المعلم سردينة.. الفيلسوف الطاغي: نبوءة أحمد زكي تتحقق

المعلم سردينة.. 

تراه علي الشاشة الصغيرة أو الكبيرة في دور صغير أو كبير يأخذك ويتمكن منك أكثر من أبطال العمل نفسه، بل وتبحث عنه طوال حلقات المسلسل أو مدة عرض الفيلم.. فنان له حضور طاغي ويؤثر في الشخصية أكثر من التأثير الشخصية عليه، نبرة صوته التي لا تخطئها أذن، ويكاد يكون الممثل الإذاعي الوحيد الذي نراه وهو يمثل.

 

وقف أمام عباقرة فن التمثيل فكان ندًا لهم بل وتفوق عليهم في مشاهد كثيرة جمعت بينهم، كما أشار بذلك النجم الكبير نور الشريف في المشاهد التي جمعت بينهما في المسلسل التاريخي الأسطوري "عمر بن عبد العزيز" 

 

 

حتى أداءه مع العبقري أحمد زكي في فيلم "أرض الخوف" فقد كانت مشاهده معه عبارة عن مناهج دراسية لطلبة الفنون المسرحية فقد كان أداء في السحاب، وأداءه في أدوار عادية ضمن أعمال عادية لم يكن أداءً عاديًا بل أداء يجعلك تحب العمل الذي يقدمه وإن لم يكن عملًا قويًا. 

 

 

من منا يستطيع أن ينسي دوره الأسطوري في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" المعلم سردينه، الذي أصبح أيقونة على وسائل السوشيال ميديا من قوة تأثيره، وبالرغم من أن هذا الدور الوحيد الذي تعلق به الناس إلا أن عبد الرحمن أبو زهرة لم يرحب بهذا النجاح المدوي للدور لأنه أنسي الكثير من الجمهور أدوار له هي الأفضل والأهم مثل أفضل أدواره على الإطلاق دور "الحجاج بن يوسف الثقفي" في مسلسل "عمر بن عبد العزيز" ذلك الدور الذي برع في أدائه لدرجة جعلت نور الشريف يقول إن عبد الرحمن أبو زهرة أفضل ممثل في العمل الذي جمع كبار نجوم مصر.

 

عبد الرحمن محمود أبو زهرة ابن دمياط المولود في 8 مارس 1935، والذي تخرج في معهد الفنون المسرحية عام 1958 وقدم أعمالا مسرحية وسينمائية وتليفزيونية وإذاعية عديدة بأداور مختلفة فكان الشرير والطيب والأب والابن والصديق والحبيب وابن البلد وابن الذوات والموظف البسيط ورجل الأعمال كلها أدوار جعلته قريب جداً من كل فئات المجتمع.

 

 

من أهم أدواره على الشاشة العربية أفلام (بئر الحرمان) مع سعاد حسني و(السيد البلطي) و(الاختيار) و(حب البنات) و(الدخيل) و(النوم في العسل) مع عادل امام و(أرض الخوف) مع أحمد زكي الذي تنبأ له بأنه سيكون أفضل ممثل في مصر عندما كان طالبًا في معهد الفنون المسرحية وقد كان، من المفارقات أن هذا الفيلم الذي شارك فيه أحمد زكي مع عبد الرحمن أبو زهرة كاد أن يكون  فيلمًا عالميًا وكاد أن يحصل علي الأوسكار.

 

 

قدم في التليفزيون ما يزيد على 100 مسلسل تليفزيوني وسهرة تليفزيونية تنوعت ما بين الاجتماعي والديني والكوميدي والأطفال، شارك كبار نجوم السينما المصرية تجاربهم التليفزيونية المحدودة علي رأسهم النجم العالمي عمر الشريف في مسلسل "حنان وحنين" وكان معه النجم أحمد رمزي.

 

أيضًا شارك النجمة الكبيرة نادية الجندي في مسلسلاتها الثلاثة "مشوار امرأة ومن أطلق الرصاص على هند علام وملكة في المنفي" ومع النجمة الكبيرة نبيلة عبيد في أولي مسلسل "العمة نور" وشارك مع العملاقين محمود مرسي ويحيي الفخراني في المسلسل الوحيد الذي جمع بينهما "لما التعلب فات" ، كما كانوا يستعينون به لمعرفة قدره في شاشة التلفزيون وهم رغم حجم أسمائهم في السينما إلا أن التليفزيون له رهبه وكان عبد الرحمن أبو زهرة هو أحد أهم أسباب نزع هذه الرهبه.

 

من المسلسلات المهمة في تاريخه الكبير مسلسلات "فرسان الله ورسول الإنسانية والمصراوية والعنكبوت والملك فاروق وامرأة من الصعيد الجواني والسقوط في بئر سبع وسنوات الضحك والدموع  والجماعة وصيام صيام والدم والنار".

 

وله سهرة درامية تقاسم بطولتها مع يحيي الفخراني "الرهان" وكانت بمثابة مباراة كبيرة تجمع بين قطبين في فن التمثيل التلقائي الطاغي، كما قدم أعمالا للأطفال كان يشاهدها الكبار قبل الصغار مثل مسلسل "بندق وبندقه" وفي الإذاعة قدم في البرنامج العام مسلسل الأطفال "صندوق الدنيا".

 

 

أما المسرح فهو ابن المسرح وأستاذ المسرح وفنان المسرح.. فقدم فيه أروع الأدوار وأقوها مثل الشيطان، مصرع كليوباترا، أقوى من الزمن، بدايه ونهاية، صف الحريم، قريب وغريب، هاملت، تحب تشوف مأساة، سيرك يا دنيا المحروسة، القضية، السبنسة.. وقد قدم بصوته دور هاتسو في الفتى برهان، وقام ببطولة مسرحية زهرة الصبار.

 

 

من الأعمال التي تميز بها عن غيره من الفنانين الدبلجه فقد استعانت شركة ديزني العالمية بصوته في أعمال مدبلجه إلى جانب أعمال أخرى مع شركات أخرى صوت جعفر في (علاء الدين وعودة جعفر وبعض حلقات مسلسل دار الفار) (1992 و1994)، كما قدم بصوته دور هاتسو في الفتى برهان، ودور الأسد (سكار) في فيلم (الأسد الملك) إنتاج ديزني 1994.

 

وبرغم مرور السنوات وراء السنوات إلا أن عبدالرحمن أبوزهرة مازال يعطي بحب وسخاء للفن ومجرد ظهوره في أي عمل فني يثري هذا العمل، وبرغم أنه لم يأخذ حقه في البطولات التي يستحقها وبجداره إلا أنه أثبت بالفعل أنه أكبر وأهم وأفضل وأقوى من نجوم كبار جدًا حصلوا على بطولات كثيرة ولم يكونوا في موهبته وحضوره وحب الناس له. 

 

 

وهذا المقال ما هو إلا جزء بسيط جدًا من تكريم وتقدير لهذا الفنان العظيم الذي احترم فنه وجمهوره فاحترمه وأحبه الجمهور على مر الأجيال المتعاقبة 
ونتمنى أن يلقى هذا الفنان الكبير التكريم الذي يناسب فنه وموهبته وعطاءه وحب الجماهير له.. متعه الله بالصحة والعافية.