مدبولي يتفقد مشروعي تطوير ميدان محطة مصر وحلقة الأسماك بالأنفوشي

تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مشروع تطوير ميدان محطة مصر في الإسكندرية،وذلك رفقة كل من اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، واللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، واللواء أحمد العزازي، نائب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمنطقة الشمالية.

بدأ رئيس الوزراء جولته التفقدية بتأكيد أهمية المشروع من أجل رفع كفاءة وتطوير الميدان، بشكل يعكس مظهرا حضاريا للمنطقة المحيطة بمحطة مصر، بالتزامن مع المشروعات الخدمية الجاري تنفيذها بمحافظة الإسكندرية، التي تحظى باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وذلك للحفاظ على القيمة الجمالية والأثرية لعروس البحر المتوسط، ولإعادة الميدان، الذي يعد من أعرق الميادين في الإسكندرية، إلى رونقه وبهائه.

وأشار محافظ الإسكندرية خلال شرحٍ قدمه أمام رئيس مجلس الوزراء، إلى أن ميدان محطة مصر واحدٌ من أهم الميادين التراثية بمحافظة الإسكندرية، وظل لفترة طويلة يعاني من العشوائية وانتشار الباعة الجائلين والازدحام المروري، قبل أن يتم التنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لتنفيذ مشروع تطويره، وذلك في إطار رؤية المحافظة لتطوير الميادين والمخطط الاستراتيجي العاجل للقضاء على الأسواق العشوائية بالمحافظة، موضحا أن الجميع يواصل الليل بالنهار للانتهاء من هذا المشروع المهم الذي يشمل إنشاء سوق حضاري متكامل، وتطوير الحدائق ورصف الميدان بالكامل، بالإضافة إلى تطوير الساحة الرئيسية بالميدان، وإضافة مجموعة من العناصر ذات الطابع الاستثماري مثل اللوحات الإعلانية، ومجموعة من المحلات التجارية المتميزة.

 

عملية التطوير التي تجري في الميدان تشمل كذلك إنشاء 4 مواقف متطورة لسيارات الأجرة والأتوبيسات، وغرفة تحكم مزودة بكاميرات عالية الجودة؛ وذلك لعمل حركة مرورية دائرية كاملة لتحقيق سيولة مرورية بهذه المنطقة، وفي الوقت نفسه، أكد المحافظ أن المشروع يراعي تطوير المباني التراثية المطلة على الميدان، من خلال ترميم وإنارة عدد من المباني التراثية مثل البريد والسنترال وغيرها.

وفي ذات الإطار، قدم العميد مهندس ممدوح الزوام، مدير المشروعات بجهاز الخدمة الوطنية، شرحًا لمكونات المشروع، ومعدلات تنفيذه، وقدم عرضا أوضح الوضع العام لميدان محطة مصر قبل بدء تطويره، والذي أظهر العديد من المظاهر العشوائية، سواء في مواقف السيارات، أو الأسواق غير المنظمة والإشغالات، لافتا إلى أن التطوير الذي يتم حاليا للميدان لم يشهد مثله منذ عام 1927، وقد تم ضغط مدة تنفيذ المشروع لتصبح 12 شهرا بدلا من 3 سنوات؛ نظرا لأهمية المشروع، وفي إطار توجيهات القيادة السياسية بسرعة إنهاء المشروعات الخدمية، وقال إن معدل تنفيذ المشروع، بشكل عام، يصل إلى 75%.

 

بعد الشرح الذي قدمه مدير المشروعات بجهاز الخدمة الوطنية، استعرض مسؤول المشروع مخطط التطوير الذي اشتمل على تطوير ميدان الشهداء أمام محطة مصر بالإسكندرية على مساحة 18425م2، وإقامة منطقة انتظار للسيارات أمام المحطة على مساحة 3240 م2، حيث بلغت نسبة الإنجاز بهذه المنطقة 95%، إلى جانب إقامة مساحة مخصصة لـ «البرندات» في المنطقة المعروفة باسم «التبة» التي تقع على مقربة من ميدان الشهداء، حيث يتم تنفيذ منطقة مطاعم وكافيهات تضم عددا كبيرا من الماركات الشهيرة، لافتا إلى أن معدل تنفيذ الأعمال بمنطقة التبة وصل إلى 80%.

من جانبه وخلال الشرح المقدم، أوضح مدير المشروعات بجهاز الخدمة الوطنية أن المشروع يشمل إنشاء منطقة باكيات محلات بجوار خط الترام، تتكون من دور أرضي يحتوي على 57 محلا، ودور ثان يضم 73 محلا، حيث يتم مراعاة إقامتها بصورة منظمة وحضارية للباعة، لافتا إلى أنه كان يوجد في المنطقة قبل بدء التطوير 3000 بائع جائل.

 

ومن بين ما يشمله مشروع تطوير الميدان، المشروع تنفيذ موقف ميكروباص «غرب» على مساحة 3470م2، إلى جانب إقامة 5 أكشاك للخدمات، كما سيتم تنفيذ موقف أتوبيس "غرب" بمساحة 2250م2، مع العمل على رفع كفاءة مبنى الخدمات الملحق، وكذا تنفيذ موقف میكروباص "شرق" على مساحة 9280م2، وتنفيذ موقف أتوبيس «شرق» بمساحة 2340م2، و5 أكشاك للخدمات.

كما أن عملية التطوير كذلك تاشمل تنفيذ السوق الحضري لمحطة مصر على مساحة 4450م2، ويتكون من دور أرضي ويضم 88 محلا، وعدد من دورات المياه، وغرف للمولدات، والمحولات، وغرف تكسير الثلج وثلاجات، فيما يضم كلا من الدور الأول والثاني 406 فروشات، مساحة الفرش الواحد 5.5 م2، و2 هايبر ماركت، و2 كافيتريا، وعددا من مكاتب الخدمات للسوق، كما معدل تنفيذ السوق وصل إلى 20%، وجار استكمال التنفيذ، كما سيتم العمل على تطوير النصب التذكاري للشهداء، كما يتضمن المشروع إقامة مسجد مكون من دورين على مساحة 123م2 لكل دور.

وتابع «الزوام» كذلك أنه يوجد بالميدان أكثر من 140 لوحة إعلانية تضاهي مثيلاتها المتواجدة في أعظم ميادين العالم، والتي يمكن اعتبارها وسيلة فعالة لتعظيم الإيرادات، مما سيمكن المحافظة من تغطية تكلفة المشروع خلال سنوات قليلة، كما أن أعمال التطوير تشمل تشغيل أول مركز تحكم من خلال كاميرات بانورامية في الميدان؛ لمتابعة الحركة والانضباط الأمني يتم تشغيلها لأول في مصر.

واختتم رئيس الوزراء جولته بالمشروع بالتكليف بدهان جميع واجهات المباني المحيطة بالميدان ضمن أعمال التطوير، مشددا على ضرورة التنبيه على أصحاب العقارات بالقيام بذلك، على أن يتم منحهم مهلة لتنفيذ أعمال الدهانات، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين، كما وجه بدراسة إمكانية إقامة نفق أو نفقين للمشاة لتحقيق أمن وسلامة المواطنين، مع مراعاة إقامة سور حديدي يحيط بجميع أنحاء الميدان.

 

وبعد انتهاء الجولة في مشروع تطوير ميدان محطة مصر، تفقد «مدبولي» كذلك مشروع تطوير حلقة الأسماك بمنطقة الأنفوشي؛ حيث استمع إلى شرح من المحافظ حول خطة التطوير التي تتضمن تطوير وترميم مبنى حلقة الأسماك القديم ليصبح مطعما أيقونيا، مع الحفاظ على الطابع المعماري الخارجي للواجهات، إلى جانب تنفيذ سوق حضري جديد لتجارة الأسماك.

وواصل محافظ الإسكندرية، خلال حديثه، أن عملية تطوير حلقة الأسماك يأتي انطلاقا من أنها أهم سوق تجاري للأسماك في نطاق الوجه البحري، وقال: «نظرا لوضعها الحالي الذي يعاني من تدهور البنية التحتية وسوء توزيع الأنشطة، بل وتمثل خطرا على البيئة المحيطة، تم استلام قطعة أرض مجاورة لمبنى الحلقة الحالي ليكون نواة مشروع التطوير الذي يشمل إنشاء السوق الجديد ومجموعة من المطاعم السياحية المتميزة، وثلاجات للأسماك، ومخازن، فضلا عن إعادة استغلال مبنى حلقة الأسماك التراثي بما يتلاءم مع قيمته التراثية والتاريخية».

 

وتابع خلال الشرح أن السوق الحضري الجديد عبارة عن بدروم بمساحة 3840 مترا مسطحا، يتسع لـ 93 ركنة سيارة، ثم الدور الأرضي بمساحة 3250 مترا مسطحا ويضم منطقة لبيع المزاد، وأخرى لبيع الجملة، أما المبنى الشريطي الملاصق فسيضم 8 محال، ثم الدور الأول الذي يضم خدمات ومكاتب إدارية، ويتكون المبنى الشريطي الملاصق من مطعم ومطبخ خاص للمطعم، بينما يضم دور الميزانين 3 مطابخ رئيسية مجهزة بكافة الخدمات، والدور الثاني سيضم مطاعم مفتوحة خارجية، ثم مطعم في الدور الثالث وآخر في الدور الرابع والأخير.