«نتنياهو»: استمرار العمليات العسكرية فى غزة.. تجنب للمزيد من الهجمات الفلسطينية
كتب محمد عبداللهأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن استمرار العمليات العسكرية فى قطاع غزة «حتى الانتهاء من الأهداف التى حددتها إسرائيل لعملياتها فى القطاع»، غير أنه فى الوقت نفسه اعتبر أن العمليات هناك «معقدة» للغاية، وأنه من غير الممكن ضمان نجاح العملية العسكرية بنسبة 100%.
وترافق حديث نتنياهو مع تراجع كبير للآليات العسكرية الإسرائيلية من خطوط التماس مع قطاع غزة إلى داخل الحدود الإسرائيلية فى محاولة تجنب المزيد من الهجمات الفلسطينية التى تكبد الإسرائيليين خسائر غير مسبوقة، ويأتى ذلك الانسحاب بالتزامن مع تسريبات من مجلس الوزراء الإسرائيلى بعودة الأخير لخيار التهدئة من جانب واحد بدلا من التفاوض مع حماس- بشكل غير مباشر- لإقرار التهدئة.
ومع تلك التطورات يبدو حديث نتنياهو حول «دفع حماس لثمن لا يمكن تحمله» وعن الاستمرار فى العمليات العسكرية، حديثا دعائيا للاستهلاك المحلى أكثر منه تصريحا حقيقيا، فالواقع أن إسرائيل مازالت حتى الآن عاجزة عن إيقاف إطلاق الصواريخ رغم استهداف تل أبيب لآلاف المواقع داخل قطاع غزة (الصغير للغاية) كما لايزال سقوط القتلى من الجنود الإسرائيليين مستمرا بفعل الأنفاق الهجومية التى أعلن الجيش الإسرائيلى تدمير 30 نفقا منها بينما يقدرها الخبراء العسكريون بالمئات.
موضوعات ذات صلة
- بعد المظاهرات .. نتنياهو يوجه كلمة للإسرائيليين
- مظاهرات كبيرة أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي مطالبين باستقالته
- إسرائيل تعلن الطوارئ وتبدأ الإغلاق الكامل بسبب كورونا
- طائرة إسرائيلية تهبط في البحرين بأول رحلة تجارية مباشرة
- مظاهرات بـ البكينى فى إسرائيل للمطالبة برحيل نتنياهو
- نتنياهو : سيرى الإسرائيليون ثمار السلام قريبا
- ترامب: الفلسطينيون سينضمون لمحادثات السلام .. وإيران ستطلب التوصل لصفقة
- النائب العام الإسرائيلي يكشف مستقبل نتنياهو في الحكومة
- نتنياهو يغادر إلى واشنطن لتوقيع اتفاق السلام مع البحرين والإمارات
- نتنياهو: تسيير رحلات جوية مباشرة بين البحرين وإسرائيل
- النائب العام فى إسرائيل يجهز قرارا بحبس نتنياهو
- بعد لقاء نجل رئيس تشاد... نتنياهو: إسرائيل تعود إلى أفريقيا
ويبدو أن الأزمة الإسرائيلية فى هذه الحرب لاتزال هى نقص المعلومات الاستخباراتية، حيث يقول رئيس الأركان السابق إن إسرائيل لا تستطيع أن تحدد شبكة الأنفاق التى أقامتها حماس بدقة ولا توجد وسيلة تكنولوجية يمكنها أن تكشف تلك الأنفاق على مساحة واسعة، وأنه يجب على القوات الإسرائيلية أن تدخل لكل المناطق الحدودية لكى تبحث عن الأنفاق باستخدام المجسات فى كل منطقة وهو ما يعنى خسائر إسرائيلية لا يمكن تحملها بأى حال.
وعلى الرغم من الدعم الشعبى الإسرائيلى للعمليات العسكرية فى غزة إلا أن نتنياهو يعرف أن حالة من التذمر بدأت تظهر فى أوساط الإسرائيليين مع ارتفاع أعداد الجنود المستدعين للاحتياط وزيادة التكاليف الاقتصادية للحرب فضلا عن ارتفاع الكلفة البشرية، هذا مع العجز عن تحقيق أى من الأهداف العسكرية للحرب- رغم الارتفاع الكبير للخسائر البشرية والمادية على الجانب الفلسطينى- الذى قد يقلب اتجاهات الرأى العام فى أى لحظة ومن الأفضل وقف الحرب قبل حدوث ذلك.
ولا يرغب نتنياهو أن يكون وقف إطلاق النار وأى تفاهمات تنتج عنه فى سبيل وقف الحصار عن غزة بينما يستمر القتال، لأن ذلك سيعنى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تفرض على تل أبيب تنازلات جوهرية، وهو ما لا يمكن أن يقبل به الإسرائيليون لذا أعادوا الحديث عن وقف إطلاق نار من جانب واحد.
فعلى الطرف الفلسطينى يبدو أن هناك إصرارا شديدا على عدم الخروج من هذه الحرب وكأن شيئا لم يتغير على الأرض –مثلما حدث فى حربى 2008 و2012- وترغب المقاومة فى رؤية إنجاز سياسى يترافق مع تقدم نوعى على الأرض حققته المقاومة مع الإقرار بالتفوق الإسرائيلى التكنولوجى بالطبع.
ولعل هذا يبرز فى إصرار الفصائل الفلسطينية فى أن وقف إطلاق النار من جانب واحد لن يعنيهم، فى تأكيد غير مباشر على أنهم يريدون من التغير النسبى فى موازين القوى على الأرض أن ينعكس فى صورة تفاهمات سياسية، ليبقى السؤال عن الوقت الذى ستتواصل فيه الحرب وفقا لهذه المعادلة.