موقع السلطة
الجمعة، 27 ديسمبر 2024 02:03 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

أخدها الفن لحم ورماها عضم.. أهانت أحد رجال ثورة 23 يوليو.. أبكاها العندليب بسبب «وجبة».. وعنفت فنانين بعد جنازة «عامل»

موقع السلطة

أشهر عانس في تاريخ السينما المصرية.. تزوجت 4 مرات، منهم دكتور و الآخر أحد رجال الثورة.. صانعة البهجة والسرور التي ماتت من الحزن والوحدة والجحود.. أهدت المصاحف لرؤية في منامها، وأنشأت مدفنًا باسمها لتدفن فيه غير القادرين.. هي زينب محمد سعد مواليد حي الجمرك بالاسكندرية عام 1913.

تزوجت في الرابعة عشر من عمرها من طبيب جراح يكبرها 25 سنة، ولم تذق معه طعم السعادة فتم الطلاق، وعندما أراد والدها الزواج الثاني لها رفضت، و فرت هاربة واتجهت لعشقها الفن، وبدأت راقصة ومغنية تتجول في الفرق المختلفة.

تبسم الحظ لها ورآها نجيب الريحاني، عندما سمعها بالصدفة وراء الكواليس «وهي بتتخانق مع أحد عمال المسرح وفطن بحسه الفني لموهبتها»، وبالفعل قدمها في فرقته، وقدمت معه أدوارا خالدة في مسرح الريحاني، وانتقلت للسينما فكانت عبارة عن «تميمة النجاح» لأي فيلم في فترة الأربعينيات والخمسينات، مع فريد الأطرش، ومحمد فوزي، وعبد الحليم حافظ حتى عبد الوهاب، وأيضًا مع جميع نجمات العصر الذهبي من ليلي مراد إلى سعاد حسني.

موضوعات ذات صلة

واشتهرت بخفة الدم، والتلقائية مع الحضور، وكانت لا تحفظ الحوار بل تعرف ما المقصود من الحوار و تقوله هي بطريقتها.. كونت ثنائيا فنيا ناجحا مع إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي.

ومن أشهر أفلامها «إبن حميدو، القلب له أحكام، لسانك حصانك، بنت الأكابر، وشارع الحب والأنسة ماما، وأيامنا الحلوة، إلى جانب سلسلة أفلام إسماعيل ياسين.

تزوجت للمرة الثانية من أحد رجال ثورة يوليو 1952، وأحبته فكان حب عمرها فاشترط عليها أن تترك الفن وتتفرغ له وتترك والدتها في أحد دور المسنين فقالت له (أنت كده وقفت قدام القطر)، فطردته وظلت مع أمها القعيدة ترعاها، وتأتي لها بكل ما تشتهيه.

وكان هناك علاقة طيبة بينها وبين عبد الحليم حافظ، الذي كان يحبها جدًا، وفي أثناء تصوير فيلم «شارع الحب»، كانت معها أكلها (عمود أكل) فعزمت عليه بالطعام فقال لها «ده أكلي يا ماما زينات و أخرج من جيبه علبة دواء»، فبكت ولم تأكل.

ويذكر لها أنها رأت منام كله مصاحف، فقامت بشراء مصاحف كبيرة كثيرة في منزلها، وكل من يأتي لها تهدي له مصحفا حتى لم يبق لها إلا مصحف صغير حفظت فيه القرآن الكريم، وكانت تضع ورقة فيها دعاء مختلف في كل سورة قرآنية.

وكان لها مدفن خاص كتب عليه «مدفن عابري سبيل» بناء علي رغبتها، كانت تدفن فيه غير القادرين، كما وضعت فيه حنفية مياه لأهل المنطقة وكتبت عليها «لا تنسوا الدعاء لزينب محمد سعد»، وهو اسمها الحقيقي.

ويذكر لها موقف أن أحد عمال الاستوديو مات ولم يمش في جنازته أحد، إلا هي فكانت تنادي كل من يجلس على المقاهي وتقول «قوموا في جنازة»، وعندما عادت للاستديو عنفت زملاءها الفنانين، قائلة لهم «بقا ده لو يوسف وهبي ولا عبدالوهاب كنتوا عملتوا كده».

وقامت الست زينات بأداء فريضة الحج عام 1966 وكانت طايرة م الفرح وبعد ما عادت قررت أن تحفظ القرآن الكريم وقد كان.

في لفتة إنسانية الرئيس محمد أنور السادات يكرمها بعد أن علم بمأساتها في المرض والوحدة، وعدم القدرة على العمل، ومنح لها معاش السادات، وهمس في أذنيها إن احتاجت شيء عليها الاتصال به عن طريق يوسف السباعي.

بل واتصل بها شخصيًا في زفاف ابنته الكبري، وكانت جالسة بالطاولة المجاورة له.

وكانت قد انحسرت عنها الأضواء فلم تعد مطلوبة مثل الأول، فكانت تعمل في العام الواحد عشرة أفلام، ثم أصبحت لا تعمل إلا قليلاً حتى أصبحت لا تعمل نهائيًا، فكان آخر فيلمين لها السراب عام 1970 وبنت اسمها محمود عام 1976.

وظلت في أيامها الأخيرة وسط أولاد أختها ولم تبع أثاث منزلها أو تتسول كما أشاع عنها بل عندما كرمها السادات أعطى لها مكافأة مالية قدرها 1000 جنيه، ومعاش 100 جنيه شهرياً يكفي احتياجاتها الضرورية، إلا أنها حزنت حزنا شديدا وظلت تبكي وحدها على ما آل إليه حالها بعد الشهرة والمجد و الأضواء فقالت «الفن أخدني لحم و رماني عضم».

وفي يوم 2 مارس 1978 رحلت في هدوء وصمت ولم تكن جنازتها تليق بمكانتها الفنية.

البنك الأهلي
زينات صدقى زمن الفن الجميل حسب الله ابن حميدو ابيض واسود زمان فن زمان
tech tech tech tech
CIB
CIB