عماد عبد الحليم.. رحلة فن انتهت بحقنة هيروين
كتب محمد شوقي موقع السلطة«مش عارف غير اليأس طريق.. ولا شايف غير الحزن صديق.. ولا قادر أهرب من ده وده ليه حظي معاكي يا دنيا كده؟».. كلمات غناها عماد عبدالحليم، في عز شبابه، وتألقت نجوميته التي أورثها له عبدالحليم حافظ، الذي تبناه وأعطاه اسمه، حياته أنهاها على ضفة نهر النيل بشارع البحر الأعظم، بحقنة هيروين.
عثر المارة في شارع البحر الأعظم بالجيزة، في 20 أكتوبر 1995، على جثة الفنان الشاب عماد الدين علي سليمان، المعروف بـ«عماد عبدالحليم»، ملقاه على الرصيف المقابل لمنزله، وبجواره حقنة مريبة، بينت التحقيقات بعدها تلوثها بالهروين، الذي أنهت جرعة زائدة منه حياة وريث العندليب، وهو في الـ36 من عمره.
موضوعات ذات صلة
- الباز يكشف حقيقة إدمان الإرهابي معتز مطر الهيروين والكحوليات (فيديو)
- 11 وزارة .. معا في خطة للتصدي لظاهرة الإدمان
- «مكافحة الإدمان»: 400% زيادة في اتصالات الخط الساخن والفرعون كلمة السر (فيديو)
- لأول مرة.. شاهد العندليب يُطبّل للراقصة نجوى فؤاد
- برلماني: مصر من أكثر الدول العربية والأفريقية استهلاكًا للحشيش
- للنساء فقط.. ازاى تتعاملى مع جوزك لو مدمن كورة
- متصلة للرئيس السيسي: «ابني مُدمن مُخدرات»
- صندوق مكافحة الإدمان: 7.7% نسبة تعاطي المخدرات بين طلاب الثانوية
- هذه المدة الزمنية التي يحتاجها الجسم للتخلص من الكحول والمواد المخدرة
- لبنى عبد العزيز.. ظلمت «عبد الحليم» وظلمها فريد الأطرش
- استشاري الطب النفسي يكشف عن أمراض جديدة تسببها التكنولوجيا
- وزير الصحة: نعمل على إدخال خدمات جديدة للمستشفيات المعالجة للإدمان (فيديو)
جاء خبر وفاة الفنان الشاب صدمة لمحبيه، وللوسط الفني، ولأسرته، خاصة ابنة شقيقه الملحن محمد علي سليمان، الفنانة أنغام، التي لم تكن متواجدة في مصر وقتها لإحيائها حفلًا فنيًا في تونس، لتوقظها والدتها وتخبرها أن عمها يتصدر شاشة أنباء تونس، لكن الخبر انتهى قبل أن تراه، لتتصل بأهلها في مصر وتتلقى الصدمة، هى وأمها التي ربته في صغره، وتفاقم حزنها لعجزها عن حضور جنازته، وعودتها إلى مصر متأخرة، ليمتد عدم استيعابها لموته سنوات طويلة، محملة من حوله ذنب وفاته بالإدمان، لتقصيرهم معه، خاصة لشعوره الدائم بالوحدة، وتخليهم عن مساعدته، وإخراجه من حالات اليأس والاكتئاب التي عاشها، بالرغم من ظهور علامات سوء حالته النفسية عليه في فترات عمره الأخيرة، فكان كثير النوم، وقليل الأكل، ولم يسعَ للارتباط أبدًا.
كانت حياة وريث عبدالحليم حافظ، الذي تبناه بالفعل في صغره، بعدما استمع لغنائه في فرح طبيبه في الإسكندرية، وتكفل به ماديًا ومعنويًا وفنيًا، بعيدة عن حياة النجوم، فلم يختلط بأحد، ولم يكن له أصدقاء كثر، وكان زاهدًا في الحياة، يميل للأغاني الحزينة، التي انعكست على ملامح وجهه الذي زهد الإبتسامة، بالرغم من تألقه الفني، سواء في الغناء أو التمثيل، أو الفرصة التي منحها له العندليب بتمهيد الطريق له، ودفعه وتوجيهه في طريق النجاح، ما دفعه لإدمان المخدرات، التي كانت له المهرب من وحدته، والمنفذ لرغبته الدفينة في ترك الحياة.
استهدفت الإشاعات حياة المطرب الشاب، فلم تتركه يحيا في سلام، وأربكته، فأصبح لا يقوى على مواجهة الجمهور على خشبة المسرح، بالرغم من ابتعاده عن الأضواء، وانطوائه، وكان أبرزها تلك المتعلقة بزواجه من الراقصة نجوى فؤاد سرًا، إلا أنها نفت ذلك تمامًا، موضحة أن ما بينهما علاقة صداقة قوية، خاصة لدعمه لها بعد طلاقها، وقربه منها، إلا أن زواجهما كان صعبًا خاصة لأنها تكبره باكثر من عشر سنوات.
تحكمت العديد من المفارقات في حياة عماد عبدالحليم، ولعلها هى ما أنبتت في قلبه الحزن الدائم، ففقر عائلته، دفعه للذهاب لوكيل الفنانين في الإسكندرية للتعاقد على عدد من الحفلات الرمضانية، التي كان يتقاضى 30 قرشًا نظيرًا لكل منها، ووضعه القدر في طريق عبدالحليم حافظ الذي لم يكن يعرف شكله، لأنه لا يملك في منزله إلا راديو يستمع فيه لأغانيه فقط، وبعدما سمع العندليب صوته في حفل زفاف طبيبه، طلب منه السفر معه للقاهرة، ليتبناه، وبالفعل، اصطحبه معه في بروفاته، ليتعلم منه، وتكفل به، وأعطاه اسمه، حتى ذاع صيته، ومات بعدها ليتركه وحيدًا يكمل مسيرته الفنية.
ولد عماد عبدالحليم، في 4 فبراير 1960، وكان من أوائل الفنانين الذين قدموا سيرة عبد الحليم حافظ في مسلسل تليفزيوني، بتجسيد شخصيته في مسلسل «العندليب الأسمر»، مع الفنانين فردوس عبد الحميد، وشيرين، وحسين الشربيني، كان له عدة ألقاب منها «فتى النيل الأسمر»، والبلبل الحزين، والكروان الحساس، والملاك الجميل، وشارك بالتمثيل في عدد من المسرحيات، منها مسرحية للأطفال بعنوان «نعم ولا»، ومسرحية النهاردة آخر جنان وللسيدات فقط، وعدة أفلام منها «كرامتي» مع سعيد صالح ونجوى إبراهيم، وفيلم «عذاب الحب» مع مديحة كامل وصلاح نظمي وفيلم «حياتي عذاب» مع هند رستم و عادل أدهم ونورا.
وكان يتمني أن يقلع عن الإدمان، وبالفعل حاول أن ينسق مع طبيب للعلاج من الإدمان واتفق بالفعل لطوي هذه الصفحة، وكان في نيته أن يبدأ حياته بشكل جديد من خلال أدائه لفريضة الحج الذي كان ينوي أن يقوم بها.
وبرغم تدينه وحرصه على أعمال الخير ومواظبته على الصلاة، كما أوضحت ابنة أخيه الفنانة أنغام، إلا أن مرحلة إدمانه كانت نقطة ضعفه الوحيدة في حياته.