خطر شبكات الواي فاي.. احذر الهاكرز ليسوا جميعًا طيبين

كثيراً ما نتنقل بين بيانات الهاتف ووصلات الإنترنت الخاصة وشبكات “واي فاي” العامة ويحدث ذلك في كل يوم. فعندما تصل إلى مجمع تجاري أو تمر بجوار مقهى أو مطعم أو حتى منتزه أو حديقة عامة الذي كنت قد زرته قبل ذلك ، فسوف يقوم هاتفك الذكي تلقائيًا وأحيانًا بدون إذن منك أو إشعار لك بتذكر أنك كنت هنا في وقت سابق، ويتحول إلى إشارة الـ”واي فاي” بهذا المكان بدون تفكير.

وقررت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية، يوروبول، دعم تجربة اعتمدت على إنشاء نقطة ساخنة (Hot Spot) متنقلة لتوفير خدمة ”واي فاي”، وتمت التجربة بالفعل في وسط لندن، وتم الطلب من الأشخاص الذين قاموا بالتسجيل للدخول إلى هذه الشبكة، ظناً منهم أنها شبكة “واي فاي” شرعية، أن يوافقوا على شروط وأحكام استخدام الشبكة التي اقترحتها هواتفهم، بما في ذلك أحد الشروط والأحكام الذي جاء في نص أحد بنوده: إن المستخدم يوافق على منح مولوده الأول لنا مدى الحياة”. وبالفعل، وقع ستة أشخاص في الفخ، ووقعوا على اتفاقية الاتصال بتلك الشبكة، وهو رد آلي اعتاده الكثيرون منا مع بروتوكولات الإنترنت دون إدراك أو وعي بأنها اتفاقيات من المفترض أن تظل ملزمة!

ومن أجل معرفة ما الذي يمكن أخذه من بيانات مستخدمي شبكات “واي فاي” العامة، قام مراسل من موقع “دي كوريسبوندند” الهولندي، بالذهاب مع “الهاكر الأخلاقي” الذي يدعى "فوتر سلوتوبوم" في جولة شملت بعض مقاهي أمستردام، وكانت نتائج هذه الجولة غير مطمئنة بالمرة.

من خلال استخدام جهاز صغير الحجم، أسود اللون، أخفاه الهاكر الطيب بين قائمة المشروبات الخاصة بالمقهى وجهاز الكمبيوتر المحمول، استطاع سلوتوبوم التقاط بيانات أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة للجالسين حوله في المقهى.

استطاع سلوتوبوم رؤية هاتف آي فون شابة تدعى "يوريس" كانت جالسة بالقرب منه، وعرف أيضاً أن يوريس تناولت غدائها في ماكدونالدز، وكانت على الأرجح قد زارت إسبانيا مؤخراً، من خلال قراءة تاريخ دخولها لشبكات “واي فاي” معينة.

وكان شخص آخر من الموجودين في المقهى أمريكياً، وصل إلى العاصمة الهولندية قادما من لندن عبر مطار هيثرو، وعرف الهاكر أنه يقيم في فندق محلي، وزار مؤخراً محلا تجاريا شهيراً في المدينة. وأما الشخص الثالث، فقد كان من مثليي الجنس. وفي مقهى آخر، أنشأ سلوتوبوم شبكة “واي فاي” وهمية وأعطاها اسم “ستاربكس”، وهو الأمر الذي جعل المزيد من الناس يقفزون بدون تفكير في شبكته.

وبالفعل، حصل على 20 من الأجهزة المتصلة بشبكته الوهمية من بينهم جهاز يخص أحد العاملين بالمقهى وخلال فترة قصيرة من الزمن، استطاع الهاكر الطيب إلقاء نظرة على الرسائل والمكالمات الواردة والصادرة من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وإليها وعرف الكثير عن الأشخاص المتواجدين بالمقهى، كما أنه كان قادراً على اختراق البيانات المخزنة على الأجهزة نفسها، خاصة تلك الأجهزة المعتمدة على نظام تشغيل عفا عليه الزمن.

وكتب مراسل الموقع، واسمه موريتس مارتين: “رأينا كيف قام أحد الأشخاص للتو بتسجيل الدخول إلى موقع لقصص شخصيات الأبطال الخارقين. وبعد أن بحثنا في جوجل عن اسم هذا الشخص، أدركنا بأنه الشخص الذي كان يجلس فقط على بعد أمتار قليلة في المقهى”.

استخدم نحو 53٪ من أصحاب الهواتف النقطة الساخنة وشبكات “واي فاي” العامة، ومن المقرر أن يرتفع عدد مستخدمي هذه الشبكات إلى 5.8 مليون حول العالم بحلول العام المقبل، وهو ما يعني أن العديد منهم سيكونون هدفاً لهذه الهجمات السيبرانية. وجمع مارتين نصائحه بشأن حماية بياناتنا من المتسللين الهاكرز، في تقرير بعنوان: “كيفية استخدام شبكة ال”واي فاي” العامة بأمان”، فكانت أول نصيحة هي: قولاً واحدًا لا تقم باستخدام شبكات “واي فاي” العامة!