سمير فرج: 9 أكتوبر يوم أسود في تاريخ إسرائيل
حشمت سعيد موقع السلطةأكد اللواء دكتور سمير فرج أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة والرئيس الأسبق للإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، أن 21 أكتوبر 1967م، اخترقت المدمرة الإسرائيلية إيلات المياه الإقليمية المصرية أمام بورسعيد، وتصدى 2 لانش صواريخ من قاعد بورسعيد البحرية وأغرق المدمرة وعليها 100 فرد وطلاب الكلية البحرية، ويرقد الآن حطامها في قاع البحر المتوسط أمام بورسعيد.
وأضاف فرج، خلال كلمته في الندوة التثقيفية «العبور إلى المستقبل» بمناسبة احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي: "وجاء بعد هذه المعركة العديد من المعارك التي مهدت لحرب أكتوبر، وبعد هزيمة يونيو قامت القوات المسلحة باستكمال وإعادة تنظيم قواتها حيث جرى إنشاء الجيشين الثاني والثالث، ولأول مرة جرى إنشاء قوات الدفاع الجوي».
وتابع: "في هذا التوقيت كان من الممكن للقوات الإسرائيلية أن تعبر قناة السويس وتهدد القاهرة ولذلك قامت القوات المسلحة بإعداد خطة دفاعية كاملة لقواتنا في غرب القناة، وبعد استكمال هذه الدفاعات بدأنا في كيفية تحرير سيناء، وكنا نعاني من بعض المشكلات، أولها الساتر الترابي الموجود على الضفة الشرقية للقناة بارتفاع 20 متر ناتج أعمال الحفر".
موضوعات ذات صلة
وأوضح: "كان مطلوبا أن نقوم بعمل فتحات شاطئية في هذا الساتر حتى تعبر منها الدبابات والمدافع والمركبات بعد فرد الكباري، وقام المقدم باقي بفكرة وهي خراطيم المياه استنبطها من عمله في بناء السد العالي بأسوان ونجحت الخطة وفي غضون 4 ساعات نفذنا كل الفتحات الشاطئية".
وأردف: "ثم جاءت المشكلة الأكبر وهي اقتحام خط بارليف أقوى الدفاعات الموجودة طبقا للكتب العسكرية إلى جانب خط ماجينو الذي أقامته فرنسا ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وأنشأ هذا الخط 31 نقطة حصينة من شرق بورسعيد حتى السويس، وهو مكون من سواتر ترابية ومرابط دبابية وأنابيب نابالم ونطاق من الموانع والأسلاك، وكانت الخطة هي عبور القناة في غضون 12 موجة بالقوارب المطاطية وكل جندي كان يعلم على وجه التحديد مكانه ومهمته وتسليحه".
وأضاف: "عملنا لكل جندي سترة عشان يهاجم بيها ويضع فيها سلاحه وتعيينه والمياه، وصممنا السلالم الحبال لتسلق الساتر الترابي، وفي الساعة الثانية ظهرا قامت قواتنا بتنفيذ الضربة الجوية بـ220 طائرة والمدفعية قامت بتمهيد نيراني ثم بدأت موجات العبور في 12 موجة، وفي 6 ساعات عبرنا قناة السويس واخترقنا خط بارليف".
وأكد: "وفي يوم 7 أكتوبر كان لنا 200 ألف جندي على الضفة الشرقية للقناة، ومثلما كان 9 يونيو يوما حزينا في تاريخ مصر، كان يوم 9 أكتوبر يوما أسودا في تاريخ إسرائيل، ووقفت جولدا مائير رئيسة الوزراء وموسى ديان وزير الدفاع في المؤتمر الصحفي الشهير ليعلنا هزيمة إسرائيل، وقالت جولدا لن نستطع أن نوقف المصريين بعد الآن، لذلك قامت أمريكا بعمل أكبر جسر جوي عسكري ونقلت فيها أحدث الأسلحة إلى العريش".
وأشار إلى أن «الجنرال الإسرائيلي أريئيل شارون خلال حواره مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC أكد أن مفاجأة الحرب كانت الجندي المصري، وقال: (الجندي المصري اللي قابلته في حرب 73 لم يكن الجندي الذي قابلته في 56 و67، وقال في كتابه الأخير إذا دخلنا حرب مقبلة مع المصريين فاحذروا أنكم ستقابلون جنديا جديدا لم تقابلوه من قبل)».