مفاتيح السعادة.. الصلاة على سيدنا رسول الله (4)
كتب اشرف سلام موقع السلطةسمعَ النبيُّ، صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّمَ، رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ، فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "عَجِلَ هذا، ثُمَّ دعاهُ، فقال لهُ أوْ لغيرِهِ: إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ.
وقال عمر، رضى الله عنه: "إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
موضوعات ذات صلة
- ما هي الآداب التي يجب أن يتحلى بها الصائم؟ عالم بالأوقاف يجيب
- السيسي: ”بطلب من ربنا الدعم والمدد عشان خاطر الغلابة الموجودين”
- الامتثال لأمر الله.. الأوقاف توضح فضل الصلاة على الرسول
- حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الميلاد إلى البعثة.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بجميع المساجد
- دعاء ذبح الأضحية عند أهل السنة.. ردده النبي صلى الله عليه وسلم
- خطبة الجمعة القادمة: النبي صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا
- دار الإفتاء: احتفلوا بميلاد رسول الله
جاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما أقرب الأعمال إلى الله تعالى؟ فقال: صدق الحديث وأداء الأمانة، قال: فقلت يا رسول الله زدنا، فقال: صلاة الليل وصوم الهواجر، قلت: يا رسول الله زدنا، قال: كثرة الذكر والصلاة عليَّ تنفي الفقر.
عن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك".
قال صلى الله عليه وسلم: “إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم”، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “زينوا مجالسكم بالصلاة عليَّ، فإن صلاتكم عليَّ نور لكم يوم القيامة”.
الصلاة على رسول الله
من أسرار الصلاة على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، أن الله لا يوفق شقيا لهذه العبادة العظيمة.. فإذا وفقك الله أحدًا للصلاة على رسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، فأبشر فأنت من السعداء، فالله لا يلهم أحدًا من خلقه للصلاة على حبيبه إلا إذا كان راضيًا عنه؛ ذلك أن جزاءها أن يصلي عليك الله، والله لا يصلي على شقي أبدًا. إنَّ صلاة واحدة من الله، تعالى، على العبد، تكفي أي إنسان في النجاح والفلاح والسعادة.
قال عز وجل: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". لم يقل سبحانه: "يا أيها الناس"، ولا "يا أيها الذين أسلموا".. بل اختص بخطابه شريحة معينة، وتوجه لهم بالأمر، وهم: "الَّذِينَ آمَنُوا"، فلا يوفق من البشر للصلاة على الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، إلا من كتب الله، سبحانه وتعالى، له الضمان والأمان، حتى يستصحب هذه الحسنى للأبد.
وسيدنا النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "سيدخل من أمتي الجنة 70 ألفًا".. وهذا العدد ليس المقصود منه ذات العدد، وإنما مفهوم العدد، أي التكثير، أي 70 ألف شريحة، وفئة ستدخل الجنة.
سيدنا عُكَّاشة ابن محصن، رضي الله عنه، قال للنبي، صلى الله عليه وآله وسلم: ادعُ الله أن أكونَ منهم، قال: أنت منهم.. فقال رجل آخر: يارسول الله؛ ادعُ اللهَ أنْ أكونَ منهم، فقال، صلى الله عليه وآله وسلم: سبقك بها عكَّاشة".. حتى صار هذا مثلا نقوله ونردده.
وهنا نلاحظ أن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وهو جابر الخواطر، لم يشأ أن يحرج الرجل الثاني، فساقها إليه في عبارة طريفة، بل وحفَّزه على انتهاز أي فرصة قادمة، والانتباه، بحيث يكون له السبق في أية مبادرة تالية.
فعلينا أن نقلد سيدنا عكاشة، الصحابي الجليل، وأن نقبل على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيته، الطيبين المطهرين. علينا أن نبادر دائمًا، وألا نتأخر في الدخول إليهم وإلقاء نفسك على أعتابهم.. بصدق وإخلاص وحب وتواضع.
عار علينا أن ندعي محبة رسول الله، وقد صنعنا بيننا وبينه ألف حجاب؛ مال حرام، قطيعة رحم، امتناع عن المساعدة مع الاستطاعة، تقصير في عبادة، كلام بذيء، مكالمات في غير مكانها، شات حرام، صورة حرام، توقيع يضيع حق إنسان، أو محاباة تغير وجه العدالة، قسوة على الأهل، كسر بخاطر إنسان.
حضور سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، موجودٌ على كل حال، لكن لا نوفق إلا إذا غبنا عن أنفسنا.. "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا".