التَّفَـاؤلُ
بقلم الشاعر محمد ثابت موقع السلطةالتَّفَـاؤلُ
بقلم الشاعر محمد ثابت
-------------
كُـن جَمِـيـلاً تـَرَى الـوُجُـودَ جَمِيلاً .
التَّفَـاؤلُ نـَفْحَـةُ الـرِّضَـا الَّتِي يـَهَبَهَـا اللهُ لِلإِنـْسَـانِ المُتَصَالِحِ مَعَ نـَفْـسِـهِ .
وَالـتَّفَـاؤلُ طَـاقَـةٌ إِيجَـابِيَّةٌ تـُلْهِـمُ صَـاحِبَهَـا قُـوَّةَ الدَّفْعِ وَالمَنَاعَةِ ضِدَّ
سَوَالِبَ النَّفْسِ الَّتِي تـَهْفُو مِن حِـينٍ لآخَـرٍ لِلانـْسِحَابِ وَالإِحْـبَـاطِ .
وَالتَّفَاؤلُ هُـوَ كُـرَاتُ الدَّمِ البَيْضَاءِ وَالحِصْنُ المَنِيعُ ضِـدَّ أَمْـرَاضِ
الغَضَبِ وَالسُّخْطِ وَعَـدَمِ الـرِّضَـا .
وَالإِنـْسَـانُ المُتَفَـاءِلُ هُوَ إِنـْسَـانٌ قَـادِرٌ عَلَى فَهْمِ وَإِدْرَاكِ المُتَغَـيِّـرَاتِ
وَالأَدَوَاتِ الَّتِي تـَنْسُجُ وَاقِعَـاً تـَتَكَيَّفُ مَعَهُ الشَّخْصِيَّـةُ؛تـَارَةً بِالدَّفْعِ وَتـَارَةً أُخْـرَى
بـِالسُّـكُـونِ الَّذِي يـُحَـوِّلُ الأَفْـكَارَ المُتَصَالِحَةَ إِلَى أَفْكَارٍ
تـَمَّ تـَرْوِيضُهَا دَاخِلَ مِحْرَابِ التَّكَيُّفِ الاجْتِمَاعِيِّ .
وَالإِنـْسَانُ المُتَفَاءِلُ هُوَ كُتْلَةٌ نـُورَانِيَّةٌ تـُشِعُّ بـَهْجَةً حَـوْلَ مَجَالِهَا
المِغْنَاطِيسِيِّ؛وَتـَجْعَلُ الفَرَاغَ الاجْتِمَاعِيَّ المُوْجُودَ دَاخِلَهُ بِمَثَابَةِ نـُفُـوسٍ
أُخْـرَى؛أَى فَـرَاغَـاً إِنـْسَانِيَّاً يـَعْكِسُ قَـبُـولَ الآخَـرِ .
وَالتَّفَاؤلُ رِزْقٌ مِن أَرْزَاقِ العَبْدِ الصَّالِحِ الَّذِي يَرَى خَالِقَهُ فِي كُلِّ
فِعْلٍ وَحَدَثٍ يَقُومُ بِهِ؛فَقَد تـَرَى إِنـْسَـانـَاً بَسِيطَـاً يـُشِعُّ طَاقَةً وَسَعَادَةً؛
فَقَد عَـوَّضَ اللهُ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ هذَا الشَّخْصَ بِرِزْقٍ آخَـرٍ لاَ يـَعْـرِفُ
قَـدْرَهُ إِلاَّ الإِنـْسَـانُ العَابِثُ الَّذِي لاَ يَرَى حَوْلَهُ سِوَى القُبْحِ وَالسَّوَادِ .
وَالتَّفَاؤلُ هُوَ خُـرُوجٌ مِنَ الصِّرَاعِ الجَدَلِيِّ الـرَّافِضِ لِرُؤْيَةِ جَمَالِيَّاتِ
الكَوْنِ مِن حَوْلِهِ إِلَى سَحَابـَاتِ النَّفْسِ النُّـورَانِيَّةِ الَّتِي تـَسْبَحُ فِي ضَفَائِرِ
النُّورِ وَالبَهْجَةِ وَإِدْرَاكِ الجَمَالِ .
التَّفَاؤلُ هُوَ الحَقُّ .
التَّفَاؤلُ هُوَ العَدْلُ .
التَّفَاؤلُ هُوَ الجَمَالُ .
وَالحَقُّ وَالعَدْلُ وَالجَمَالُ هُم بـَوَّابـَةُ التَّعَـرُّفِ عَلَى وَجْـهِ الخَالِقِ الحَقِيقِيِّ؛الخَالِقِ
الجَمِيلِ ...؛الرَّحْيمِ ...؛الرَّحْمَنِ .
الَّذِي تـَبَارَكَت أَسْمَاؤهُ فِي تَجَلِّي المَعْرِفَةِ .
وَالتَّفَاؤلُ هُوَ انـْعِكَاسٌ حَقِيقِيٌّ لِوُجُودِ اللهِ ـ عَـزَّ وَجَـلَّ ـ دَاخِلَ نـَفْسِكَ؛وَتَرْجَمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ
لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ (( وَنـَفَخْـنَـا فِـيـهِ مِـن رُوحِـنَـا )) .
فَكَيْفَ يَهَبَكَ اللهُ الجَمَالَ فَتَرْفُضُ هَذِهِ الهِبَةَ الـرَّبـَّانِيَّةَ بِرَفْضٍ وَكُـرْهٍ لِلآخَـرِ ؟!
كُـن مُتَفَـائِـلاً ...؛تـَكُـن عَـبْـدَاً صَـالِحَـاً وَجَمِيـلاً .
محمد ثابت