فتحي عبد الوهاب .. ”جوكر مصر” الذي برع في دور المريض النفسي
عزة عبد الحميد موقع السلطة"لكم جوكركم ولنا جوكرنا".. تهافت الجميع على فيلم الجوكر الذي طُرح بالسينمات منذ عدة أيام، معجبين بما قدمه بطل الفيلم من دور نفسي معقد، فهو صاحب الأداء العنيف وفي ذات الوقت صاحب الابتسامة الجاذبة للتعاطف، ليخرج الجمهور من الفيلم متعاطفين مع ذلك المريض النفسي، ولكن طبقًا لما لدى الجمهور المصري من ذكاء، بدأ المصريون في البحث عن "الجوكر" المصري الخاص به الذي يشبهه، وفي نفس الوقت يستطيع أن يؤدي الدور بمهارة وحرفية.
أنه فتحي عبد الوهاب النجم اللامع وصاحب الأداء الرائع المبهر في السنوات الأخيرة، القادم من بدايات صعبة نحت الصخر فيها لكي يخرج صاحب إضاءة وهالة، تُفرغ له الساحات وتناديه الأدوار الصعبة، المركبة، الذي استطاع أن يكون "جوكر" منذ زمن بعيد فهو كذلك بمعناه الحقيقي، كمحرك الأحداث وصاحب الأوراق الفنية بتجسيده لأدواره، فمع بداية التسعينات ظهر شاب في فيلم "طيور الظلام" كإرهابي، حاول بعدها إلتقاط مشاهد في أعمال تجعله قادر على جذب الشاشة له للفت الانتباه إليه، فظهر في أفلام: "إشارة مرور"، "بخيت وعديلة"، "البطل"، "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، و"أرض الخوف" وغيرها من الأفلام.
استمر "عبد الوهاب" في محاولاته للتلويح بموهبته إلى أن فوجئ الجمهور بـ"سمير سبوت"، والذي أحيا شخصيته مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، لتنبأ بوجود "جوكر" مصري هذا الشخص صاحب المرض النفسي الذي فعل أي شئ لكي يقترب من الفنان الذي يحبه لدرجة أنه قتل لأجله، سيكوباتي محترف لا يمكنك إلا أن تخشى منه بمجرد ظهوره أمامك بداية من طريقة لبسه حتى أداءه ونظراته، وفي هذا الفيلم" بحبك وأنا كمان"، أعطى إضاءه قوية ليقول أنا موجود.
بدأ فتحي مرحلة جديدة من حياته بدوره في فيلم "سهر الليالي" عام 2003، شارك بعدها في مسلسل "الدم والنار"، الذي استطاع خلاله أن يثبت أنه قادر على الأداء العالي في أي دور يقوم بتجسيده، فدخل تجربة البطولة المطلقة أمام ياسمين عبد العزيز ولبلبة، ولكن لم يحالفه الحظ في "فرحان ملازم آدم"، كونه لم يكن فيلم جماهيري بشكل كبير.
بعد خسارته في تلك التجربة عاد هو مرة آخرى لتجسيد أدوار صغيرة لم تكن على قدر موهبته ولكنها ساعدته في الإنطلاقة الأعظم، التي تنبأ بها كل من أدرك أن داخل هذ الفتى غول يستطيع أن يأكل كل من يقف أمامه، فشاهدناه في "عزبة آدم"، "خلطة فوزية" عصافير النيل" وعاد إلى تيمته "عادل إمام" في "زهايمر" و" ساعة ونص" و"هز وسط البلد"، كما أنه خلال هذه الفترة استطاع أن يصنع لنفسه جمهور دراما بشئ كبير من الحنكة والذكاء وحسن الاختيار، من خلال أدواره في مسلسلات "دهشة" و"الخانكة" و"ربع رومي" وعودته للأب الروحي "الزعيم" في "عوالم خفية" الذي قدمه كوميدي اجتماعي كمفاجأة لكل من ينتظر منه الأدوار الصعبة المعقدة فقط،وفي نفس العام أعلن أنه غول حق، فهو صاحب الشخصية السيكوباتيه الأولى في التمثيل ومهندس تعيير الصوت على حسب أداء المشهد وملك النظرات الثاقبة المرعبة في "أبو عمر المصري"، هذا الدور الذي كشر به عن أنيابه وفتح له قلوب الجماهير رغم شره وأوقف الجميع يصفقون له ويرفعون له القبعات.
بعدها طل علينا بآخر أعماله "لمس أكتاف"، الذي سطى من خلاله على موسم رمضان، واقفًا أمام ابنة جيله حنان مطاوع اللذان جسدا أدوار أقل ما يقال عنها عظيمة، مجسدًا صورة الحب والشر و الإنسان السيكوباتي بشكل كبير، ليؤكد أنه القادر على تجسيد "الجوكر" بكل اقتدار.