محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي في فيينا وطهران تتحدث عن «خطوة إلى الأمام»
وكالات موقع السلطةينشر موقع «السُلطة» الإخباري مجموعة من الأخبار العالمية... وإليكم التفاصيل
تحدثت إيران الجمعة عن تحقيق "خطوة إلى الأمام" عقب اجتماع أزمة مع القوى الكبرى في فيينا حول الصعوبات التي يواجهها الاتفاق النووي، في وقت اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ "لا داعي للعجلة" لخفض التوترات بين واشنطن وطهران.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنّ الدبلوماسيين الذين اجتمعوا في فيينا والذين يمثّلون الدول التي لا تزال مشاركة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، "حققوا خطوة الى الامام" في الجهود المبذولة لإنقاذ الاتفاق، لكن النتيجة "لا تزال غير كافية".
وتطالب طهران التي تواجه عقوبات أميركية مشددة بمواصلة تصدير نفطها لكي تبقى ضمن الاتفاق.
وفي السياق، أكدت الصين عقب الاجتماع أنّها ستواصل استيراد النفط الايراني رغم الضغوط الأميركية، وقالت إنّها ترفض "الفرض الاحادي للعقوبات".
وتابع عراقجي أن الأوروبيين أكدوا أن "انستكس"، الآلية التي أنشئت لتسهيل التجارة مع إيران وتجنب العقوبات الأميركية، "أصبحت الآن جاهزة والمعاملات الأولى تتم معالجتها بالفعل".
لكنه أضاف "لكي تكون انستكس مفيدة لإيران، يتعين على الأوروبيين شراء النفط من إيران أو التفكير في خطوط ائتمان لهذه الآلية".
وفي إشارة إلى قرار إيران التوقف عن الالتزام بقيود معينة على المواد النووية بموجب الاتفاق، قال عراقجي "لقد تم بالفعل اتخاذ قرار في ايران بخفض التزاماتنا ونحن مستمرون في هذه العملية ما لم تتم تلبية توقعاتنا".
ومع ذلك، أكد أن القرار النهائي سيكون لرؤسائه في طهران.
وكان ترامب صرح لدى وصوله إلى اوساكا حيث يجتمع زعماء العالم للمشاركة بقمة مجموعة العشرين "لدينا كثير من الوقت. لا داعي للعجلة، يمكنهم اخذ وقتهم. لا يوجد إطلاقا أي ضغط".
وقطعت هذه التصريحات الهادئة مع التصاعد الأخير في الخطاب الناري بين إيران والولايات المتحدة، وتحذير طهران لترامب من "وهم" ما وصفه بـ"حرب قصيرة" ضدّها.
ومن المتوقع أن تحضر الازمة بين الولايات المتحدة وإيران على جدول مباحثات قمة العشرين التي افتتحت أعمالها الجمعة.
تشهد العلاقات المأزومة بين الولايات المتحدة وإيران منذ 40 عاماً توترا شديداً منذ نحو شهرين على خلفية التصعيد في الخليج والقلق من سقوط الاتفاق النووي.
وبلغ التوتر مستوى جديداً إثر إسقاط طهران طائرة مسيّرة أميركية في 20 حزيران/يونيو. وجاء ذلك في أعقاب وقوع عدد من الهجمات المجهولة المصدر ضدّ ناقلات نفط، وكانت واشنطن تحمّل مسؤوليتها إلى طهران التي تنفي بدورها.
وفي هذا السياق من التوتر المحموم، أشار ترامب الأربعاء إلى احتمال اندلاع حرب قصيرة مع طهران. وقال "نحن في وضع قوي للغاية (...) ولن تطول (الحرب) كثيراً". وأضاف "لا أتحدث هنا عن إرسال جنود على الأرض".
وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هذا التصريح بالتحذير من أنّ "+حرباً قصيرة+ مع إيران هي وهم".
والثلاثاء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي إن "ايران ليس لديها أي مصلحة في تصعيد التوتر في المنطقة، ولا تسعى إلى الحرب مع أي دولة"، بما يشمل الولايات المتحدة.
رغم ذلك، فإنّ إيران تكرر تحذيراتها.
وفي طهران، منح تشييع نحو "150 شهيداً" سقطوا خلال الحرب الإيرانية-العراقية أو في سوريا، فرصة للسلطات الخميس لإبراز التمسك بـ"المقاومة" في وجه الولايات المتحدة، "العدو الرئيسي".
ووفق وكالة تسنيم الإيرانية، فإنّ طهران تقدّمت رسمياً بشكوى أمام مجلس الأمن الجمعة ضدّ الولايات المتحدة في قضية الطائرة المسيرة التي اسقطت، لانتهاكها مجالها الجوي.-"اتفاق دائم"-
وفي محاولة لتهدئة المخاوف من اندلاع حرب، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة مارك اسبر الخميس أمام حلف شمال الأطلسي أن بلاده لا تريد الدخول في نزاع مع ايران. وقال "ما نريده هو الدفع إلى التفاوض على اتفاق (نووي) دائم مع إيران" التي ترى بدورها إنّ اتفاق 2015 غير قابل للتفاوض.
والتزمت طهران بموجب اتفاق فيينا عدم الحصول على سلاح نووي، وعلى تأطير برنامجها في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية.
وردا على اعادة العمل بالعقوبات الأميركية، أعلنت إيران في 8 امايو نيتها تعليق تنفيذ عدد من التزاماتها في حال لم يساعدها الأوروبيون والروس والصينيون في الالتفاف على التدابير الأميركية.
وأشارت طهران إلى أنها باتت في حل من التزاماتها الواردة في اتفاق فيينا بشأن مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم الضعيف التخصيب، وهددت بالتخلي عن التزامات اخرى ابتداء من السابع من يوليو.
وكانت اعلنت في السابع عشر من يونيو أن مخزونها من اليورانيوم سيتجاوز ابتداء من السابع والعشرين من يونيو سقف ال300 كلغ المحدد في الاتفاق، لكن لم يصدر أي تأكيد أنه تم بالفعل تجاوز هذا السقف.
وأرجع مسؤول إيراني التأخير إلى "سبب تقني"، وأشار إلى أنّ هذا التدبير سيبقى على جدول الأعمال