موقع السلطة
الجمعة، 27 ديسمبر 2024 02:19 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

مذيعة الأطفال.. عملت بالمخابرات المصرية.. رفعت راية مصر في 6 أكتوبر.. واغتالها الموساد الإسرائيلي

موقع السلطة

بوجهها الملائكي البريء وابتسامتها المشرقة الجميلة وحنانها المفرط لم تلمس قلوب الجمهور الناضج فقط، بل وتربعت على عرش قلوب الأطفال أيضًا، فكانت سببًا في ضحكاتهم، وقدمت لهم الكثير من البرامج التي أمتعهم بها، مثل «عصافير الجنة» إنها المذيعة المصرية الراحلة سلوى حجازي.

و يرصد موقع «السُلطة» أبرز المحطات في حياة المذيعة المصرية سلوى حجازي.

بدايتها

موضوعات ذات صلة

التحقت بالتليفزيون من بداياته، وقدمت العديد من البرامج منها «شريط تسجيل، المجلة الفنية، الفن والحياة، سهرة الأصدقاء»، حاورت من خلال هذه البرامج المتميزة جميع نجوم الفن، والتي جمعتها بهم علاقات طيبة للغاية نظرًا لرقتها وطريقة كلامها المهذبة الهادئة، خصها الشاعر نزار قباني، بلقاء فريد، كما انفردت بلقاء مع سيدة الغناء العربي و كوكب الشرق «أم كلثوم».

عملها في المخابرات المصرية

نظرًا لأمانتها الشديدة وصدقها في كل حواراتها الإعلامية، ولأنها كانت محل ثقة وعلى علاقة طيبة بالجميع، كما أن عملها كان يحتم عليها دخول جميع الدول وبشكل متكرر دون أن تثير الشكوك فيها، حرص جهاز المخابرات المصري على تجنيدها للعمل كوسيطة بين الجهاز وعملائه في الخارج، وكانت مثال الوفاء والإخلاص طوال فترة عملها مع الجهاز، فقد قامت بكل المطلوب منها ولم تترد أبدًا في تقديم خدماتها للوطن.

قتلها الموساد بعد أن كشف أمرها

رغم نجاحها وتألقها، حيث كانت من أشهر مذيعات جيلها، ولكن لم يمهلها القدر ولا الموساد الإسرائيلي استكمال ما بدأته من نجاح، فقد لقت حتفها في حادث الطائرة المنكوبة المدبر، وهي لم تتجاوز عامها الأربعين، هذا الحادث البشع بكل المقاييس، الذي زلزل مصر و أثار الرأي العام.

لم تكن رحلتها الأخيرة لليبيا مجرد بعثة تليفزيونية لتصوير حلقات للتليفزيون المصري خاصة ببرنامجها الذي كانت تقدمه في ذلك الوقت، بل كانت مكلفة بأداء مهمة سرية للغاية لجهاز المخابرات المصرية، فكلفت باستلام وتوصيل ميكروفيلم به رسومات تخطيطية لتحركات الجيش الإسرائيلي، ومواقع الرادارات الأخيرة إلى جهاز المخابرات المصرية.

ولكن لعب القدر دوره و انكشف أمرها لسببًا ما، فأيقن الموساد الإسرائيلي أن وصول هذه المعلومات إلى المخابرات المصرية سيضعهم في موقف لايحسدون عليه، وستعلم مصر بكل الثغرات الموجودة في شبكة الدفاع الإسرائيلية، وهذا سيكون لصالحها في الحرب، فكان على إسرائيل منع وصول «سلوى حجازي» والميكروفيلم الذي كانت تحمله معها إلى مصر بأي وسيلة ممكنة، فدبرت حادث سقوط الطائرة لتتخلص من سلوى و الميكروفيلم معًا.

شهدت مصر حادث مأسوي يوم 21 فبراير عام 1973، و الذي لا يُعد مجرد حادث، بل كان عمل إرهابي غاشم عقب ترتيب مسبق من إسرائيل، فأقلعت طائرة الركاب المدنية التابعة للخطوط الجوية الليبية في رحلتها رقم 114 من بنغازي إلى القاهرة، وكان على متنها 106 راكبًا، ومن بين هؤلاء الركاب المذيعة المصرية «سلوي حجازي».

وفور دخول الطائرة المجال الجوي المصري، اقتربت الطائرات الإسرائيلية منها قبل أن تبلغ مطار القاهرة في الساعة 2 تقريبًا، وأحاطت بها، وتعمدت التشويش على أجهزتها الملاحية، لقطع الاتصال بينها وبين أبراج المراقبة لتفقد قدرتها للاستدلال على المسار السليم للرحلة، وأجبرتها على تغيير خط سيرها بإطلاق النار عليها، كما جاء في تسجيل حديث قائد الطائرة مع مطار القاهرة، وأقتادتها إلى موقع فوق سيناء المصرية وأطلقت عليها صواريخها، مما أدى إلى عطل بجناح الطائرة، وتعطل الأنظمة الهيدروليكية بها.

ورغم محاولة قائد الطائرة بعد ذلك الخروج من المجال الجوي لسيناء، والعودة إلى المجال الجوي المصري، إلا أن الطائرة قد لحق بها أضرارًا بالغة جعلت من العودة لمصر أمرًا شبه مستحيل، فاضطر قائد الطائرة إلى اتخاذ قرار بالهبوط الاضطراري في منطقة مليئة بالكثبان الرملية في صحراء سيناء، فتحطمت الطائرة أثناء هبوطها لطبيعة هذه المنطقة غير الصالحة للهبوط.

ولقيت سلوى حجازي مصرعها كحال بقية الركاب، حيث لم ينجو من الحادث سوى خمسة أشخاص فقط من بين أكثر من مائة.

وظن الموساد الإسرائيلي أنه بذلك انتصر، ولكن كانت المفاجأة المذهلة أن سلوى حجازي بذكائها وفطنتها نظرًا لأنها تلميذة المخابرات المصرية التي بالطبع دربتها على أعلى مستوى، شعرت قبل سفرها بأنه هناك من يراقبها، فسلمت الميكروفيلم لشخص كان مصدر ثقة بالنسبة لها، وأوصته بتلسليم الميكروفيلم إلى جهاز المخابرات العامة في مصر بنفسه.

ولم تغادر ليبيا إلا عندما تأكدت من وصول الميكروفيلم بسلام إلى مصر، فغادرت بعد ذلك وهي مطمئنة وغير عابئة بحياتها بعدما أدت مهمتها بنجاح، فشائت الأقدار بأن تكون الساعة الثانية ظهرًا التي شهدت موتها على يد الموساد و العدو اللدود لمصر هي نفسها الساعة التي انتصرت فيها مصر على العدو، بسبب المعلومات التي احتوى عليها الميكروفيلم، وتدمير أغلب الرادارات الإسرائيلية في الطلعة الجوية الأولى التي قامت في الثانية ظهرًا يوم 6 أكتوبر من عام 1973 .

بعد وفاتها منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية عام 1973، باعتبارها من شهداء الوطن، وفي الحقيقة إنها لم تكن فقط من شهداء الوطن، بل كانت من شرفاء الوطن الذين عملوا على خدمة الوطن وتفانوا في الإخلاص له، وقدموا أرواحهم فداءً له، لمحاربة العدو و الخلاص منه.

البنك الأهلي
سلوى حجازي مخابرات أصدقاء أم كلثوم
tech tech tech tech
CIB
CIB