البحر بيضحك ليه.. نجيب سرور ”ملك الشحاتين” عدو الإقطاع سليط اللسان مقموع ”ناصر”

بدأ حياته كارهًا للإقطاع بعد ما تعرض أبيه للضرب أمامه من عمدة بلدته أجا في بـ الدقهلية، من مالك الأرض الزراعية التي يعمل بها والده، والذي كتب عنه في أولى قصائده التي أطلق عليها «نجيب الآلة»، والتي حكى بها ما تعرض له أبيه من ظلم في أولى دوواوينه «الحذاء»، عام 1956.

 

 

• اقرأ أيضًا: أبرزهم فارس وشيرين وجدي.. نجوم ونجمات من أصحاب الأغنية الواحدة

نجيب سرور .. الشاعر والمؤلف المسرحي الذي عانى من الظلم والاضطهاد طيلة حياته، بسبب أراءه السياسية و قصائده التي تعرضت للرفض بشكل دائم، فمع كرهه للإقطاع كان من الطبيعي أن يكون مناصرًا لثورة يوليو 1952، ولكنه لم يكن ذلك قط، وأعلن انتماءه إلى إحدى الفرق الشيوعية والتي لقى على آثر هذا الإعلان هجوم شديد من زملائه الذين قاموا بكتابة تقارير ضده باعتباره ماركسي وعدائي ضد دولة عبد الناصر.

وفي نفس الوقت تعرض لتشكيك الشيوعيين لصدق انتماءه فبدأ في إلقاء الكثير من الخطب ضد النظام في مصر والأردن، نظرًا لما رأى أنه قمع للحقوق والحريات في ذلك الوقت، كما أنه حين قرر الإقامة في الاتحاد السوفيتي، لم يقدر على التعايش مع هيكلة الشيوعية هناك ليتركها ويهاجر إلى المجر، وأثناء هذه المرحلة الصعبة في حياة "سرور"، وتعرض لحالة نفسية سيئة لعدم قدرته على تماشي اتجاهاته مع ما يدور حوله من تغيرات ومهاجمة الجميع له.

 

مع عودته إلى مصر عام 1964، لم يسلم من بطش النظام "كما قال هو"، حينها ليودع في المعتقل وجرت محاولات لاغتياله، كما أنه أُودع في مستشفى الأمراض العقلية بتهمة الجنون، ليكون رده على ما يجرى له هو الأشهر في حياة نجيب سرور، وهي ديوان "الأميات"، والتي جاءت كلماته جارحة وخارجة عن الآداب، ولكن اعتبرها الكثيرون تنفيسة لما يعاني منه الشاعر.

قدم "سرور" بالرغم التضييق الذي تعرض له عدد من المسرحيات والتي كان منها: " "بهية وياسين" عام 1965، وبعدها بعامين أنهى كتابة مسرحيته الثانية "يا بهية وخبريني"، في عام 1969، كتب مسرحية "الكلمات المتقاطعة"، وفي ذات العام أصدر مسرحية نثرية بعنوان "الحكم قبل المداولة".

 

• اقرأ أيضًا: صوفيا لورين .. أسطورة الشاشة الإيطالية وأيقونة الجمال الأوروبي

 

تابع سرور مسيرته مع المسرح ، فقدم مسرحية "ملك الشحاتين" عام 1970. ولكن العام التالي كان حافلًا بالمعاناة؛ فقد انتقد سرور بشدة أحداث أيلول الأسود في الأردن، وهاجم طريقة معاملة الفلسطينيين في مسرحيته "الذباب الأزرق"، مما أثار نقمة أجهزة الأمن المصرية، التي منعت عرض المسرحية وصادرت النسخ المطبوعة منها.

بالإضافة إلى أن سرور كان له بعض الأعمال الأدبية، كانت لها أشعار غنائية والتي كان أشهرها ما قام الشيخ إمام بغنائه وهي «البحر بيضحك ليه»، و«غريب وجيت البلد» و«حلوا المراكب»، ومن أغنياته التي قام بكتابتها للمطرب محمد منير : أغنياته في مسرحية الشحاتين.