«كانت هتقتله».. حكايات رشدي أباظة عاشق النساء
عمر أحمد موقع السلطةفي يوم 27 يوليو 1980، رحل الفنان رشدي أباظة عن عالمنا تاركا الكثير من الأعمال الفنية والحكاوي والشائعات التي تناقلت عبر الأعوام.
ومن بين الحكاوي هو علاقته المتعددة وزيجاته الكثيرة، ولكن لشقيقته منيرة رأي في هذا الأمر، فصرحت من قبل أن شقيقها لم يتزوج سوى خمس مرات، كانت الزيجة الأطول في حياته من الفنانة سامية جمال، وأشارت إلى أن علاقتهما كانت جيدة جدًا ونجحت في خلق جو من الاستقرار الأسري خاصة وأنهما أحبا بعضهما حبًا كبيرًا، أما عن زيجته من الفنانة صباح فكانت قصيرة للغاية، والزيجة الأخيرة فلم تكن سوى عقد قران على نبيلة ابنة عمه.
هل أحب يسرا؟
ولكن يروي الصحفي اللبناني محمد بديع سربيه، في مقال حمل عنوان "المرأة الوحيدة التي هزمت فيها دنجوانيته" في إشارة إلى رشدي إباظة، "الحكاية تعود لعام 1980 حينما أنتج فيلم (بياضة)، من بطولة رشدي أباظة ويسرا التي كانت تبدأ مشوارها الفني آنذاك بعدما خطفت الأنظار لموهبتها.
موضوعات ذات صلة
- سول وواشنطن تتواصلان عن كثب حول إعلان نهاية الحرب الكورية
- موسكو وواشنطن تبحثان استقرار سوق النفط العالمية
- وزير الإسكان يتابع الاستعدادات لـ موسم الشتاء بالقاهرة الجديدة
- تجديد حبس عاطل ذبح زوج شقيقته فى الزاوية الحمراء
- «بيبول»: الأمريكي بول رود الرجل الأكثر جاذبية في 2021
- «الصحة العالمية»: عاملان وراء ارتفاع إصابات «كورونا» في أوروبا
- عاجل.. يحيى الكومي يعرض نجم الإسماعيلي على الأهلي
- عداد كورونا.. الإصابات العالمية تتجاوز 251.26 مليون حالة
- أمريكا تنضم لمبادرة بقيادة فرنسا لحماية المدنيين من الهجمات الإلكترونية
- مدبولي يتفقد المشروعات التنموية والاستثمارية بالوادي الجديد اليوم
- الأمم المتحدة تقدم مساعدات لبعثتها لتحقيق السلام في مالي
- مصدر أمني يفضح أكاذيب الاعتداء على نزلاء سجن المنيا
وفي الكواليس وفقًا للمقال دارت قصة حب بين الثنائي، لكنها اعتذرت في النهاية عن الزواج به لأنها أصغر من ابنته قسمت، ولكن القصة لم تنته عند ذلك وإنما فضل أباظة استمرار الصداقة بعدما تفهم وجهة نظرها.
محاولة قتل
في حياة رشدي أباظة العديد من النساء، سواء قصص حب أو زيجات، وعن إحدى القصص التي لا ينساها، روى بنفسه لمجلة "الشبكة": "في تعاملي مع النساء التقيت بكل الأنواع، وأذكر أنه كانت لي علاقة مع شقيقة فنانة شهيرة، وقد أحبتني بقوة، وهي التي فاتحتني في أمر الزواج، وأجبتها بأن أمامي طريق طويل، فأنا على أول درجات السينما، وأمي تلح في أن تجد لي مستقبلًا آخراً فكيف تتزوجين من رجل لا يعرف إلى أين سيمضي، فقالت بلهجة فيها تصميم، أتزوجك ونطرق أبواب المستقبل معًا".
وتابع: "وكانت بدورها تقتحم ميدان الفن وإن لم تكن مؤهلة له إلا بجمالها الصارخ، وقرابتها للفنانة الكبيرة، وكانت تفتقر تمامًا للموهبة التي أعترف أن السينما منذ ربع قرن كانت تبحث عنها أكثر مما تبحث عنها الآن، فقلت لها:" ليس الزواج في خطتي الآن".
وأضاف رشدي أباظة: "سكتت على مضض، كنا نلتقي في بيت جدي القريب من ميدان الأوبرا، لأنني كنت في ذلك الحين على خلاف مع أمي، وكان خالي يذهب كل مساء لأصحابه فيقضي معهم الساعات إلى ما بعد منتصف الليل، فيخلو البيت لي أفعل ما أشاء، وعلى يد هذه الفاتنة انتقلت من عهد "البيرة" إلى عهد "الكونياك"، فأثارت في التحدي، ونزلت لأشتري زجاجة أخرى وأنا أتطوح، وشربنا حتى نمت وأنا في شبه غيبوبة".
واستطرد: "وصحوت على جسدي يرتطم بالأرض، وفتحت عيني فوجدت خالي والنار عالقة بسترته، لقد رماني إلى الأرض واندفع إلى غرفة النوم التي حملني بعيدًا عنها، ورأيت النار تندلع في الغرفة، رأيتها من الباب المفتوح، فأردت القيام ولكني لم أستطيع، وحركت رقبتي يمينًا ويسارًا، وتبعت خالي إلى الغرفة فإذا به يطفئ النيران بالبطاطين، وينتقل وراء النار من موقع إلى موقع، وكأن يدًا طائشة نشرتها في كل مكان، ووقفت مذهولًا وهو يقول:" كنت ستموت محروقًا".
وتابع: "وتذكرت بسرعة من كانت معي، هل يعقل أن تكون هي، ثم نحيت أفكاري جانبًا، ودبت في قوة فعاونت خالي على إطفاء النار، وبعد الانتهاء أخبرني خالي أن النار كانت تحاصرني من كل جانب، واخبرني أنني لم أفقد الوعي بسبب الخمر فقط، ولكن بالتأكيد كان هناك مخدر في الخمر".
واستكمل: أخبرني خالي أنها ستأتي في الصباح إلى مسرح الجريمة، وبالفعل جاءت قبل أن اُكمل وحبة إفطاري، وصدق حدسه، وظهرت على ملامحها الدهشة وهي تراني، وغمز لي خالي بعينه لأترك الغرفة فاستأذنتها قائلًا: "سأرتدي ثيابي لنخرج سويًا".
وتابع أباظة: "وانشغلت بحلاقة ذقني وأنا أحاول سماع ما يدور بينها وبين خالي، ولكن صوته لم يكن يصل لأنه كان يستدرجها، ومررت أمامها ورأيتها من فتحة الباب وهي تتكور حول نفسها في مقعدها، وخالي يحاصرها بعينيه وأسئلته، ودخلت الحمام وبدأت أتلقى رذاذ الماء المنهمر من الدش حين سمعت صراخها، فقد انهال عليها ضربًا، فارتديت ثيابي على عجل، وخرجت لأجده يضربها بوحشية ويصيح بها: "يا فاجرة.. يا قاتلة".
يواصل رشدي:" وحاولت أن أحول بينها وبينه فدفعني قائلًا: "ابتعد يا ساذج، تدافع عنها وهي التي اعترفت بانها أرادت قتلك"، وتحملت الفتاة الضرب وكانت تتوسل إليه قائلة:" إضربني كما تشاء، ولكن لا تبلغ البوليس".
الزواج من الفنانات
ويقول رشدي أباظة عن رأيه في عدم استمرار زواج الفنانين في نفس الوقت الذي كان متزوجًا من سامية جمال في حوار له ببرنامج "سينما القاهرة" مع الفنانة ميرفت أمين: "الفنان زي أي إنسان في الشارع، هبة التمثيل مش هي اللي بتطغى على الإنسان، التمثيل حاجة وحياة الإنسان حاجة تانية خالص".
وأضاف: "الجواز في نظري عبارة عن ورقة يا نصيب، بيقولوا في الأمثال إن ربنا خلق لكل واحد واحدة فين هي ومين منعرفش، الفنان والفنانة أي دوافع تخلي بيبقى فيه فشل ممكن يحصل سواء كانوا فنانين أو ناس عاديين".
قبلة تبدأ بإغماء للبطلة!
العديد والعديد من الروايات في حياة الدنجوان، فعن واحدة من مشاهد القبلات في الأعمال السينمائية، قال: "في مرة كنت أمثل فيلمًا مع بطلة لا تعتني بأسنانها، وفي يوم القبلة اشتريت معجون أسنان وفرشاة، وما إن دخلت إلى الأستوديو حتى صحت بالبطلة أن تلحقني إلى الحديقة التابعة للأستوديو".
وتابع: "أخذتها بعيدًا عن أعين الناس حتى لا أتسبب في حرج لها، وهمست لها قائلًا: يا صديقتي أنتِ تعلمين أهمية القبلة في فيلم عاطفي، وأنا أرجوك أن تأخذي هذا - وقدمت لها معجون الأسنان والفرشاة - وتنظفي أسنانك حتى نستمتع بقلة شهية".
وأضاف: "لم أستطع أن ألحقها وهي تسقط مغشيًا عليها، الغضب مني جعلها تسقط مغشيًا عليها، وفقدنا يوم عمل، ولما عرف المخرج بالقصة انضم لصفي وطلب منها أن تنظف أسنانها".
خيانة!
لا تظن أن قلب هذا الفتى لم ينفطر من الحب، فكانت أول قصة خيانة في حياته صادمة، ويحكي عنها: "حين انتقلنا من بيتنا أمام شارع مسرة إلى بيت آخر بشارع شبرا وجدت أسرة إيطالية تسكن تحتنا، وكانت لهذه الأسرة بنت اسمها ماريا، أصبحت صديقًا لابن الأسرة، ودخلت إليهم ورأيت ماريا، كانت في السابعة عشرة من عمرها، لكنها مكتملة الأنوثة وكنت أصغرها بخمسة أعوام، لذلك كانت تعاملني كصبي صغير، أما أنا فكنت أحبها جدًا، وكانت ترى حركاتي معها وتضحك، وتضايقت من ضحكها فصعدت لأمي وقلت لها: "ماما.. لا بد أن أتزوج ماريا، وقالت لي لماذا؟، وحيرني سؤالها، لماذا يتزوج الناس، فقلت لها مثلما تزوجت أبي، فضحكت وقالت أنا الآن مطلقة".
وأضاف: فصحت بها أن كلامي جاد، وردت هي متظاهرة بالجدية، حينما أنتهي مما أقوم به سأنزل لهم وأخطبها لك.
واصل أباظة: "وامتصت أمي لهفتي، وبالفعل أخذتني ونزلت، وتحدثنا مع أم مارية التي قابلت الأمر بابتسامة، وجاءت مارية ووشوشتها أمها فابتسمت لي، وقلت في نفسي هذه علامة الرضا، وكدت أطير من الفرحة وهي تودعنا وتداعب شعري.
وأكمل: "وظننت أنني سأتزوج ماريا، وعشت مع هذا الحلم الجميل حتي أفقت على كابوس مروع".
واستطرد أباظة: "كنت أطل من شرفتنا ذات ليلة، وسمعت همسًا في الشرفة السفلية، شرفة ماريا، ووجدتها ملتصقة بشاب أكبر منها، ورحت أتسمع فلم تصلني كلمة، لكن عيني رأته وهو يقبلها ويحتضنها، وجريت إلى أمي وصحت بها: "ماما.. لا بد أن تفسخي الخطبة فورًا، ماريا تخونني"، وهدأت أمي من روعي وأفهمتني حكاية السن وقالت لي: "إن ماريا لا تستحق حبك يا حبة العين، ولكن انتظر إلى الصباح ونذهب ونفسخ الخطبة منها".
نبوية السمرا
لم تكن علاقات رشدي أباظة قائمة على الحب فقط، كان هناك أيضا الشهوة، ويحكي عنها قصة "نبوية السمرا"، قائلا: "كنت ذات مرة مع أصدقائي، ووجدت بنت سمراء، تقول لي أنا .. أنا أريدك".
وأضاف: وتوقفت وتأملتها، كنت أعرف اسمها "نبوية السمرا"، وكانت ذات صيت في العشق وإذلال الرجال، واحتوتني بعينيها حتى ارتجفت من أعماقي، وصاحت شقراء تقف بجانبها وتدخن سيجارة وتنفث دخانها في وجهي: "نبوية لك.. ليلة قدر"، لم أكن أريد إذلال من صنع النساء، لم أنطق حرفًا، وكنت أمشي، وهنا صاحت نبوية بلهجة أمر "قلت أريدك.. ألست رجلًا؟"، واغتظت ورأيت الأعين تحدق تجاهي، وصاح نادل على مقهى قريب: "واحد شاي سخن وصلحه، وشيشة عجمي للزبون وريحه".
واستكمل: "وسألت نفسي، هل يسخر مني، وزممت حاجبي وأنا أنظر إليه فجرى بخفة ظله، وضحكت نبوية بقهقهة ماجنة وقالت وهي تنتحي عن الباب الذي تلتصق بمدخله: "هل تحتاج لعزومة؟"، وفي ثانية دخلت معها، وأطلت وجوه مليئة بالأصباغ والكذب والدنس من غرف متلاصقة، أما غرفة نبوية فكانت في آخر ممر طويل يشبه ممر الفنادق، وفاحت من غرفتها رائحة بخور، وبدا فراشها نظيفًا، وجلست كالأبله، كنت أحتاج لوقت لكي أسترد نفسي، ثلاثة أشهر قضيتها مع نبوية السمرا".
وتابع أباظة: "كنت أهرب من المدرسة وأذهب إليها، وأصبح الحي يعرفني، ولم تكن تكلفني شيئًا، كما لم أكن أعرف أن العيب كله أن تنفق امرأة على رجل، على أنني عرفته من دعابة صديق فعوضتها عن كل ما أنفقت، وأشهد لها وهي البغي، أنها أوصدت بابها في وجوه الرجال وكم من معركة خضتها لأن هناك من يطاردها وهي لا ترضاه.
يتابع: "حتى العساكر الإنجليز الذين كانوا يتدفقون على هذا الحي في جماعات استعصت عليهم، وأذكر أنني كنت في طريقي إليها حين وجدت أربعة منهم يتجمعون حولها، وأحدهم يمزق قطعة من ثوبها، فانقضضت عليه وأوسعته ضربًا، وحين تدخل أصدقاؤه لتخليصه مني ضربتهم فرادى وجملة، وراحوا يتساقطون وأنا بينهم مثل وحش هائج".
يكمل: "واستمرت لي مع الإنجليز ملحمة على أسابيع، يتربصون بي وأتربص بهم، ولا أنكر أنهم ضربوني ضربًا مبرحًا أحسست بعده من لوم أمي أنني أمضي إلى طريق منزلق من المعارك، قد تكون في نهايته حتفي، لم تكن أمي تعلم ميدان المعركة وإلا لفقدت كل حبها واحترامها، وذات يوم قالت لي نبوية أنها كانت في باب البحر حين تعرض لها فتوات الحي وأنها توعدتهم بي، وأرادت أن تأخذني إليهم، وهنا انتهت العلاقة لأني كرهت هذا وشعرت أنني في وحل أخذتني إليه عزة الرجولة واستعراض الفتوة".