مدبولي: الخصوص نشأت بالكامل دون تخطيط

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن حجم التعقيد الذي تواجهه الدولة في مواجهة مشكلة البناء المخالف والعشوائي على الأراضي الزراعية وغيرها، كبير جدا وغير مسبوق في تاريخ البلاد، وأسهل شىء على القيادة السياسية والحكومة نتيجة لهذا الحجم من التعقيد وهذه المشكلة، أن نغض الطرف ونغمض البصر عن هذه القضية، كما كان يحدث في فترات سابقة، وهو ما كان يحدث على مدار عقود كثيرة مضت، نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية السابقة، والتي كانت لا تملك القدرة ولا البديل ولا الرغبة للدخول في ملف شديد التعقيد بهذا الشكل، ولا أخطئ من سبقونا، فقط نوضح حقيقة الأمور.

جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء عددا من كبار الكتاب والصحفيين في جولة ميدانية بمدينة بنها، يشرح خلالها رئيس الوزراء- بحسب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي- السبب وراء تشدد الحكومة في إنهاء ظاهرة البناء المخالف، والتصالح على المخالفات القائمة، حتى يوضحوا حقيقة الأمر للمواطن البسيط، كونهم مؤثرين في إيصال الحقائق لهؤلاء البسطاء.

وتابع مدبولي أنه كان من الوارد أن نفكر بنفس المنطق السابق، في غض البصر، وعدم الدخول في نزاع مع المواطنين، وألا نثير غضب الناس ونرجئ المشكلة لمن يأتي بعدنا، وهو ما حدث في الثمانينيات، وانتهت النتيجة بالوضع الحالي.

وأشار مدبولي في شرحه إلى أن مدينة الخصوص في محافظة القليوبية، مدينة نشأت بالكامل دون تخطيط، بدأت بقرية صغيرة، وعلى امتداد الوقت تحولت إلى حجم هائل من الكتل الخرسانية.

وشرح مدبولي مستندا لفيديو قاموا بتصويره أعلى مدينة الخصوص وكيف تحولت من أرض زراعية، إلى قرية صغيرة تم بناؤها بالمخالفة للقانون، حتى أصبحت مدينة كبيرة عبارة عن كتل خرسانية ذات مبان مرتفعة، تم بناؤها بالكامل بعيدًا عن التخطيط المنظم، ولا توجد بها شوارع تتحمل حجم الكثافات البنائية، حيث لا يتعدى عرض الشارع بها 3 أمتار، مردفا: "إن جاز اعتبارها شوارع".

وتابع مدبولي في شرحه أن هؤلاء المواطنين الذين يعيشون في منطقة مثل منطقة الخصوص، من حقهم تطوير حياتهم المعيشية، وفرضا أننا تمكنا من توصيل المرافق لهم، يقولون لنا إنهم لا يستطيعون التحرك في مدينتهم، وحتى نفتح شوارع لهم داخل هذه الكتل الخرسانية سنضطر لإزالة عدد كبير من المباني القائمة هناك، متسائلا عن حجم الإزالات التي سنضطر لها؟ ومع الإزالة لا بد أن نبني مساكن بديلة للمتضررين.. أين سنبني لهم؟ بالطبع سنبني في المدن الجديدة، وهنا تواجهنا إشكالية ثقافة البعض الذي يتمسك بالمعيشة في المكان الذي تربي فيه، ونضطر وفقا لهذا الكلام أن ننزع ملكية أراض زراعية أخرى لبناء مساكن بديلة لمن تضرروا من إزالة مبانيهم حتى نفتح شوارع في المنطقة.