ألد الأصدقاء.. أمريكا لن تقتل الدجاجة
بقلم محمد السعدني موقع السلطةتشتعل الأحداث وتغلي القدور، والمنطقة العربية على شفا حرب لا هوادة فيها، طهران تضرب سفن قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، وطائرة بدون طيار تضرب أنابيب بترول سعودية برعاية حوثية، كلها عناوين لحرب قادمة قدوم عم أيوب الجواهرجي في مسرحية الجوكر للفنان الرائع محمد صبحي، فلا حرب قادمة ولا عم أيوب يصل وجهته في موعده.
كلنا أو بعضنا ندرك جيدا قصة الدجاجة التي كانت تبيض بيضة ذهب يوميا لصاحبها إلى أن قرر صاحبها بإيعاز من زوجته أو من طمعه ذبح الدجاجة للحصول على الذهب كله دفعة واحدة لكنه كما قال العرب "عاد بخفي حنين"، فقد درسنا هذه القصة جيدا في الصغر أو تم روايتها لنا كأطفال في الصغر ضمن قصص وحواديت ما قبل النوم، واليوم نراها على مرأى ومسمع على الصعيد الدولي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تلك الدجاجة الإيرانية التي تبيض ذهبا للولايات المتحدة.
ففي كل مرة تقرر الولايات المتحدة ذبح الدجاجة الإيرانية نجد الأولى تتراجع، بل وتمنح إيران المزيد من المكاسب والأرباح على حساب دول المنطقة العربية.
غضبت الولايات المتحدة على طهران فحصلت الأخيرة على أفغانستان و العراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين وسوريا واليمن، وفي كل مرة غضبت أمريكا كانت إيران هي الرابح الوحيد.
ومن وجهة نظري المتواضعة أن سبب عدم حدوث مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة أو إسرائيل حتى هذه اللحظة أن ما يحدث هو أنهم يتظاهرون وكأنهم يتصارعون، لكنهم يستمدون قواهم بشكل كبير من هذا العداء.
ومما لا شك فيه هو أن الحرب الباردة المستمرة بين واشنطن وطهران منذ أربعة عقود، أو بالأحرى منذ الإطاحة بشاه إيران في 1979، لم يستفد منها سوى هذا الثنائي، وما كان نصيب العالم العربي و الإسلامي كله إلا الخسارة المتواصلة.
كلنا يعرف عن ظهر قلب أن السعودية والعراق وسوريا واليمن وأفغانستان هم أبرز من خسروا بسبب هذه الحرب الباردة بين أمريكا وظهران، وأكثر من يخسروا هم الذين يشعرون بالتهديد الإيراني أكثر من اللازم في البداية فيلجأون للدعم الأمريكي للتصدي لهذا التهديد، ولكن واشنطن لا تسارع لنجدة أحد؛ إذ إن الولايات المتحدة لا تبني سياستها على القضاء على التهديدات، بل على استغلالها وإدارة سياستها من خلالها، وهو ما ينطبق على تهديدات داعش وإيران وغيرها في المنطقة العربية والإسلامية.
العرب لم ولن يصمتوا، بل قرروا عقد 3 قمم بين أمريكية و عربية وإسلامية، والحمدلله على نعمته التي منحها للعرب و الدول العربية دون غيرهم في العالم وهي نعمة الدخول إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، في عدد مرات عقد قمم عربية، بل والأدهى والأشد مرارة أن تلك القمم لا تخرج عنها إلا توصيات، لو قمنا بمراجعتها لن نجد 10% منها تم تنفيذها.
الولايات المتحدة لن تقتل الدجاجة التي تعتبرها سبب بقائها في المنطقة إلى الأبد، انما يتعين على الدول العربية قتل تلك الدجاجة الآن، وإلا سيتستيقظ الدول العربية يوماً، على حقيقة أن طهران سيطرت على المنطقة بأكملها، ففي كل مرة اشتعلت المنطقة خرجت إيران بمكاسب وخسرت الدول العربية، في ظل رغبة الدول العربية في طلب الحماية من الولايات المتحدة.
كفوا عن عقد القمم والمؤتمرات، الوقت يمر يا عرب و كل ساعة بل لحظة، تعني المزيد من مكاسب إيرانية وخسائر عربية بكل بديهية، فيما تقف الولايات المتحدة موقف المتفرج، أمريكا لم ولن تكن يوما حامية لدول الخليج قدر مساندتها في الظل لطهران.
ترامب ليس بقاتل طهران، وأخر خطاب له من اليابان قال فيه أنه لا يسعى لتغيير النظام الإيراني، وعدم تغيير النظام معناه استمرارالسياسات المناوئة لدول الخليج، وكذا استمرار صفقات السلاح المليارية إلى المشترين في الخليج، والمزيد من المكاسب لألد الأصدقاء "أمريكا ودجاجتها الإيرانية".