قرار جمهوري حسمها.. قصة منافسة عبدالحليم وفريد الأطرش على مطرب الربيع

اعتاد الوطن العربي أن يحتفل سنويًا بعيد الربيع على حفلات موسيقار الشرق فريد الأطرش منذ خمسينيات القرن الماضي، خاصة أنه الموسيقار الوحيد الذي أبدع في لوحة فنية خالدة أغنية الربيع الذي غناها لأول مرة عام 1947، ولاقت نجاحًا تاريخيًا مازال صداه حتى يومنا هذا.

 

وبسبب هذه الأغنية أصبح فريد هو المطرب الرسمي لحفلات الربيع التي أصبحت عادة سنوية يحتفي بها الوطن العربي ولا يشعر أحد بعيد الربيع إلا عندما نسمع فريد و هو يغني "آدي الربيع عاد من تاني".

 

وظل فريد الأطرش يحيي حفلات الربيع حتي منتصف الستينيات، حيث انتقل ما بين سوريا ولبنان وظل فيهما ما يقرُب من خمس سنوات.

 

وفي خلال هذه الأعوام القصيرة كان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يحيي حفلات الربيع مكانه، وبالفعل نجح العندليب لجماهيرته العريضة وحضوره الطاغي.

 

ولكن عاد فريد الأطرش من جديد إلى مصر في أوائل عام 1970، وقرر أن يعود في حفلة الربيع يوم 26 إبريل من نفس العام.

 

ولكن كان هناك عبد الحليم حافظ الذي يحيي حفلات الربيع هو الآخر، وكان التليفزيون المصري والإذاعة المصرية في حيرة بين الاثنين، فذهب الأمر للزعيم جمال عبد الناصر الذي قرر إذاعة حفل فريد الأطرش من مسرح سينما ديانا مباشر علي الإذاعة والتلفزيون المصري، ثم إذاعة حفل عبد الحليم حافظ مسجلا من مسرح سينما ريفولي في اليوم التالي.

 

وهكذا كان هذا القرار الجمهوري هو ما جعل معنويات فريد الأطرش في "سابع سما"، مما جعله يبدع فيما قدمه من أغاني، وكان أولها أغنية "سنة وسنتين وانت ياقلبي تقول أنا فين لحد ما دوبت في أشواقي وشفت النيل وعرفت أنا فين آه يا مصر يا بلدي يانور العين".

 

والتفت الجماهير العريضة حول مسرح سينما ديانا لدرجة عاقت المرور وزاد عدد الحضور داخل المسرح على العدد المفروض، إلى جانب من وقف خارج المسرح جماهير غفيرة تزداد سريعا حتى أن فريد الأطرش بكى على المسرح من شدة الحفاوة.

 

وكان هذا هو الحفل الأخير في حياة فريد الأطرش، حيث سافر بعد ما توجه للزعيم جمال عبد الناصر يشكره، واستضافه الزعيم في منزله على مأدبة غذاء، وتوجه بعدها للعلاج خارج البلاد وهو في أتم معنوياته.