موقع السلطة
الأحد، 29 ديسمبر 2024 02:24 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

الباشا الظريف.. قنصل مصر في تركيا.. أول مدير لدار الأوبرا.. أضرب عن الزواج وأوصى بتركته لخادمه

موقع السلطة

أول مدير مصري لدار الأوبرا المصرية، وأول فنان يحصل على البكاوية، تبرع بكل ثروته للخدم، وقابل عبد الناصر قبل وفاته بيوم هو سليمان نجيب، مواليد 21 يونيو 1892، من أسرة أرستقراطية عريقة، والده الأديب مصطفى نجيب، وخاله أحمد زيور باشا، أحد رؤساء الوزراء في مصر.

بدأ حياته الفنية كصحفي يكتب مقالات في مجلة الكشكول، ثم صعد إلى خشبة المسرح عام 1919، ليقدم عروضًا للهواه كانت مميزة، إلى أن جاءه خطاب التعيين سكرتيرًا في وزارة العدل ثم الأوقاف، وبسبب علاقاته الطيبة وإتقانه للغات تقدم في امتحانات السلك الدبلوماسي وخاضها بنجاح، وعين قنصلًا لمصر في تركيا، ثم أصبح أول مدير مصري لدار الأوبرا الملكية المصرية.

اقرأ أيضًا:

موضوعات ذات صلة

سفارة لندن بالقاهرة: التحقيق في وفاة مريم مستمر ونسعى لمعرفة الحقائق

دخل مجال السينما المصرية، وتميز في أول أدواره، وكانت مع «عبد الوهاب» في فيلم «الوردة البيضاء» عام 1933، ثم جذبته السينما وجمهورها فنهال منها ليقدم أعمالًا خالدة رائعة لاتزال تنال إعجاب وتقدير كل الأجيال المتعاقبة.

تميزت أدواره بخفة الدم والروح المرحة التي تبعث التفاؤل، وكانت أدواره «الباشا الظريف» المحب لمن حوله وذلك في العشرات من الأفلام الناجحة والهامة في تاريخ الشاشة العربية مثل «ليلي بنت الفقراء، غزل البنات، قبلة في لبنان، دنانير، لعبة الست، قطار الليل، عايزة اتجوز، المنتصر، ياحلاوة الحب، لهاليبوا، بنت الأكابر و بائعة الخبز».

أحب تحية كاريوكا، ولكنه كان عازفًا عن الزواج، إيمانًا منه أن النساء «مناكفات»، وليس ورائهن سوى المشاكل مهما كان الحب، عندما قامت ثورة يوليو 1952 كان محسوبًا على النظام البائد، وكان موقفه حساس، فقام بتقديم استقالته، وكانت أول استقالة تقدم لمجلس قيادة الثورة، ورغم معارضة المجلس للاستقالة إلا أنه أصر عليها.

اقرأ أيضًا:

«أنطوني كوين العرب».. أرسل القذافي طائرة خاصة له.. ونعته أمريكا وفرنسا وانجلترا رسميا

اتفق مع الفنانة زينب صدقي، صديقة عمره، وقال لها: «إحنا الاتنين مش متزوجين وماعندناش حد يورثنا فاللي يموت قبل التاني ينفذ وصية الأول»، فكتب وصيته وأعطاها لها، وكتبت وصيتها وأعطتها له، وذلك قبل وفاته بـ 11 يوم.

كانت الوصية أنه كتب شقته بإسم «السفرجي» بتاعه الذي خدمه 35 سنة، والسيارة بإسم السائق بتاعه، ومن المفارقات أن مربيته تموت قبله بأيام فلم تجد مدفن تدفن فيه فصمم أنه يدفنها بجوار والدته، قائلًا: «هو الموت كمان فيه غني و فقير».

من مفارقاته أيضًا أنه كان عائدًا إلى بيته متأخرًا من المسرح، وأثناء دخوله وجد ابن «السفرجي» نائمًا على سريره ماسكًا بقلمه وكتابه لابسًا نظارته، فقال ساخرًا: «يا سلام على تناكة أهلك»، ولكنه لم يقلقه من نومه.

كان يدفع شهريًا رواتب لعمال استوديو مصر، كإعانات شهرية، وأوصى بألا تنقطع بعد وفاته، وطلب مقابلة جمال عبد الناصر لمدة شهرين دون جدوى، حتى جاء إلى مكتبه وقال: «هو مش ربنا»، ولكنه دخل وقابله بحب وترحاب وعرض عليه حضور مسرحيته «المشكلة الكبرى» وذلك في 17 يناير 1955، ولبى الرئيس جمال عبد الناصر دعوته وحضر مع مجلس قيادة الثورة بأكمله، بل وكرمه ومنحه شهادة تقدير، قائلًا له: «إحنا عمرنا ما كنا ضد حد وطني».

اقرأ أيضًا:

السيد بنجر.. أضحك ثوار 1919.. تبناه سعد زغلول وبكى عليه السادات.. ومات وحيدًا عاجزًا

رحل سليمان نجيب الباشا الظريف، في مساء يوم 18 يناير 1955، وكان لوفاته صدمة كبيرة في الوسط الفني، حيث تمتع الراحل بحب الجميع صغيرًا و كبيرًا، وبعث الزعيم جمال عبد الناصر، صلاح سالم مندوبًا عنه في تشييع جنازته.

البنك الأهلي
سليمان نجيب الباشا فن ابي واسود زمن الفن الجميل
tech tech tech tech
CIB
CIB