آية الاستيقاظ لصلاة الفجر.. روشتة شرعية لعلاج الكسل عنها في يوم الجمعة

يبحث الكثيرون عن آية الاستيقاظ لصلاة الفجر، خاصة لما جعل في فجر الجمعة من ثواب عظيم، ففي الثلث الأخير من الليل ساعة الإجابة المتعارف عليها، ولـ يوم جمعة ساعة إجابة يمتاز بها عن غيره من أيام الأسبوع.

وفي التقرير التالي نكشف عن آية الاستيقاظ لصلاة الفجر، حيث تقع تلك الآية في سورة الكهف والتي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل قراءتها يوم الجمعة وليلته.

آية الاستيقاظ لصلاة الفجر

وصلاة الفجر هي أول الصلوات الخمس المكتوبة، وقد ورد في شأنها آيات وأحاديث نبوية، ويكفي أن الفجر قد أقسم به المولى تبارك وتعالى في مطلع سورة الفجر، وأنه وقت مشهود قال في حقه المولى تبارك وتعالى:{ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم: يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟، وفي راوية حتى يطلع الفجر.

وجاء في فضل صلاة الفجر ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عُثْمَانَ -رضي الله عنه- أنه دَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ».

والمراد من الحديث أَنَّ الذُّنُوب كُلّهَا تُغْفَر إِلَّا الْكَبَائِر، فَإِنَّهَا لَا تُغْفَر، وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ الذُّنُوب تُغْفَر مَا لَمْ تَكُنْ كَبِيرَة، فَإِنْ كَانَ لَا يُغْفَر شَيْء مِنْ الصَّغَائِر، فَإِنَّ هَذَا وَإِنْ كَانَ مُحْتَمَلًا فَسِيَاق الْأَحَادِيث يَأْبَاهُ، فضل صلاة الفجر، وقد ذهب العلماء إلى أن هَذَا الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث مِنْ غُفْرَان الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَة، هُوَ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة، وَأَنَّ الْكَبَائِر إِنَّمَا تُكَفِّرهَا التَّوْبَة أَوْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله، وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَذَلِكَ الدَّهْر كُلّه، أَيْ: ذَلِكَ مُسْتَمِرّ فِي جَمِيع الْأَزْمَان.

بـ44 دعاء بعد صلاة الفجر يقضي الله حاجتك وديونك ويرزقك هل يجوز قطع صلاة قيام الليل إذا أذن الفجر خلالها؟.. الإفتاء تجيب آية الاستيقاظ لصلاة الفجر

ويقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في بيان آية الاستيقاظ لصلاة الفجر، إن من يشاهد أحلامًا مزعجة عليه أن يقرأ آخر 4 آيات من سورة الكهف، لأنها تعينه أيضًا على صلاة الفجر دون أن يوقظه أحد، مشددًا على أنه لم يرد نص شرعي يدل على ذلك وإنما راجع إلى تجربة الصالحين.

فيما وصفت دار الإفتاء المصرية في علاج الكسل عن العبادة، روشتة شرعية تتمثل في تقوى الله عز وجل، فكلما ابتعدت عن الذنوب والتقصير في حقِّ الله كلما يسَّر الله لك النشاط والقرب منه؛ يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].

وتابعت في نصيحتها للسائل: عليك بعدم التسويف والتأخير وعدم انتظار الغد لفعل ما تريده من خير؛ فالتسويف من عمل الشيطان، فإذا أردت إصلاح هذا الأمر فلتكن البداية من يومك هذا دون تأخير.

وشددت: عليك بهذا الدعاء؛ فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".

فيما أكد الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بالدار على أهمية أن يحاول الإنسان جاهدًا الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها أو في جماعة، مبيناً في جواب سائل يقول: لكني لا استطيع فأصليها في الصباح الساعة السابعة أو الثامنة، فهل علي ذنب؟:"ليس عليك شيء طالما أنك تحاول ولا تستطيع ولكن هذا لا يعني التقليل من أهمية صلاة الفجر في جماعة وفي وقتها ولكن شأنك شأن قطاع كبير من الناس، حيث كان هناك بعض الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم نفس شأنك وكانوا يشتكون للنبي هذه الآفة فكان يقول لهم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليؤدها وقت تذكرها"، ولم يقل لهم أنت تارك للصلاة أو أي شيء من هذا القبيل.

وأوضح "ممدوح"، أن الذنب عليك إذا كنت ساهرا حتى قبل الفجر بدقائق أو سمعت الأذان وخلدت للنوم فهنا يأثم بترك الصلاة في وقتها وفي جماعة أما إذا كنت تنام مبكرا ولا تستطيع فلا بأس.