى.
المفارقة في واقعة الاستشهاد، أنها جاءت في حادث حريق، إذ يشهد تاريخ الشهيد البطل، بطولات في السيطرة على حرائق هائلة نشبت في محطات قطارات كان يتولى قيادتها.
احتفاء واجب
احتفت منصات التواصل الاجتماعي باللواء البطل "ياسر حسن عصر"، ابن قرية مشتهر التابعة لمركز طوخ بالقليوبية، ضابط شرطة برتبة لواء وبدرجة بطل مقدام لا يهاب الموت أو "مش عامله حساب"، يؤدي عمله بالذمة والصدق محافظا على العهد والقسم الذي أداه في ساحة كلية الشرطة، أثناء حفل تخرجه عام 1989.