كارثة الصين.. فيضان قاتل وتدخل عسكري

في خطوة غير مألوفة ضمن إجراءات مواجهة مخاطر فيضانات الصين، اضطر الجيش الصيني لتفجير سد، بهدف إطلاق مياه الفيضانات التي قال الرئيس الصيني إنها وصلت مرحلة دقيقة وخطيرة للغاية.

وجاءت العملية في وقت متأخر من ليل أمس الثلاثاء، في مدينة لويانج، بمقاطعة خنان، وسط الصين، بعد وفاة ما لا يقل عن 12 شخصا في فيضانات الصين الشديدة التي ضربت مدينة تشنجتشو عاصمة المقاطعة، وذلك حسبما ذكرت «سكاي نيوز عربية».

فيضانات الصين تحاصر ركاب المترو

وحاصرت مياه فيضانات الصين، الكثيرين في مترو الأنفاق، وخلفت عالقين في المدارس والشقق والمكاتب. وتعطلت وسائل النقل والحياة العملية في أنحاء المقاطعة، حيث حولت السيول الناجمة عن الأمطار، الشوارع إلى أنهار تتدفق بسرعة، واكتسحت السيارات وارتفعت إلى منازل السكان.

وتعد مقاطعة خنان قاعدة رئيسية للصناعة والزراعة وتضم العديد من المواقع الثقافية. وأظهرت وسائل الإعلام الحكومية، الأربعاء، ارتفاع مياه فيضانات الصين عند مستوى الخصر، مع استمرار هطول الأمطار.

فيضانات الصين تؤدي لإجلاء 200 ألف صيني

وجرى إجلاء نحو 200 ألف وفق ما أعلنت السلطات المحلية، في وقت تفجرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جراء الأمطار الغزيرة. وحذر الرئيس الصيني شي جينبينج، الأربعاء، من أن فيضانات الصين التي تشهدها بلاده «خطيرة للغاية».

وحسبما ذكرت «فرنسا 24»، فقد قامت السلطات الصينية بإجلاء نحو 200 ألف شخص من مدينة تشهد فيضانات وسط البلاد، وفق ما أعلن مسؤولون محليون الأربعاء، في وقت تفجّرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جراء الأمطار الغزيرة.

وأفادت سلطات مدينة تشنجتشو، الواقعة في خنان، بأنه «جرى حتى الساعة السابعة صباحا في 21 يوليو إجلاء نحو 200 ألف شخص وتأثّر 36 ألفا من سكان المدينة بالكارثة». ويقود الجيش عمليات الإنقاذ في المدينة التي تعد أكثر من عشرة ملايين نسمة، وأغرق تساقط الأمطار على مدى أيام الشوارع ومترو أنفاق.

وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ركاباً وصل منسوب المياه إلى مستوى أكتافهم في إحدى حافلات مترو تشنجتشو، كما وقف بعضهم على المقاعد جراء فيضانات الصين.

فيضانات الصين والتغير المناخي

وحذر الرئيس الصيني شي جينبينج، الأربعاء، من أنّ بلاده تواجه فيضانات «خطيرة للغاية»، مشيرا إلى أن «سدود بعض الخزّانات انفجرت، مما تسبّب بإصابات خطيرة وبخسائر في الأرواح وبأضرار في الممتلكات». وأضاف أنّ الأحداث بلغت «مرحلة دقيقة».

ومن المعروف أن فيضانات الصين الموسمية شائعة في الصين، لكنّ العلماء يقولون إنّ التغيّر المناخي يتسبّب بزيادة ظواهر الطقس المتطرّفة ما أدى لفيضانات الصين الحالية. وتتسبّب الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار في الصين في حدوث فوضى وجرف طرق ومحاصيل ومنازل. لكنّ التهديد تفاقم على مدى عقود، ويرجع ذلك جزئياً إلى البناء الواسع النطاق للسدود والحواجز التي قطعت الروابط بين النهر والبحيرات المجاورة وعطّلت السهول الفيضية، حسبما ذكرت «فرنسا 24».