قمة العشرين في سطور.. 4 جلسات عمل.. و8 قمم لتنمية مصر
كتب محمد الصياد موقع السلطةاختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته لليابان والتي شارك خلالها في قمة مجموعة العشرين الـ 14 في مدينة أوساكا اليابانية، تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبى" الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، وذلك في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، إلى جانب العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط بين مصر واليابان، وما تمثله مصر من ثقل على الصعيدين الإقليمى والدولى.
ووفقًا لتقرير أعدته "الهيئة العامة للاستعلامات" عن نتائج زيارة الرئيس لليابان ومشاركته في قمة مجموعة العشرين، فقد شهدت زيارة الرئيس نشاطا مكثفًا رفيع المستوى، داخل جلسات القمة، وخلال لقاءات قمة جماعية وثنائية شملت (8) من زعماء عدد من أهم وأكبر دول العالم، فضلًا عن لقاءت مثمرة مع (4) من كبار المسئولين الدوليين، وقد حققت هذه اللقاءات نتائج مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي لصالح كل من مصر وأفريقيا والسلام في المنطقة.
وشارك الرئيس السيسي في (4) جلسات لقمة مجموعة العشرين، بدأت بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمي، وأعقبتها جلسة العمل الثانية حول "الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي"، حيث عرض الرئيس أمام قادة (37) دولة حضروا القمة إلى جانب كبار المسئولين الدوليين، الرؤية المصرية فيما يخص الشراكة بين الجانبين والتحديات الحالية، مؤكدًا المسئولية الجماعية في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، وطالب بحق أفريقيا في شراكة اقتصادية عادلة، مؤكدا أن القارة الأفريقية مؤهلة لنقل التكنولوجيا واستقبال الاستثمارات خاصة في مجال البنية التحتية.
كما شارك الرئيس في جلسة "تمكين المرأة"، وجلسة "معالجة عدم المساواة"، حيث طرح المحاور الرئيسية التي تعمل من خلالها مصر في مجالي معالجة عدم المساواة وتمكين المرأة، وحظيت جهود مصر بشأن تمكين المرأة بإشادة المشاركين.
وإلى جانب جلسات القمة، عقد الرئيس عددًا كبيرًا من القمم الثنائية والجماعية واللقاءات مع قادة دول العالم المشاركين، وكذلك كبار المسئولين الدوليين، والأوساط الاقتصادية في اليابان.
وعقد الرئيس قمتين جماعيتين على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، كانت الأولى قمة خماسية صينية - أفريقية، جمعت إلى جانب الرئيس السيسي، كلًا من: الرئيس الصيني "شي جين بينج"، ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، والرئيس السنغالي "ماكي سال"، وسكرتير عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، والثانية كانت قمة أفريقية ثلاثية جمعت الرئيس السيسي مع رئيسي جنوب أفريقيا والسنغال.
في الوقت نفسه عقد الرئيس قممًا ثنائية مع كل من: رئيس وزراء اليابان "شينزو آبي"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، ورئيس الوزراء الإيطالى "جيوسبي كونتي"، وسمو الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، والرئيس الأرجنتيني "ماوريسيو ماكري"، والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، كما أجرى الرئيس أحاديث ولقاءات جانبية مع عدد آخر من القادة، منهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ورئيس وزراء الهند "ناريندرا مودي".
كما أجرى الرئيس السيسي مباحثات مهمة في "أوساكا" من عدد من كبار المسئولين الدوليين، منهم: سكرتير عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، ومديرة صندوق النقد الدولى "كريستين لاجارد"، ومدير منظمة الصحة العالمية "تيدروس ادناهوم"، ورئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك".
وعلى الصعيد الاقتصادي يقول تقرير "هيئة الاستعلامات"، إن الرئيس قد التقى خلال زيارته لليابان مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في اليابان، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين اليابانيين وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة، ثم عقد لقاء آخر مع أعضاء مجلس الأعمال المصري - اليابانى، واختتم نشاط زيارته بلقاء مع إيشيرو كاشيتاني رئيس مجلس إدارة شركة "تويوتا تسوشو".
وكانت جميع هذه اللقاءات والمشاركات فرصة لعرض إنجازات الاقتصاد المصري، والأوضاع في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأهمية الدعم الدولي، خاصة من جانب مجموعة العشرين، لجهود إرساء السلام والاستقرار، وتحقيق التنمية لشعوب المنطقة، إضافة إلى تعزيز الشراكات التجارية بين مصر وهذه القوى الاقتصادية الكبرى، وجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة مع الإجماع الدولي خلال هذه المناسبة الدولية الكبرى على الإشادة بنجاح التجربة المصرية في تحقيق الاستقرار والإصلاح الاقتصادي والتنمية.
الرئيس: أفريقيا غنية بأبنائها
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسات قمة العشرين، والتي بدأت بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمي، حيث ناقشت التحديات المختلفة في هذا الصدد وتأثيراتها السلبية على جهود تحقيق التنمية المستدامة في العالم، وأعقبها جلسة العمل الثانية حول "الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي"، والتي تناولت بدورها سبل تسخير الابتكار والقدرات التكنولوجية لبلوغ أهداف التنمية الدولية.
وخلال كلمته في القمة وجه الرئيس عدة رسائل رئيسية، حيث ركز على أهمية تحقيق التوازن بين الدول النامية «دول العالم الثالث- الدول الأفريقية» وبين الدول المانحة ودول العالم الأول، مؤكدًا أن الدول الأفريقية غنية جدًا بمواردها الطبيعية والبشرية وتحتاج إلى الكثير من فرص الاستثمار سواء في الطرق والكباري أو تطوير البنية التحتية، حيث تسعى الدول الأفريقية حاليًا لجذب الاستثمارات الخارجية لتحقيق التنمية، بعد أن تطورت كثيرًا عن الماضي، وأصبحت الآن تسعى لنقل التكنولوجيا لبلادها وتوطين الصناعة الأجنبية بها.
وعرض الرئيس السيسي الرؤية المصرية فيما يخص الشراكة بين الجانبين والتحديات الحالية، مؤكدًا المسئولية الجماعية في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، خاصةً في الدول التي كانت تعاني من نزاعات مطولة، مشيرًا إلى العلاقة المتلازمة بين الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها.
ورحب الرئيس بالتعاون في إطار شراكات جادة مع مجموعة العشرين لتحقيق التنمية، وفق الخطط والبرامج الوطنية لدولنا، وأجندة 2063 التي تحمل رؤية القارة لتحقيق تنميتها المستدامة، وتتكامل مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 التي توافقنا عليها جميعًا.
وأوضح الرئيس في كلمته أن مجموعة العشرين عليها دور كبير في زيادة الجهد الدولي لتيسير الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا البازغة وتسخيرها لخدمة أغراض التنمية، وتضييق الفجوة الرقمية، فضلًا عن توفير الخدمات الأساسية ومنها التعليم والنفاذ للدواء والتكنولوجيا العلاجية بتكلفة أقل.
وأشار الرئيس، إلى أن خطط تحقيق التكامل الإقليمي عبر تطوير البنية التحتية الأفريقية، وتنفيذ المشروعات العابرة للحدود، ومشروعات الطاقة، لاسيما الطاقة المتجددة، إنما تأتي على رأس أولوياتنا، وتتسق مع خيارنا الإستراتيجي في السير نحو الاندماج القاري.
وجدد الرئيس التأكيد أن "إرادتنا السياسية الأفريقية تتجه بخطوات ثابتة وجادة على الصعيد الوطني والقاري بشكل متكامل لتحقيق التنمية المستدامة بكافة أبعادها، جنبًا إلى جنب مع ترحيبنا بالتعاون مع شركاء القارة، اتساقًا مع خططنا، وبما يحقق مستقبل أفضل لنا جميعًا.. فنظرة بسيطة وواقعية إلى تعداد قارتنا اليوم الذي يبلغ أكثر من 17% من سكان العالم، مع التوقع بأن يصل لأكثر من ربع سكان العالم بحلول عام 2050، تؤكد أن شراكتنا ليست خيارًا، بل مقاربة ضرورية لا بديل عنها".
تمكين المرأة
ومن جلسات القمة التي حضرها الرئيس جلسة "تمكين المرأة"، كما شارك أيضًا في جلسة "معالجة عدم المساواة"، حيث ألقى كلمة خلال جلسة عدم المساواة طرح خلالها المحاور الرئيسية التي تعمل من خلالها مصر في مجالي معالجة عدم المساواة وتمكين المرأة.
واشادت الأطراف الدولية المشاركة في القمة بالخطوات الكبيرة التي حققتها مصر في مجال تمكين المرأة، خاصة ما تضمنته التعديلات الدستورية الأخيرة بزيادة نسبة مشاركة المرأة في البرلمان إلى ما لا يقل عن 25٪.
قمة مصرية - يابانية
رصد تقرير "هيئة الاستعلامات" تفاصيل اللقاءات والقمم الثنائية والجماعية التي عقدها الرئيس على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، حيث كان في مقدمتها مباحثات القمة الموسعة مع رئيس وزراء اليابان "شينزو آبي"، الذي رحب بالرئيس في زيارته الثانية لليابان، والتي من شأنها أن تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون التنموي المشترك، مؤكدًا في هذا الصدد أن "اليابان تولي لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة على صعيدي التعاون الثنائي والتشاور السياسي، وذلك لمحورية دور مصر في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط".
كما أكد رئيس الوزراء الياباني حرص بلاده على التعاون مع مصر في دفع عملية التنمية الشاملة في إطار إستراتيجية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، مشيرًا إلى اعتزام اليابان تكثيف جهودها في تنفيذ المشروعات الثنائية في مختلف المجالات المتفق عليها، خاصة التعليم، الثقافة، التكنولوجيا، الطاقة، والنقل، بالإضافة إلى المتحف المصري الكبير الذي يعد أيقونة للتعاون الثقافي والحضاري بين البلدين والذي من شأنه أن يدعم قطاع السياحة في مصر.
وأعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة المثمرة التي تربطها بدولة اليابان الصديقة ذات الحضارة العريقة، ومؤكدًا اهتمام مصر بالبناء على قوة الدفع الناتجة عن اللقاءات المنتظمة التي تعقد بين كبار المسئولين بالبلدين، سعيًا نحو الوصول بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك في العديد من المجالات، خاصةً التنموية والاقتصادية والاستثمارية، ولجذب المزيد من الاستثمارات اليابانية استغلالًا للفرص الاستثمارية الواعدة المتوفرة حاليًا في مصر في مختلف القطاعات، أخذًا في الاعتبار ما تتمتع به الشركات اليابانية في مصر من سمعة طيبة، وكونها أحد أهم مصادر الاستثمارات الأجنبية المباشرة والخبرة التكنولوجية المتقدمة في عدد من القطاعات الاقتصادية المصرية.
كما تناول اللقاء تجربة مصر في تطوير التعليم بالاستعانة بالخبرات اليابانية، سواء في التعليم الأساسي أو الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
قمة صينية - أفريقية خماسية
كما شارك الرئيس السيسي في القمة الصينية - الأفريقية المصغرة، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت كلًا من: الرئيس الصيني "شي جين بينج"، ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، والرئيس السنغالي "ماكي سال"، وسكرتير عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش".
وأكد الرئيس خلال القمة حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا، لاسيما في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، مع التركيز في هذا الصدد على أولويات التنمية في أفريقيا على أساس الملكية الوطنية لبرامج التنمية وأجندة التنمية الأفريقية 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق والتعاون المستمر مع أشقائنا في القارة الأفريقية.
كما أشار الرئيس إلى ضرورة بلورة نماذج عملية لتعزيز تعاون الصين مع أفريقيا، من خلال إقامة شراكات فاعلة وبحث أفضل السبل لتمويل مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، مثل "ممر القاهرة - كيب تاون"، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وغيرها من مشروعات البنية التحتية المهمة في القارة، وذلك لأهمية مثل هذه المشروعات لتعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها، خاصةً مع دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، معربا عن التطلع إلى دعم كافة شركاء القارة وعلى رأسهم الصين لتحقيق الخطوات التنفيذية والتشغيلية لهذه الاتفاقية على أرض الواقع بما يحقق تطلعات شعوب ودول القارة الأفريقية.
قمة مصرية - سنغالية - جنوب أفريقية
كما شارك الرئيس السيسي، في قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت إلى جانب الرئيس السيسي، كلًا من رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، والرئيس السنغالي "ماكي سال".
وجاءت القمة المصغرة في إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التي تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، وعلى رأسها اجتماعات مجموعة العشرين، ومن ثم أهمية تنسيق مواقف الدول الثلاث المشاركة في اجتماعات المجموعة لهذا العام؛ باعتبار جنوب أفريقيا عضو دائم في المجموعة، والسنغال باعتبارها دولة رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بالنيباد، ومصر باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وذلك بهدف تحقيق المصلحة المشتركة للقارة الأفريقية، لاسيما من خلال تناول الدول الثلاث للمواقف الجماعية للقارة الأفريقية خلال تفاعلاتها في القمة.
قمة مصرية - المانية
وعلى هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين باليابان التقي الرئيس السيسي مع المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" حيث أشاد الرئيس خلال اللقاء بالنمو الملحوظ والطفرة النوعية في العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، مؤكدًا سيادته تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا في مجلس الأمن، بما يوفر أرضية لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف بشأن القضايا متعددة الأطراف، خاصةً التنمية المستدامة ودعم السلم والأمن بأفريقيا.
من جانبها، ثمنت المستشارة الألمانية الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، مشيدةً بالزخم غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخرًا، لا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، ومؤكدةً أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط.
كما تمت مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثلاثي بين البلدين في أفريقيا، خاصةً في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، إلى جانب الجهود التي تبذلها ألمانيا لتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية بشكلٍ عام، لا سيما في ظل مبادرة "شراكة أفريقيا مع مجموعة العشرين"، والتي طرحتها ألمانيا عام 2017 وتستضيف اجتماعاتها السنوية ببرلين منذ ذلك الحين.
كونتي: مصر ركيزة الاستقرار
وعلى هامش القمة أيضا التقي الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإيطالي جيوسبي كونتي، حيث تضمن اللقاء عددًا من الموضوعات الثنائية، خاصة آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في قضية الطالب "ريجيني"، وقد جدد الرئيس تأكيد سعي مصر للتوصل إلى الحقيقة.
وأكد السيسي الدعم الكامل للتعاون الحالي المشترك الحثيث وغير المسبوق بين السلطات المختصة في كلٍ من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات القضية، كما شهد اللقاء التباحث حول آخر تطورات عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، خاصة القضية الليبية، حيث أكد الرئيس ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بما يحافظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية ويساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية بها، ويساهم في محاربة الإرهاب وتقويض التنظيمات المتطرفة واستعادة الأمن والاستقرار.
وعلي صعيد العلاقات الثنائية، أشاد الرئيس بتميز العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وما تشهده تلك العلاقات من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا سيادته الأهمية التي توليها مصر لتطوير تلك العلاقات في مختلف أبعادها المتنوعة، من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن تقديره للدور المحورى الذي تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
مصر والسعودية وأمن الخليج
كما التقى الرئيس السيسي مع الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء على مسيرة العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد.
وأشار إلى حرص مصر على التنسيق الحثيث مع المملكة تجاه التطورات التي تشهدها حاليًا منطقة الشرق الأوسط وذلك في إطار العلاقات الإستراتيجية بين مصر والسعودية، التي تعد من أولويات وثوابت السياسة المصرية، حيث إن التعاون والتنسيق المصري السعودي يعتبر دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ولفت ولي العهد السعودي إلى التقدير والمودة التي تكنها المملكة العربية السعودية لمصر قيادةً وشعبًا في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا عمق ومتانة العلاقات الراسخة بين مصر والسعودية.
تجربة الأرجنتين
كما التقي الرئيس السيسي مع الرئيس الأرجنتيني "ماوريسيو ماكري"، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بالأرجنتين، مشيدًا بتجربتها التنموية وما حققته من تقدم على الصعيد الاقتصادي، ومعربًا عن تطلع مصر لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وتفعيل أطر التعاون القائمة، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، فضلًا عن العمل على تعظيم الاستفادة مما يتمتع به البلدان من إمكانات متنوعة.
فيما أشاد الرئيس الأرجنتيني بما حققته مصر خلال السنوات الماضية من تقدم ملموس على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة.
بوتين: تطوير العلاقات مع مصر
كما التقى الرئيس السيسي بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حيث أكد الرئيس خلال اللقاء تطلع مصر لتعميق العلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة، مشيدًا في هذا الصدد بالمشروعات المهمة التي يتعاون البلدان في تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس الذي من شأنه أن ينتقل بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق، بدوره.
وأكد الرئيس الروسي الأهمية التي توليها موسكو لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر في الفترة القادمة وفِي إطار اتفاق الشراكة والتعاون الإستراتيجي بين البلدين، كما تم أيضا خلال اللقاء استعراض فرص التعاون الثلاثي بين مصر وروسيا في القارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث تم التطرق في هذا السياق إلى الاستعدادات الجارية لتنظيم القمة الأفريقية الروسية في أكتوبر المقبل، وتوافق الرئيسان حول ضرورة العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية لتلك القمة لصالح الشعوب الأفريقية بالمقام الأول، سعيًا نحو صياغة إطار للشراكة والتعاون المستدام بين روسيا والدول الأفريقية".
كما جمعت بين الرئيس السيسي وزعماء اخرين احاديث جانبية ومصافحات مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء الهند، وشخصيات دولية مثل كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى، وتيدروس ادناهوم مدير منظمة الصحة العالمية، ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي.
كما التقى الرئيس السيسي، مع أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، حيث أكد الرئيس دعم مصر لجهود الأمم المتحدة الهادفة إلى صون السلم والأمن الدوليين ودفع جهود التنمية المستدامة، بينما أعرب "جوتيريش" عن تقديره للتعاون الممتد بين مصر والأمم المتحدة، لاسيما من خلال المشاركة المصرية الفعالة في مختلف أنشطة المنظمة، مؤكدًا دور مصر المحوري في أفريقيا والشرق الأوسط، وحرص الجانب الأممي على تعزيز التعاون مع مصر لإرساء التنمية في محيطها الجغرافي المضطرب وترسيخ أسس السلم والأمن.
وفيما يتعلق بالرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي؛ أشار السكرتير العام إلى تعويل الأمم المتحدة على الدور المصري الحيوي لتعزيز وتعميق الشراكة الإستراتيجية مع الاتحاد، حيث أكد الرئيس في هذا الخصوص التطلع لدفع التعاون والتكامل بين المنظمتين في إطار قيادة مصر لدفة العمل الأفريقي المشترك، لاسيما فيما يتعلق بتنفيذ أجندتي التنمية 2030 و2063، والتعامل مع تحديات السلم والأمن التي تجابهه القارة، وتعزيز جهود بناء السلام.
كما تحاور الرئيس السيسي على هامش قمة العشرين مع مدير منظمة الصحة العالمية، "تيدروس ادناهوم " حيث تناول اللقاء الحديث عن مبادرة 100 مليون صحة، حيث أجرت مصر أكبر عملية مسح طبي في العالم.
والتقي الرئيس مع مديرة صندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد"، والتي جددت شهادتها وأدلت بتصريحات تشيد مرة أخرى بالتجربة الاقتصادية المصرية، وأعربت لاجارد على صفحتها على تويتر عن سعادتها بلقاء الرئيس السيسي على هامش مجموعة العشرين في اوساكا اليابانية وأكدت على دعم الصندوق المستمر والقوي لجهود الإصلاح الاقتصادي لمصر، والتقى الرئيس مع دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي.
رؤساء كبرى الشركات اليابانية
كما التقى الرئيس السيسي، على هامش القمة أيضًا مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في اليابان، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين اليابانيين وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة، وذلك لتشجيع الاستثمار في مصر، وأعرب الرئيس عن ترحيبه باللقاء الذي يجسد روح التعاون المتميز بين مصر واليابان، مؤكدا حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات اليابانية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
كما أشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، لا سيما في ظل زيادة الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين من البلدين.
وأشار إلى ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والتي تتضمن عددًا من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصًا واعدة للشركات اليابانية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الإستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لا سيما في المنطقتين العربية والأفريقية.
فيما أكد مسئولو الشركات اليابانية، تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون بين البلدين، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لا سيما في قطاعات السياحة وتكنولوجيا المعلومات والإنشاءات وصناعة وسائل النقل والأجهزة الكهربائية، وأخذًا في الاعتبار إمكانية الاستفادة من الخبرة اليابانية والتكنولوجيا التي تمتلكها في هذا الصدد لإقامة مشروعات مشتركة لتوطين الصناعة في مصر.
كما التقى الرئيس السيسي، بمقر إقامته في أوساكا بإيشيرو كاشيتاني، رئيس مجلس إدارة شركة "تويوتا تسوشو"، والتي تعد الذراع التجارية لمجموعة تويوتا، إحدى أكبر الشركات اليابانية العالمية، وأكد الرئيس خلال اللقاء امتلاك مصر الإمكانات اللازمة لأن تمثل محورًا هامًا لكافة الصناعات اليابانية المشهود لها بالكفاءة، وأن تكون نقطة انطلاق لها إلى أسواق مختلف دول العالم في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، خاصة في مجال صناعة السيارات وذلك بالاستفادة من اتفاقات التجارة الحرة التي تربطها بالعديد من هذه الدول، كما أشار "كاشيتاني" إلى أنه سيواصل التشاور والتنسيق مع الجانب المصري خلال المرحلة المقبلة من أجل تنفيذ مشروعات الشركة في مصر، واستطلاع الفرص المتاحة للتوسع في أنشطتها.
مع مجلس الأعمال المصري - الياباني
أكد الرئيس السيسي خلال لقائه مع أعضاء مجلس الأعمال المصري - اليابانى أن العمل جارٍ مع اليابان لتشكيل لجنة دائمة بين البلدين لترسيخ مناخ الأعمال والاستثمار، مضيفا "اليابان شريك مهم للتنمية في مصر وأفريقيا" وأكد الرئيس أن العلاقات المصرية - اليابانية جيدة ويتم البناء على ما تحقق، مشددا على أن القاهرة تقدر الشخصية اليابانية".
ختام قمة العشرين
وقد اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها في أوساكا باليابان، ببيان مشترك، قال الزعماء فيه: "نحن نسعى جاهدين لخلق بيئة حرة ونزيهة وغير تمييزية وشفافة وقابلة للتنبؤ بها ومستقرة في قطاعي الاستثمار والتجارة ولإبقاء أسواقنا مفتوحة".وأضاف البيان، أن التجارة الدولية والاستثمار "محركات مهمة للنمو والإنتاجية والابتكار وخلق فرص العمل والتنمية"، وتم الاتفاق على أن تستضيف المملكة العربية السعودية القمة المقبلة لمجموعة العشرين في نوفمبر.