حُرقوا ودُفنوا في مقبرة جماعية.. إسرائيل تدرس إقامة نصب تذكاري لجنود الصاعقة المصرية قرب القدس

في 8 يوليو الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن العثور على مقبرة جماعية تعود لكتيبة من قوات الصاعقة المصرية، قتل أفرادها في مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب عام 1967، لتثير حالة واسعة من الاستياء في الأوساط المصرية والعربية، حول تكتم إسرائيل على الأمر لمدة 55 عامًا.

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية وقتها، أن مجندي الكتيبة المصرية، تسللوا إلى المنطقة قرب القدس لمهاجمة المطارات، قبل أن يندلع قتال عنيف مع جنود إسرائيليين، الذين قاموا بدفنهم في مقبرة جماعية بعد الإقدام على حرقهم.

وتقصّى القاهرة 24 وراء تلك الرواية من خلال اللواء مختار الفار، قائد واحدة من الدوريات التسع المترجلة التي توغلت داخل الأراضي المحتلة بأسلحة خفيفة، والذي كذّب الرواية الإسرائيلية، وأوضح تفاصيل دفن الجنود المصريين هناك، ولكن عقب دهسهم بالدبابات الإسرائيلية وليس الحرق.

إقامة نصب تذكاري لجنود الصاعقة المصرية

وفي محاولة إسرائيلية لتفادي حالة الاستياء المصري بشأن القضية، كشفت إحدى القنوات الإسرائيلية، أن سلطات الاحتلال تدرس إقامة نصب تذكاري لجنود قوات الصاعقة المصريين.

وتأتي إقامة النصب التذكاري في محاولة إسرائيلية لتفادي الاستياء المصري والعربي، والذي تسبب فيه الكشف عن المقبرة الجماعية، وهو ما قد يؤثر على العلاقات المصرية مع إسرائيل، حيث تسعى الأخيرة منذ تدشينها إلى تطويرها إلى أبعد نقطة ممكنة.

وقالت القناة الإسرائيلية: تدرس إسرائيل إقامة نصب تذكاري لجنود قوات الصاعقة المصريين على أراضيها، بعدما أغضبت هذه المسألة القاهرة.

وأضافت: رئيس الوزراء الإسرائيلي قام بتكليف سكرتيره العسكري للبحث في الموضوع بشكل عميق، وبعد مناقشات جرت مؤخرا، أشارت إسرائيل إلى أنها مستعدة أن تدرس بشكل إيجابي إقامة نصب تذكاري.

وفد مصري يزور إسرائيل

وأوضحت القناة الإسرائيلية، أن وفد مصري من المتوقع أن يصل إلى إسرائيل خلال الأسبوع المقبل من أجل الوقوف على آخر ما توصل إليه الجانب الإسرائيلي بشأن المقبرة الجماعية التي عثر عليها بالقرب من مدينة القدس المحتلة.

الكشف عن تلك المقبرة أثار العديد من التساؤلات حول تكتم إسرائيل على الأمر، بالرغم من مرور 55 عامًا على تلك الحرب، وكذلك توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وكان القاهرة 24 قد تبنى حملة لاسترداد حق الشهداء من الجنود المصريين الذين تعرضوا للدهس والدفن بالمقبرة الجماعية في أثناء حرب 1967، وانضم إليها عدد المحامين والشخصيات العامة، حيث شارك فيها الدكتور علاء شون المشايخي، رئيس المنظمة العربية للمحامين الشباب، والمحامي أحمد الجنزوري، وشاهين أبو الفتوح السروي، محامٍ مصري نمساوي.

وقال الدكتور علاء شون: أشكر موقع القاهرة 24 على انضمامي لفريق الدفاع المطالب باسترداد حق الشهداء المصريين، خاصة وأنها تخص الوطن العربي بالكامل بتاريخه وقوميته وحضارته.

وعن الحملة تحدث شاهين أبو الفتوح قائلًا: أشكر القاهرة 24 على منحي شرف الاشتراك في الدفاع عّمن ضحوا بحياتهم دفاعًا عنا، جنود مصر الشهداء الأبرار الذي لقوا حتفهم غدرًا على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي ودفنوا في تل أبيب، ولم نعرف عنهم شيئًا حتى خرج علينا أحد المحسوبين على الموساد الإسرائيلي - وهو شاهد أساسي في القضية - ليكشف تلك الجريمة النكراء.

وبعد الكشف عن المقبرة الجماعية، قال الفنان محمد فؤاد إن شقيقه إبراهيم كان من بين المجندين في حرب 1967 وكان يقضي فترة تجنيدة في غزة، وانقطعت الاتصالات معه بسبب حالة الحرب التي كانت تعيشها البلاد.

وأضاف فؤاد أنه يتابع واقعة الجنود المصريين المدفونين في مقبرة جماعية لجنود مصريين تعود إلى حرب 1967: أنا حاسس إن أخويا في الجنود المصريين المدفونين في المقبرة التي عثر عليها.. أمنية حياتي الآن استلام جثة أخويا، أنا هشكر الصهيانية لو رجعوا جثة أخويا.