موقع السلطة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 08:27 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

من «شيال طوب» إلى صاحب النصر.. رحلة كفاح الرئيس السادات

الرئيس الأسبق محمد أنور السادات
الرئيس الأسبق محمد أنور السادات

بطل مغوار، يهابه زعماء العالم، قصته يعرفها الكبار والصغار، أسمر اللون، ذو عيون حادة، وقلبًا رقيقًا يفيض بمشاعر الحب والعطاء لأهله، وذو بأس شديد على أعداء وطنه، جيل بعد جيل يحكي انتصاراته ومواقفه التي يتباهى بها المصريون، لما لا وهو رمزًا للحرب وللسلام أيضًا، عاش حياته في خدمة وطنه حتى آخر لحظات عمره، فكان جزاؤه أن التاريخ اسمه بحروف من نور، ويذكره المصريون بسيرة عطرة، جلبت لهم النصر وأزاحت عنهم الغمة، ورسخت لديهم عقيدة الانتصار، ورفعت راية مصر عالية بدماء أبنائها.. اليوم ذكرى ميلاد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات.

صرخة سيدة داخل قرية داخل منزل بسيط في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، قبل نحو 104 عاما، يوم 25 من ديسمبر عام 1918، أعلنت مولد الطفل محمد أنور للحياة، سعد الجميع بميلاده، ولم يكونوا يعلمون حينها أن هذا الطفل سيغير بيده تاريخ مصر الحديث ويكتب فيه سطور من ذهب يكون هو بطلها، ويجلب لشعب مصر النصر ويسترد لهم حقهم المسلوب في أرض سيناء.

ميلاد أنور السادات.. وتأثير جدته عليه

قرية «محمد» الصغيرة آنذاك كانت هي كل عالمه، لكن كان هناك شخص آخر يمثل جزءا كبيرا في هذا العالم وهي جدته التي وصفها في لقاء تليفزيوني سابق، قائلا: «كم كنت أحب هذه السيدة.. كانت شخصية في غاية القوة بالإضافة إلى الحكمة.. حكمة الفطرة، والتجربة، والحياة.. وطوال فترة نشأتي في القرية كانت هي رأس العائلة، فقد كان والدي يعمل مع الجيش في السودان.. وكانت هي ترعانا وتخرج وراء الأنفار كأي رجل تتعهد الفدانين اللذين اشتراهما والدي».

حكاوي القصص التي تحكيها له جدته شكلت جزء كبير من حياة «محمد»، كان لها أثر بالغ في تكوين شخصيته الوطنية فلم تكن حواديت الشاطر أو بطولات أبو زيد الهلالي، بل كانت قصة دس الإنجليز السم لمصطفى كامل، وموال زهران بطل حادثة دنشواي، «عرفت لأول مرة أن هناك قوما اسمهم الإنجليز، وأنهم ليسوا منا.. وأنهم أشرار لأنهم يضعون السم للناس، وأدركت من فوق سطح الفرن في دارنا أن هناك خطأ ما في حياتنا.. وقبل أن أرى الإنجليز.. وأنا ما زلت داخل قريتي.. تعلمت أن أكره المعتدين الذين قتلوا وجلدوا أهلنا».

كتاب القرية.. هنا حفظ السادات القرآن

الأب كان مصري والأم من أصول سودانية، لكن دراسة محمد أنور كانت في كتاب القرية وظل به 6 سنوات فأتم حفظ القرآن الكريم كاملا، وهو ما ترك أثرا وخلفية دينية في شخصيته برزت في عدة مواقف بعد ذلك، وبعدها انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بقرية طوخ دلكا التي تقع بجوار قريته التي نشأ بها.

الطفل «محمد» كبُر، ليواجه حياة شاقة، مليئة بالأحداث المثيرة، استعمار احتلال أجنبي، لكنه لم يصمت، تعددت مواقفه الوطنية التي انحاز فيها دائما لبلده، لم يستسلم في وجه محتل لبلاده، ولم يتارجع أمام ظالم، وإنما عقيدته كانت المقاومة دوما، فقاوم الاحتلال الانجليزي وشارك بثورة 23 يوليو ضد الملك فاروق، وظلت مصر هي الهدف أمامه يريد إعلاء رايتها.

رحلة السادات للقاهرة.. دراس وتخرج واعتقال

الشاب انتقل للعيش بالقاهرة، عقب عودة أباه من السودان، ثم التحق بالعديد من المدارس في القاهرة حتى استقر بمدرسة «رقي المعارف» في منطقة شبرا وحصل فيها علي شهادة الثانوية العامة ثم التحق بالكلية الحربية، وفور تخرجه تم إلحاقه بسلاح المشاة بالإسكندرية، وفي السنة ذاتها، انتقل للعمل إلى منقباد في صعيد مصر، وهناك التقى لأول مرة بالزعيم جمال عبد الناصر، ليكتبا سويا التاريخ.

في 1 من أكتوبر عام 1939، انتقل الضابط محمد أنور السادات لسلاح الإشارة، بعدها صدر حكم بالاستغناء عن خدماته بعد القبض عليه بتهمة اتصاله بالألمان، وقرر الاحتلال الإنجليزي اعتقاله، قبل أن تسقط الأحكام باعتقاله بعد سنوات، ويعيش مواطنا عاديا كسائر المواطنين.

تبّاع وشيال.. مهن شاقة عمل بها السادات

شخصية السادات التي كانت تتمتع بالبساطة الشديدة والقرب من الناس ساعدته على التأقلم في عدد كبير من الأعمال، مثل «تبّاع» على عربة «لوري»، و«شيال» ينقل الحجارة من المراكب النيلية لاستخدامها في رصف الطرق، ثم انتقل إلى أبو كبير بالشرقية واشترك في شق ترعة الصاوي عام 1945.

أيام طويلة ظل يواجه «السادات» الحياة بلا أي مصدر للرزق وضاقت به الدنيا حتى أواخر عام 1948، حتى حصل على عمل محرر صحفي بمجلة المصور في دار الهلال، بمعاونة الكاتب إحسان عبد القدوس، والتي قامت بنشر مذكراته وهو في السجن، ولك يكن يعلم ما يخبئه له القدر بعد عامين فقط.

في 15 من يناير عام 1950، حدث المفاجأة الكبرى بعدوته للجيش مرة أخرى، من خلال صديق قديم له يدعى يوسف رشاد، وكان طبيب بالجيش وكان من المقربين للملك فاروق، بالرتبة نفسها التي خرج عليها وهي «يوزباشي» وبعدها بعام حصل على رتبة «بكباشي»، ولأنه كان عام السعد عليه اختاره الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في العام نفسه ليكون عضوا بالهيئة التأسيسية لحركة الضباط الأحرار.

مناصب تولاها السادات خلال مسيرته

تمكن «السادات» من تولي العديد من المناصب الهامة، مثل رئيس تحرير جريدتي الجمهورية والتحرير، ثم وزيرا للدولة وعضوا في محكمة الثورة، ورئيسا للمؤتمر الإسلامي وترأس الاجتماع الأول بمكة في عام 1955، وظل السادات ينتقل بين العديد من المناصب الهامة حتى عام 1964، حينما تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية آنذاك جمال عبد الناصر.

في 28 من سبتمبر مايو 1971، وبعد وفاة الرئيس «عبد الناصر» أصبح «السادات» رئيسا للجمهورية، ليتخذ بعدها واحد من أجرأ القرارات في تاريخ مصر، وهو قرار الحرب ضد إسرائيل في 6 من أكتور 1973، واستطاع الجيش حينها كسر خط بارليف المنيع وعبور القناة، وقاد الرئيس البطل مصر حينها لأول انتصار عسكري على إسرائيل وتدمير مقولة أنه الجيش الذي لا يقهر».

السادات داخل الكنيست الإسرائيلي.. قرار جرىء صفق له العالم

«إن التاريخ العسكرى سوف يتوقّف طويلًا؛ بالفحص والدرس، أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73 حين تمكّنت القوّات المُسلّحة المصريّة من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط «بارليڤ» المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات، وكانت المخاطرة كبيرة، والتضحيات عظيمة»، (نص خطاب الرئيس المصري محمد أنور السادات ليوم الثلاثاء 16 أكتوبر 1973).

بعدها بـ4 سنوات فقط، في عام 1977 اتخذ «السادات» قرارا أكثر جرأة بإعلانه استعداده للسفر إلى القدس لدفع عملية السلام، وفي عام 1978 زار الولايات المتحدة الأمريكية وطالب السادات باسترداد الأرض كاملة وتحقيق السلام لكل الدول، «املأوا الأرض بتراتيل السلام.. املأوا الصدور والقلوب بآمال السلام.. اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر»، (نص خطاب السادات في الكنيست الإسرائيلي).

حياته الأسرية كانت هادئة للغاية، تزوج مرتين الأولى من السيدة إقبال عفيفي، استمر لمدة 9 سنوات، وأنجب خلالها 3 بنات هم رقية وراوية وكاميليا، والثانية من السيدة جيهان رؤوف صفوت عام 1949، والتي أنجب منها 3 بنات وولدًا، هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.

المشهد الأخير.. رحيل السادات

المشهد الأخير للرئيس السادات كان قاسيًا للغاية، لحظة استشهاده، برصاص مسلحين غدرا، خلال عرض عسكري للاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، مات بشرف كما عاش، بعدما حقق السلام واسترد الأرض المحتلة ورفع اسم مصر عاليا أمام العالم، وجعل من 6 أكتوبر أيقونة حربية احتار العلماء في تحليلها.

البنك الأهلي
السادات محمد أنور السادات يوم ميلاد السادات ذكرة ميلاد السادات ذكرى ميلاد السادات مواقف في حياة السادات أخبار مصر موقع السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB