موقع السلطة
الجمعة، 27 ديسمبر 2024 12:21 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
لايت

المفتي: الآثار وسيلة لمعرفة التاريخ.. والسياحة من قبيل تبادل المعارف

الدكتور شوقي علَّام
الدكتور شوقي علَّام

قال الدكتور شوقي علَّام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الحفاظ على التراث الإنساني، ومن بينها الآثار، يعدُّ وسيلة مهمة لمعرفة تاريخ ومنجزات الأمم والعصور السابقة التي كان لها نتاج مهم في مختلف المجالات، كالعلوم والصناعة والعمارة والفنون وغيرها.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية “صدى البلد”، مضيفًا أن الشريعة الإسلامية تعاملت مع السياحة تعاملًا راقيًا؛ لأنها من قبيل السير في الأرض وتبادل المعارف والرؤى المختلفة، وهناك أمثلة للعديد من العلماء الرحالة وعلماء الشريعة والفقه، اشتهروا بكثرة الترحال والسفر بغرض العلم، وهو ما يحقِّق التواصل الحضاري، وينمِّي مدارك العلماء في التخصصات المختلفة، ويجعلهم مُطَّلِعين على ما حولهم من تراث للأمم السابقة، ومنجزات معاصرة.
وأوضح المفتي أنَّ الحفاظ على الآثار المختلفة في أوطاننا، التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري، ومشاهدتها أمر مشروع ولا يحرِّمه الدين، بل شجَّع عليه وأمر به لما فيه من العبرة بتاريخ الأمم.

وكشف أنَّ النصوص الشرعية قد وردت بجواز اتخاذ التماثيل إذا خلت عن علَّة العبادة أو التقديس، وكان في اتخاذها منفعة ولو يسيرة، والحكم بالحرمة إنما هو خاص، ويكون إذا عزم صانعها على أن يضاهي بما يصنعه خلق الله تعالى، أو إذا اتُّخذت للعبادة ونحوها مما لا شك في حرمته.
وأشار المفتي إلى أن المسلم لا يرى تناقضًا أو تضادًّا بين معنى الدين وحقائقه وشعائره وتحقيق توحيد الله وعبوديته، وبين معاني الحياة ومتطلباتها وتدبير المنافع ورعاية المصالح وعمارة الأرض على المستويات كافة، والتعاون مع الجنس البشري في تحقيق ذلك، بل إنَّ المسلم يتميز عن غيره بأنه يحمل المنهج الإلهي الذي يجعل صلاح الإنسان ومعرفتَه بالله وتنفيذ أوامره جزءًا من معاني الاستخلاف في الأرض وعمارتها، ويرى أن من واجبِه أن يعملَ على تحقيق عمارة الأرض ونشر المبادئ الإسلامية من العدل والاستقامة والمساواة والحرية بحيث تنعم البشرية كلها بقيم الإسلام.
ولفت النظر إلى أنه يجب التركيز على القواسم المشتركة بين الأديان؛ لأن هذه القواسم المشتركة تعدُّ إدراكًا واعيًا، والعالم أحوج ما يكون إلى منتديات تعين على حوارٍ حقيقي نابع من الاعتراف بالهُويَّات والخصوصيات، مشددًا على ضرورة وجود حوار لا يسعى لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة على الآخر، حوار قائم على أساس التعددية الدينية والتنوع الثقافي، ولا ينقلب أبدًا إلى حديث أحادي.
وأشار إلى أن التمسك بالقيم الدينية وفي مقدمتها الرحمة والسلام والمحبة سينزع فتيل أي نزاعات تنشأ بين البشر بسبب الدين، وأن مواجهة الأيديولوجيات المنحرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع صنَّاع القرار ووسائل الإعلام الدولية وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيديولوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة وتعديل الفهم المشوه للقرآن الكريم.
وأردف المفتي: “نحتاج إلى رسم صورة صحيحة لعلاقة المسلم بغير المسلم، يكون الأصل فيها علاقة محبة ومودة وتعايش وتعاون من أجل البناء والتنمية، ومقاومة آثار التخلف والجهل والفقر والمرض، والتخلص من كل ما يمتُّ إلى الصدام والحروب والعنف وقتل الأبرياء بِصلة”.
وشدَّد على أن الفتاوى الصحيحة تدعم قيم التسامح والتعايش، وتكافح الأفكار الإرهابية والمتطرفة، التي حاولت نشرَها الجماعاتُ المتطرفة في العقود الأخيرة عبر فتاوى مغلوطة تعمق من روح الصدام والكراهية؛ مما تسبب في نشر الإرهاب والخوف من الإسلام لدى كثير ممَّن لم يقرأ ويعرف حقيقة الإسلام السلمية، أو اكتفى بما تروِّجه الجماعات الإرهابية من أفكار وفتاوى مغلوطة فيما اشتُهر بالإسلاموفوبيا.
وفي ختام حواره، أكَّد المفتي أنَّ الإسلام لا يقف موقفًا سلبيًّا ولا عدائيًّا من أي دين أو ثقافة بسبب الاختلاف في الدين، وهذا ما تؤكده دائمًا فتاوى وبيانات وإصدارات وجهود دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلافًا لما تروج له الجماعات المتطرفة التي لا تمثل الإسلام.

موضوعات ذات صلة

البنك الأهلي
الدكتور شوقي عل ام هيئات الإفتاء في العالم التراث الإنساني الشريعة الإسلامية التواصل الحضاري مفتى الجمهورية
tech tech tech tech
CIB
CIB