الحرية والحب .. كيف استخدم يوسف شاهين ”لغة الجسد” في أفلامه

"ترقص.. ارقص غضب عني ارقص.. ينشبك حلمك بحلمي.. غصب عني ارقص"، هذه كانت إحدى الكوبليهات التي غناها المطرب محمد منير في فيلم "المصير"، والذي أخرجه العالمي يوسف شاهين ، وشارك في بطولته نور الشريف وصفية العمري وليلى علوي وخالد النبوي وهاني سلامة، لم تكن هي مجرد كوبليه في أغنية، بل هي سياسة اتخذها "جو"، في أفلامه .. الرقص.

 

 

لم يكن الرقص مجرد مشاهد يضعها يوسف شاهين في أفلامه لمجرد الحشو، أو لتقديم نوع من أنواع الاستعراض، بل لغة استخدمها لتعبر عن الشخصيات التي يقدمها، فأصبحت أساسية في تفكيره وأمام الكاميرا الخاصة به.

 

 

منذ بدايات "جو"، مع سينما الأبيض وأسود وحتى وفاته وتقديمه لآخر فيلم في مسيرته "هي فوضى"، 2007، اهتم بالموسيقى والرقص، وضمت أعماله ألحان وموسيقى تصويرية لأكبر ملحنين مصريين منهم عمر خيرت، وكمال الطويل، وجورج جيرشوين، وأيضًا اعتماده على موسيقى أغنيات لأم كلثوم.

 

 

 

 

كانت البداية مع هند رستم في فيلم "باب الحديد"، ورقصتها الشهيرة بالقطار، للتعبير عن حرية تلك الفتاة"هنومة"، وحبها للحياة، واستمر الرقص بعدها هو اللغة في التعبير من فيلم إلى فيلم، ما بين شخصيات دورها الأساسي متعلق بالرقص، أو اتخاذ الرقص تارة تعبيرًا عن الفرح كما في "اسكندرية كمان وكمان"، حين قام بالحصول على الجائزة خلال أحداث الفيلم، أو تعبير عن الحرية والرغبة في السيطرة على الخوف وحب الحياة كما في "المصير".

 

 

 

 

"الآخر"، "سكوت هنصور"، وغيرها كانت أعمال بها أغنيات ورقصات انتظرها الجمهور في أفلام "شاهين"؛ لتأكده أن الأحداث لن تخلو منها، ثم تحول الأمر إلى حلم الرقص أصلا في فيلم "اسكندرية نيويورك"، ليأتي بقصة يحاول فيها الأبطال تحقيق حلمهم بالرقص على مسارح أمريكا.

 

 

 

وتأتي آخر أفلامه "هي فوضى" وتحدث الرقصة بين نور بطلة الفيلم وشريف الذي وقعت البطلة بحبه، لتكون الرقصة الوحيدة بينهما تعبيرًا عن الوقوع في الحب، ليخلق "جو" أيقونة راقصه في عالمه السينمائي.