9 أعمال جسدت الإرهاب في السينما المصرية
محمد شوقي موقع السلطةحينما كنا نشاهد الأفلام الأجنبية التي تتناول الإرهاب ونستمتع بمشاهدتها ونخرج منها نقول «الحمد لله أن الحاجات دي مش موجودة في مصر».. لم نكن نتوقع يومًا أن نرأها وتؤثر فينا ونتأثر بها.
كعادة السينما المصرية، قدمت نوعية من الأفلام التي طرحت هذه القضية من مبدأ التنبؤ أو التوقع في أفلام مثل «الإرهاب» عام 1989 و«أمن دولة» عام 1999، والاثنين من بطولة نادية الجندي ومن إخراج نادر جلال، وبرغم أن موضوع الفيلمين يتناولا الإرهاب إلا أن التناول لم يكن في العمق والأهمية ولكن يحسب لنادية الجندي، أنها أول من تناول قضية الإرهاب بل و تنبأت به.
وظهر عادل إمام، ليدلو بدلوه هو الآخر من خلال فيلم يبدو من خارجه فيلم ظريف وخفيف ولكن من داخله فيلم مهم للغاية «الإرهاب والكباب»، للعبقري وحيد حامد، وشريف عرفة، عام 1993، ليتناول الإرهاب من زاوية اجتماعية ساخرة مبدأ الكوميديا السوداء، وعندما تبلورت الفكرة عند عادل إمام قدم فيلم «الإرهابي» عام 1994 من إخراج نادر جلال أيضا فكان هذا الفيلم فيلما رصد واقعا شبه ملموس وأصبح فيما بعد حقيقة تحيا بيننا خاصة بعد حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر الذي شهد الإرهاب الأسود في أبشع صوره ومعانيه.
موضوعات ذات صلة
ويعد هذا الفيلم هو الفيلم الوحيد الذي تناول الإرهاب بشكل مباشر وحي خاصة أن هذا الفيلم جاء بعد أحداث إرهابية حدثت في الصعيد وكان الإرهاب الأسود قد بدأ يطل برأسه في مصر لدرجة جعلت وزارة الداخلية تشرف على جماهير السينما أثناء دخولهم لمشاهدة الفيلم في سابقة لم تحدث من قبل ولا من بعد في تاريخ السينما المصرية، ثم تلاه بفيلم هو الأقوي فنيا «طيور الظلام» عام 1995 مع العبقري وحيد حامد، وشريف عرفة، وهذا الفيلم تناول المزج بين السياسة ما بين الإخواني و الليبرالي والعلماني، وأصاب الفيلم الهدف فكشف وحيد حامد النقاب عن كواليس صناع الإرهاب في هذا الفيلم الأسطوري حتى من خلال بعض الجمل الحوارية اللاذعة.
وكان ليوسف شاهين، دورا بالغ الأهمية في أفلام الإرهاب بدأ بفيلم «المصير» عام 1997 والذي قدم الإرهاب فيه كتاريخ من خلال الفيلسوف ابن رشد الذي نال فكرة الإرهاب الذي كان يحاربه وقدم فيه نور الشريف، دورا يعد من علامة في تاريخه الكبير ولا أحد ينسي مشهد حرق مكتبته في الفيلم، ثم يرمي كتابه الذي لم ينله الحريق ليثبت أن الفكر لا يموت، وقدم فيه النجم الكبير محمد منير دورا يعد هو الأهم في حياته السينمائية، كان ضحية الإرهاب في هذا الدور حيث كان مطربا يحب الفن ويكون معه هاني سلامة، الذي برع هو الآخر في دور ابن الوالي الذي يحب الغناء ولكن يقهره التطرف وغني منير فيه أغنية هي الأشهر في تاريخه وكأنها صرخة في وجه التطرف والإرهاب «علي صوتك بالغنا لسه الأغاني ممكنة»، فكانت مصر كلها ترددها مع محمد منير، ردا على الإرهاب.
وقدم يوسف شاهين، في عام 1999، فيلمه المباشر عن الإرهاب «الآخر»، ليتناول بالفعل الجماعات الإرهابية المسلحة باسم الدين تقتل وترهب وتحل وتحرم ما يواكب مصالحها وكان فيلما قويا، استمد قوته من خلال قصة حب جمعت بين بطليها حنان ترك، وهاني سلامة، اللذان يتوج حبهما قتلا برصاص الإرهاب في مشهد عالمي من مخرج مثل يوسف شاهين، وبعد مرور عدة سنوات وفي عام 2005 يظهر وحيد حامد، مرة أخرى وجها للإرهاب من خلال فيلم «دم الغزال»، ويتناول فيه أن الظروف الاقتصادية هي التي تصنع إرهابيا مثل «ريشه» أو الفنان محمود عبد المغني، في الفيلم، وتناول الفيلم أكثر جانب من جوانب الإرهاب.
من ناحية أخرى، نتذكر دور النجم محمد إمام، في فيلم «عمارة يعقوبيان» 2006، والذي جسد فيه دور ابن البواب الذي تحول لإرهابي يقتل كل ضابط شرطة بسبب عدم قبوله في كلية الشرطة، وكان أهم أدوراه حتى الآن، واكتفت السينما المصرية بهذه الأفلام القليلة ولكنها كانت من آن لآخر تلمح في مشهد هنا أو هناك لكن تبقى التجارب الناضجة في هذه الأعمال من حيث المباشرة الحية في فيلمي «الإرهابي» و«الآخر»، ومن الناحية الفنية وغير المباشرة في فيلمي «طيور الظلام» و«المصير».
ولكن الدراما المصرية كانت أقوى تأثرا و تأثيرا وبرعاية الكاتب التليفزيوني الكبير أسامة أنور عكاشة، الذي تناول قضية الإرهاب والتطرف من الجزء الرابع والخامس من مسلسل «ليالي الحلمية»، وفي مسلسلات «أرابيسك» و«عفاريت السيالة».
ويظل الكاتب وحيد حامد، هو أصدق وأقوى وأهم قلم كتب وجسد التطرف والإرهاب في السينما المصرية ولا ننسى أبدا أنه قدمه أيضا في المسلسل التليفزيوني الكبير «العائلة»، عام 1993، بطولة محمود مرسي، وليلى علوي، من خلال شخصية مصباح الشاب الجامعي الذي انزلق في تيار التطرف والإرهاب، وبرغم وجود أعمال كثيرة تجسد فيها ظاهرة الإرهاب خاصة بعد زوال حكم الإخوان إلا أن هذه الأعمال لم تتناول التطرف والإرهاب بشكل فني دقيق ولكن تناولته كحدث ضمن أحداث المسلسل أو الفيلم.