سعاد نصر فنانة الخروج عن النص.. قال لها الزعيم: «يا أنا يا محمد صبحي»

بتاريخ 12 مارس 1953، ولدَت الفنانة سعاد نصر، باسم سعاد نصر عبدالعزيز، داخل حي شبرا العتيق، صبية تهوى التمثيل، إلى أن تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، عام 1975، ليكتشفها بعد ذلك الفنان الراحل، كرم مطاوع، ورغم أنها كانت تريد أن تصبح ممثلة تراجيدية، إلا أن «مطاوع» رأى أنها فنانة كوميدية من الطراز الأول، فقدمها في البداية من خلال أدوار الفانتازيا.

أفلام سعاد نصر

تطوّرت سعاد نصر فنيًا، بدأت في السينما بداية قوية حيث اشتركت في وقت واحد في فيلمين فيلم مع فاتن حمامة «لا عزاء للسيدات» وفيلم مع سعاد حسني «المتوحشة»، وفي عام 1982 شاركت في فيلم «الغيرة القاتلة» مع نور الشريف و نورا، وتوالت بعد ذلك أدوارها السينمائية، ولعل من أشهرها، «هنا القاهرة» الذى أدت من خلاله شخصية السيدة الصعيدية التى تأتى برفقة زوجها لزيارة القاهرة.

اقرأ ايضًا: الفنانة نوال أبو الفتوح.. اعتزلت الفن بسبب ابنها.. ورفضت «صدقة» عادل إمام

وتتوالى بعد ذلك الأحداث ويدور الصراع مع محمد صبحي و يعد هذا الفيلم البطولة المطلقة الوحيدة في حياتها وأهم أفلامها، واستعان بها كبار مخرجين الشاشة مثل بركات في فيلم «لا عزاء للسيدات»، و يوسف شاهين في فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، وصلاح أبو سيف في فيلم «البداية» مع أحمد زكي، قدمت في التليفزيون مسلسلات عديدة أشهرها مسلسل «رحلة المليون» مع محمد صبحي، وكان حديث الشارع المصري، ومسلسل «يوميات ونيس» بأجزائه الأربعة مع محمد صبحي ويعد هذا المسلسل مسلسل تربوي تثقيفي ترفيهي اجتماعي تتلمذ على يده أجيال عديدة، إلى جانب مسلسلات عديدة بلغت أكثر من 50 مسلسلا.

اقرأ ايضًا: الفنان فريد شوقي.. استطاع تغيير القانون المصري بفيلمين

وفي التسعينيات، كثّفت الفنانة سعاد نصر أدوارها على خشبة المسرح، حيثُ شاركت في العديد من الأعمال، أبرزها «الهمجي»، و«تخاريف»، و«تكسب يا خيشة»، و«عيلة عشر نجوم»، و«أنا وهى والكمبيوتر» و«عائلة ونيس».

اقرأ ايضًا: الجريئة سارة سلامة.. أحبت الإذاعة و«الأنتخة».. وتعتزل التمثيل في هذه الحالة

كمّا مثلت سعاد نصر، ومحمد صبحي، ثنائيا فنيا شهيرا، حيثُ شاركت معه في أنجح مسلسلاته التليفزيونية «رحلة المليون»، و«يوميات ونيس»، الذى يُعد من تراث التليفزيون المصري في القرن العشرين، بأجزائه المختلفة، والذى قال مُتأثرًا بعد موتها: «عندما رحلت سعاد نصر، شعرت باليُتم الإنساني والفني، كما لو كان جناحي الثاني انكسر».

ويعد الثنائي الفني هذا وقف حائلا بينها وبين العمل مع الزعيم عادل إمام، الذي كان يريد العمل معه وكانت هي مرتبطة بمسلسل يوميات ونيس مع محمد صبحي فقال لها الزعيم «مش هينفع تشتغلي معايا ومع صبحي في نفس الوقت يا أنا يا صبحي»، فاختارت صبحي ما أثار غضب الزعيم عادل إمام.

اقرأ ايضًا: الفنان طلال مداح.. صوت الأرض ورائد الحداثة في الأغنية السعودية

يُمكننا وصف الفنانة سعاد نصر، بـ«فنانة خرجت عن النص»، فلم تكُن تؤدي الكوميديا المعلبة، خلال مشاركتها في مسرحية «جوز ولوز»، داعبت الفنان، أحمد بدير، بإفيه مفاجئ، فما كان منه إلا أن يقول «يا دمك على أفيهاتك السكّه، أنا مش عارف مستحملينك 4 سنين ازاي؟»، فيما ردّ حسن حسني قائلاً: «لو نعرف كده، مكناش مثلنا معاكي 4 أيام».

سعاد نصر وزوجها

وحينها لم تأخذ سعاد نصر الإفيه على صدرها، كمّا نقول، بل تعاملت بذكاء شديد قائلة: «المفروض المسرحية دي يسمّوها جوز قُرع بدل جوز ولوز»، في إشارة إلى حسن حسني وأحمد بدير، وتزوجت سعاد نصر من الفنان أحمد عبد الوارث، لمدة 15 عاما، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة فيروز، ثم تزوجت مرة أخرى من خارج الوسط الفني، عرفت سعاد نصر بتلقائيتها في حياتها الخاصة والعامة وحبها للناس ولم تدخل في معارك فنية مع أحد حتى أن طليقها أحمد عبد الوارث كان أكثر الناس معها في محنة مرضها وموتها.

اقرأ ايضًا: نجاح الموجي.. أبكى الجمهور وصارع الموت 120 دقيقة فقط! سبب وفاة سعاد نصر

خرجت سعاد نصر، عن النص أيضًا في حادثة موتها التى صدمت الجميع، فبعد أن خضعت لعملية شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، ودخلت في غيبوبة بعد إعطائها جرعة مخدر تمهيدًا لإجراء عملية لشفط الدهون ونتج عنها حالة غيبوبة كاملة استمرت مدة عام كامل، حتى توفيت في 5 يناير 2007 عن عمر يناهز 54 عامَا، وقد صاحب محنة مرضها العديد من الاتهامات من جانب الصحافة لطبيب التخدير المسؤول عن العملية.

وقبل موتها، كانت أشهر ما قالته سعاد نصر، قبل دخولها في غيبوبة ثم وفاتها، حسب رواية ابنتها: «ربي إذا بعثت في الروح ابعثها طاهرة، وإذا توفيتني اجعلنى من الأبرار»، كما طالبت في حال وفاتها بأن تدفن سريعًا وأن يقف أقاربها بجوار القبر ساعة للدعاء لها.

كمّا كشف الشيخ الراحل سيد حمدي، مفسر الأحلام الشهير، بأن الراحلة اتصلت به يوم 26 ديسمبر 2005 في العاشرة مساء لتستشيره في رؤية شاهدتها، وقالت له إنها شاهدت «شبشبها» يسقط منها ثم رأت والدها المتوفي يعيده إليها ثم اصطحبها إلى غرفة ضيقة وجلست معه لمدة سبعة أيام، وقالت له: يا أبي أريد توسيع هذه الغرفة».

وأضاف الشيخ سيد أن هذه الواقعة كانت في يوم احتفالها بعيد ميلادها، وهو اليوم السابق مباشرة لذهابها للمستشفى، وقال لها إن الحذاء يرمز للسير فإذا سقط فإن ذلك يعني الوقوع في ورطة أو مصيبة عاجلة.

أما الغرفة الضيقة فهي قبرها والأيام السبعة اكتمال الأسبوع أو العام وصولا لعام 2007، وقال لها إن توسعة القبر أو الغرفة الضيقة تأتي بالتوبة إلى الله والندم»، وردت الراحلة على الشيخ سيد قائلة: «أنا ناوية أغير مسار حياتي، وأبدأ حياة جديدة لأنني أحب القرآن والرسول»، وفي اليوم التالي دخلت المستشفى، وأكد أن زوجة شقيقها، وابنتها فيروز شاهدتان على هذه الواقعة.

وكان مرضها هذا حديث الشارع المصري لمدة عام كامل والكل كان متعاطف معها حتى أن قرار علاجها في ألمانيا على نفقة الدولة جاهزا ولكن أي حركة كانت تعجل بموتها فظلت ميتة إكلينكيا لمدة عام.

اقرأ ايضًا: أسمهان.. جاسوسة ومطربة لعبت بالنار فأحرقتها وموتها لغز لا حل له

في 2009، عاقبت محكمة جنح مدينة نصر بشمال القاهرة، طبيب التخدير الذى أجرى عملية الفنانة الراحلة سعاد نصر، بالحبس لمدة 3 سنوات مع الشغل، وإلزامه بدفع كفالة لوقف تنفيذ الحكم مؤقتا قدرها خمسة آلاف جنيه مصري بعد إدانته بالتقصير والإهمال في أثناء تخديره الممثلة، مما أدى إلى وفاتها.