لم يجدوا مكانا لدفنه.. محطات لا تعرفها عن إسماعيل ياسين
كتب محمد شوقي موقع السلطةسار إسماعيل ياسين، فى جنازة صديقه المخرج الكبير فطين عبد الوهاب المتوفى 12 مايو سنة 1972 وبكى عليه بحرقة عندما نزلوا بجسد صديقه ورفيق عمره إلى مقبرته وشعر أن الدنيا تدور به وما أن وصل إلى شقته بشارع 26 يوليو بالزمالك، حتى طلب من زوجته أن تجهز له حقيبة السفر وبعض الملابس حيث أنه يشعر بالتعب والأرهاق ويحتاج للراحة بضعة أيام واوصله ابنه الوحيد ياسين إلى محطة القطار حيث سافرللإسكندرية ولم يبق فيها سوى أسبوعاً واحداً ثم جمع ملابسه واستقل القطار عائدا للقاهرة ومن ميدان رمسيس استأجرسيارة اجرة اخذته الى بيته ووصل فى حوالى الساعة الثانية ظهرا يوم 23 مايو سنة 1972 .
استقبلته زوجته فوزية وكانت معها ميرفت ابنة شقيقتها سعاد وبعد قليل حضر ابنه ياسين وسألوا إسماعيل : "خير ليه رجعت بدرى؟، لماذا لم تخبرنا لننتظرك فى محطة رمسيس؟"، نظر إسماعيل إلى ابنه قائلاً:" انا رجعت لأنك وحشتنى جدا ووحشنى الآيس كريم اللى بتشتريهولى من محل بامبو فى شارع سليمان باشا وسط البلد والنبى ياياسين انا نفسى فيه روح اشترى بس ماتتأخرش ".
بسرعة ذهب ياسين واشترى الآيس كريم بالمانجو والفراولة كما يحب والده الذى اكل وحده علبتين متوسطتى الحجم ثم ذهب للنوم ، وفى حوالى الثامنة مساء استيقظ من النوم وطلب زجاجة ماء من الثلاجة شرب نصفها وجلس مع زوجته وابنة اختها ومع ابنه ياسين وصديقه وزميله فى معهد السينما مدحت السباعى الذى كان فى زيارة صديقه.
عند منتصف الليل دخل إسماعيل ياسين إلى غرفته لينام وقال للموجودين :"تصبحوا على خير" لكن بعد حوالى الساعة سمع مدحت السباعى صوت كحة شديدة غير طبيعية تأتى من حجرة اسماعيل ياسين فقال لياسين :"ايه اللى جرى لأبوك تعال نشوفه " ذهبا اليه فوجدا بعض الرغاوى تخرج من فمه وهو يتمتم ويهذذى بكلمات غير مفهومة حاولا ايقافه على الأرض فوقف بالفعل لكنه تركهم واندفع مسرعا على قدميه الى الصالة ثم سقط على الأرض فأخذته ميرفت على صدرها ومسحت فمه وطلبت من ياسين ان يتصل بالطبيب ولسوء حظه وجد تليفون منزله معطلا فنزل مسرعا واتصل من محل «دهب» للسجائر، لم يتصل مباشرة بالطبيب بل اتصل بالفنانة مها صبرى لأنها هى التى ارسلت طبيبها الخاص من قبل عند اصابته بأول ازمة وارتاح تماما على علاجه واصبح هو المشرف على علاجه.
توفى إسماعيل ياسين قبل فجر 24 مايو سنة 1972 ولم يذق فى هذا اليوم أي طعام إلا الآيس كريم الذى يحبه بجنون وكانت المشكلة الحقيقية فى اليوم التالى، اين سيدفنوه وليست له مدافن فى القاهرة وحتى مدافن أسرته فى السويس تمت إزالتها عند توسعة الميدان الذى انشىء حديثا فعرض الفنان سمير صبرى الذى كان اول من حضر للمنزل أن يدفنه فى مدافن عائلته بالأسكندرية لكن ابنه ياسين قال: "السفر بهدلة ".وهنا عرضت كل من الفنانتين درية احمد (والدة سهير رمزى) وفتحية محمود، زميلته القديمة فى فرقة بديعة مصابنى، عرضت كلتاهما ان يدفن فى مدافن اسرتها واستقر الرأى على ان يدفن فى مدافن المطربة القديمةالمعتزلة فتحية محمود بالبساتين.