بين الماضي والحاضر.. كوبري قصر النيل قُبلة العشاق.. والبداية لـ الخديوي إسماعيل (صور)
كتب محمد الصياد موقع السلطةقصص العشق تواصل مسلسلاتها على كوبري قصر النيل، فلم يكن مشهد عبد الحليم حافظ وانتظاره لمحبوبته فاتن حمامة في فيلم موعد غرام على كوبري قصر النيل، مجرد مشاهد سيمائية بل حقيقة يجسدها العديد من العشاق على كوبري قصر النيل، فمن منا لم يقع في الحب ذات مرة وقادته قدماه إلى كوبري قصر النيل، ليرى صفحة الماء تلمع في وجه السماء؛ كعين المحبين في ساعة لقاء، أو كبكاء مراهقة هجرها الحبيب في لحظة غادرة.
نقوش وكتابات وأقفال للمحبة وثقتها لحظات انسانية على ممشى كوبري قصر النيل، كمتنزه مفتوح بلا ضريبة على الحب، يكفي أن تمر الساعات وكأنها دقائق معدودة برفقة حبيب، وقليل من الترمس أو حمص الشام، أو الورد البلدي.
يعود إنشاء كوبري قصر النيل «الخديوي إسماعيل» عندما قرر الخديوي إسماعيل، إنشاء الكوبري لأسباب عدة من بينها أن يكون «عربون محبة» للإمبراطورة أوجيني دي مونيتو كوتيسه، التي أحبها إلى حد العشق، فضلا عن هدايا كثيرة قدمها تذكارًا لها مثل قصر الجزيرة أو ما يعرف بـ«سراي الزمالك»، التي استقبلتها عندما أتت إلى مصر أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الذي حضره ملوك وأمراء العالم في يوم 16 نوفمبر من عام 1869.
الخديوي إسماعيل العاشق لم يكتف بالتعبير عن حبه لأوجيني عن طريق بناء قصر على النيل تبلغ مساحته 60 فدانًا، لاستقبالها وكان يضاهي قصر «التويليري» في فرنسا، إلا أن غرفة مصنوعة من الذهب خصصت لها وأمر بنقش عبارة حب مكتوبة باللغة الفرنسية، تثمن إعجابه الشديد بجمالها.
ليس ذلك فحسب حبوب زهرة الكرز كانت شاهدة على المحبة، حيث عشقت أوجيني عطرها الفواح، فجلبها لها خصيصا وزرعت بحديقة القصر، الخديوي العاشق لم يكتف بذلك بل أمر بإنشاء شارع الهرم، ليمهد لها زيارة الأهرامات، وحديقة الجبلاية لتتنفس هواء المحبة النقي من خلالها.