رويترز: المدن الجديدة في مصر تحيي آمال سكان العشوائيات بحياة أفضل
كتب أحمد المالحفي حي الأسمرات الواقع في منطقة المقطم جنوب شرقي القاهرة، تسير إلهام فؤاد في شارع نظيف ومنظم محفوف بالمباني الملونة مع زوجها وابنتها الصغيرة.
يختلف المشهد في الأسمرات كثيرًا عن حي الدويقة العشوائي الذي كانت تقطنه أسرة إلهام فؤاد في منزل آيل للسقوط.
تقول إلهام فؤاد لوكالة "رويترز"، "كنا دائمًا معرضين لخطر الانهيارات الأرضية وبالكاد كنا نحصل على العديد من الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، أما الآن فإننا نحيا حياة مختلفة تمامًا. نحن نعيش مثل جميع البشر في منزل جيد مع إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات".
وتأمل إلهام فؤاد في حياة أفضل في منزلها الجديد، وتخطط لإرسال ابنتها إلى مدرسة قريبة لأول مرة.
وقالت إلهام فؤاد ""لم يكن لدينا آمال كبيرة لابنتنا قبل مجيئنا إلى هنا، لكننا الآن مفعمون بالأمل".
وإلهام فؤاد، هي واحدة من نحو 750 ألفًا من سكان الأحياء الفقيرة الذين تم نقلهم في السنوات الأربع الماضية إلى وحدات الإسكان الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد، وفقًا للمدير التنفيذي لصندوق تطوير المناطق العشوائية خالد صديق.
وقال صديق لوكالة "رويترز" إن الحكومة هدمت أيضا نحو 12 حيًا عشوائيًا في الإسكندرية، ثاني أكبر مدن مصر، وبورسعيد على قناة السويس.
وبحسب بيانات الصندوق، يعيش نحو 22 مليون نسمة - ما يقرب من ربع سكان مصر - في أحياء فقيرة، بما في ذلك 850 ألف شخص يعيشون في تجمعات غير آمنة معرضين لخطر الانهيارات الأرضية والسيول.
ويعيش 60 في المائة من سكان الأحياء الفقيرة في منطقة القاهرة الكبرى، بما في ذلك ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص في مقبرة مترامية الأطراف تُعرف باسم مدينة الموتى.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن مخطط الإسكان هو جزء من مشروع حكومي مصري مدته خمس سنوات بدأ في عام 2016 إما لهدم أو تطوير الأحياء الفقيرة غير الآمنة وإعادة توطين حوالي 850 ألف شخص، وهو جزء من التزام مصر بأهداف التنمية المستدامة المتفق عليها عالميًا، والتي تشمل جعل المدن أكثر أمانًا وقابلية للحياة بحلول عام 2030.
وأضافت الوكالة أن المنازل في الأحياء الجديدة البديلة للعشوائيات مؤثثة بالكامل وتشمل الأجهزة المنزلية، ويتم تأجيرها مقابل إيجار رمزي يتراوح بين 300-350 جنيه مصري اعتمادًا على مستوى الوحدة.
وتضم المجمعات الجديدة حدائق ومدارس ومرافق رياضية ومراكز الطبية ومتاجر ودور عبادة ويتمتع سكانها بالقدرة على الوصول إلى وسائل النقل العام.
وأوضحت الوكالة أن تحديث القاهرة هو أيضًا جزء من جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لجذب الاستثمار وإنعاش الاقتصاد المصري، فمنذ توليه منصبه في عام 2014، سعى الرئيس السيسي إلى تطوير القاهرة وبناء عاصمة إدارية جديدة على مشارفها، بهدف جذب المستثمرين إلى مركزها.
ويجري حاليًا تطوير مثلث ماسبيرو، وهو حي فقير وسط المباني الراقية في قلب القاهرة، ليصبح مركزًا تجاريًا وترفيهيًا، اعتمادًا على الأموال المتولدة من مبيعات الأراضي التي توفر النقد للحكومة لتمويل تكاليف نقل السكان وتعويضهم.