نعامة تركيا أسد على ليبيا.. ماذا يريد أردوغان من طرابلس؟
تقرير عبد العزيز السعدني موقع السلطةيصارع رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، على الوجود في ساحات سياسية، حتى لو لم يكن له شأن بها أو بدولته.. يترك المعارضة تنتصر عليه في عقر دار "اسطنبول" ويتهرب من الرد على أنصار حزبه عن أسباب سقوطه المدوي، ويخرج ليقول رأيه فيما يحدث بليبيا.
يحاول أردوغان، إقحام نفسه ودولته في شؤون غيره، ويولي نفسه خليفة على عرشٍ خاوٍ، صنعه بعنجهيته وجشعه وعقله الأجوف.. ويعمل على إثارة الفتن وبلبلة الأحداث في دعم واضح وصريح للإرهاب في المنطقة العربية، وآخرها ليبيا.
جنرالات أتراك في ليبيا:
صحيفة المرصد الليبية، كشفت، وفقًا لمصادر استخباراتية، عن وجود فريق خبراء عسكريين أتراك، من بينهم جنرال رفيع المستوى؛ للعمل في غرفة عمليات بالعاصمة طرابلس، لخدمة مصالح حكومة الوفاق.
المصادر الاستخباراتية، أكدت أنه من بين الفريق عسكريين مختصين في تسيير الطائرات التركية المسيرة (دون طيار) من طراز "بيرقدار"، والتي شنت غارات مكثفة على مواقع تابعة للجيش الليبي.
الصحيفة الليبية، قالت، في تقريرها، أن عددهم بلغ نحو 16 خبيرًا تركيًا، بينهم عرفان أوزسيرت، جنرال رفيع المستوى، وشغل قبل ذلك منصب قائد فوج الأكاديمية العسكرية التركية، والمسؤول عن القطاع العسكري لمنطقة غازي عنتاب.
ويضم الفريق التركي خبراء في مجالات الاتصالات والتنصت وتحديد مواقع، بجانب عسكريين مختصين بتسيير الطائات التركية "بيرقدار".. ووفقًا للصحيفة، يتخذون قاعدة معيتيقة الجوية بطرابلس كمقر لتنفيذ مهاهم العسكرية ضد الجيش الليبي.
مصادر ليبية كشفت للصحيفة، تردد قادة حكومة الوفاق على مقر الإقامة، أمثال "فتحي باش أغا" وزير الداخلية، وآمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة جويلي، بالإضافة إلى 3 خبراء عسكريين من باكستان، لإدارة دفة المعارك فعليا على الأرض، بحسب تصريحاتهم.
ضرب بالأمر المباشر:
المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أعلن، الجمعة الماضية، أن القائد المشير خليفة حفتر، أصدر أوامره باستهداف السفن والقوارب التركية المتواجدة في المياه الإقليمية الليبية.
وقال المسنماري: "تركيا ضالعة بشكل مباشر في معركة طرابلس، بجنودها وطائراتها وسفنها البحرية، وجميع الإمدادات تصل الآن مباشرة إلى مصراتة وطرابلس وزوارة".
وفي إشارة إلى التدخل التركي السافر، أوضح المسماري أن تركيا ساعدت الميليشيات في الهجوم على مدينة غريان، وتوفر غطاء لهم من أجل استعادة السيطرة على طرابلس.
أردوغان ومعاقل الإخوان:
كشف نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق في ليبيا، عبدالحفيظ غوقة، عن استماتة الرئيس التركي أردوغان في طرابلس من أجل حماية الميليشيات الإسلامية المتطرفة.
كان أردوغان في تصريحات سابقة، أعلن دعمه الكامل لحكومة طرابلس التي تعتمد على ميليشات متطرفة لمنع تحرير طرابلس في العملية العسكرية التي يشنها الجيش الليبي.
غوقة يقول: "الآن أصبحت المسألة على المكشوف.. تركيا تريد للتيار الاسلامي أن يحكم الطوق على ليبيا، بعدما خسر في مصر وتونس وغيرها من الأماكن، الأتراك يستميتون لتمكين الإسلاميين".
الجيش الليبي بالمرصاد:
أمس الأحد، يعلن آمر غرفة عمليات سلاح الجو الليبي، اللواء محمد منفور، نقلا عن "سكاي نيوز عربية"، استهداف طائرة مسيرة تركية في طرابلس، كانت تستعد لتنفيذ غارات على مواقع تابعة للجيش الليبي.
وقال منفور، إن سلاح الجو الليبي تمكن من استهداف الطائرة التركية نوع "بيرقدار"، بالقرب من مطار معيتيقة.
وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، عزم السلطات في بلاده، القبض على كل تركي يوجد على الأراضي الليبية، مضيفًا أن هذا الإجراء يأتي ردا على التدخل التركي في ليبيا.
تركيا تعترف بالتواجد
هددت تركيا باستهداف قوات الجيش الليبي، مدعية اعتقال 6 أتراك في طرابلس، وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أن أنقرة سترد على أي هجوم تنفذه قوات الجيش الليبي ضد مصالحها.. إلا أن اللواء المسماري، كذّب المزاعم التركية، قائلا: "في حال اعتقال أي أتراك سيتم صدور بيان بذلك".
مراقبون اعتبروا التهديدات التركية بمثابة اعتراف واضح وصريح من أنقرة بالتدخل في الشؤون الليبية لتدعيم الميليشيات الإرهابية داخل طرابلس.
ويظل أردوغان يُقحم دولته الهشة بعد احتجاجات عارمة، واقتصاده المترنح بعد سياسات خاطئة، في شؤون غيره، ولن يصحو من غفوته إلا بعد ثورة الشعب التركي ضد سياساته الخاطئة التي أضرت بالشارع التركي.