تقرير .. حزب الله تعمد عرقلة مبادرة ماكرون
وكالاتذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، أن حزب الله تعمد عرقلة مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحل الأزمة في لبنان وتشكيل حكومة "مهمة" خلال فترة وجيزة عقب انفجار مرفأ بيروت الشهر الماضي.
وقالت المجلة في تقريرها إن عدم قدرة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب على تشكيل الحكومة الجديدة في المهلة المحددة، يقوض خطة ماكرون.
وأوضحت أن المبادرة الفرنسية تحطمت فيما يبدو عمدا بفعل سياسات حزب الله، وحركة أمل، اللذين رفضا التخلي عن أي امتيازات في الحكومة المرتقبة.
وأضاف كاتب التقرير أن فشل تشكيل الحكومة يرجع إلى إصرار القوى السياسية على منع أي تعديل عميق في التوازنات السياسية التقليدية القائمة على الطائفية.
وتشير المجلة إلى إصرار الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، على الاحتفاظ بحقيبة المالية، فضلا عن رفض التسوية المقترحة من قبل رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري والتي تتضمن تعيين وزير شيعي مستقل.
وأكدت أن استمرار فرنسا في التعامل مع حزب الله كمحاور شرعي في هذه العملية، لن يؤدي إلى تغيير جوهري مثلما يرغب اللبنانيون والرئيس ماكرون والمجتمع الدولي.
وسلط التقرير الضوء على الدعم الإيراني لحزب الله وسيطرته على المجتمع اللبناني لعقود ممتدة، موضحا أنه على مدار الـ20 عاما الماضية، استخدمت المنظمة العنف والترهيب لتعزيز سلطتها السياسية.
وأكدت المجلة أن حزب الله يواصل اليوم استخدام أساليب التخويف والترهيب، لعرقلة أي تغيير في النظام السياسي يمكن أن يؤثر على موقعه المركزي في السلطة.
وأشارت المجلة إلى أن حزب الله ليس ألد أعداء الديمقراطية اللبنانية فحسب، بل أنه يشكل تهديدا أمنيا كبيرا ودولة داخل الدولة تمتلك نحو 120 ألف صاروخ، موضحة أنه أقوى الجماعات الإرهابية ويمتلك تجهيزات أفضل من الجيش اللبناني نفسه.
وخلال زيارة إلى بيروت مطلع سبتمبر الجاري، طرح الرئيس ماكرون مبادرة لحل الأزمة اللبنانية التي تضاعفت بفعل كارثة انفجار مرفأ بيروت، لكن وبعد فشل مصطفى أديب في تسمية الحكومة، خرج الرئيس الفرنسي عن صمته مهاجما حزب الله.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي "حان الوقت لحزب الله أن يوضح اللعبة، لا يمكنه أن يرهب الآخرين بقوة السلاح ويقول إنه طرف سياسي"، مضيفا أن حزب الله لا يمكنه أن يكون جيشا معاديا لإسرائيل وميليشيا ضد المدنيين السوريين وحزبا سياسيا في لبنان.
ومن المقرر أن يستضيف ماكرون في باريس مؤتمرا دوليا حول لبنان في 15 أكتوبر المقبل، وتقول المجلة إنه على فرنسا معالجة قضية "حزب الله" حتى لا يظل لبنان غارقا في أزماته.