مع اقتراب عيد الأم.. عادة إغريقية والكونجرس أول من شرعه
محمد علي موقع السلطةعادة تخصيص يوم للأمّ هي من العادات القديمة التي ظهرت منذ آلاف السّنين، وهي من العادات المُبتدعة المُخترعة، فالجميع يتّفق على طاعة الأمّ وبرّها ووجوب رعاية حقوقها وتكريمها، وهذا اليوم في الحقيقة يوم رائع ومميّز لكن عادة تخصيص يوم للأمّ وتسميته بالعيد مخالفة للقرآن والسّنّة؛ لأنّ عيد المُسلمين عبارة عن عيدين فقط، الفطر والأضحى ولا ثالث لهما، وذلك واضح عندما قَدِمَ رسولُ اللهِ -عليه السّلام- المدينةَ، ولأهلِ المدينةِ يَومانِ يَلعبونَ فيهما، فقال:قَدِمتُ عليكم ولكم يَوْمانِ تَلعَبونَ فيهما، فإنَّ اللهَ قد أبْدَلَكم يَوْمينِ خَيرًا منهما، يومَ الفِطرِ، ويومَ النَّحرِ.
وتاريخ الاحتفال بعيد الأمّ جاء من دول أوروبّا الغربيّة، فكانوا يخصّصون يومًا لإهداء الأمّهات وتقديرهم، وتاريخ الاحتفال بعيد الأمّ موروث من الإغريقيين فكان لهم احتفال مُخصّص بفصل الرّبيع وكان هذا لآلهة تُسمّى بالأمّ ريا وكانوا يُسمّون هذا العيد بهيلا ريا، كما أنّ فكرة الاحتفال بعيد الأمّ موروثة من الإنجليز أيضًا، فكانوا يُخصّصون للأمّ عيدًا ويُسمّونه بأحد الأمّهات حيث كان هذا الاحتفال مُخصّص فقط لمريم -عليها السّلام- ثمّ تطوّرت الفكرة إلى تقديم الهدايا للأمّهات بعد عام 1600م بدون تخصيص يومًا مُعيّنًا، وبعد ذلك جاءت الولايات الأمريكيّة المُتّحدة بفكرة تخصيص يوم لتقديم الهدايا فكُرّمت الآنسة "آنا جافرس" عام 1864-1948م لجهودها في تخصيص يوم لتكريم الأمّهات وتقديرهم وكان ذلك بسبب ما رأته من ظاهرة عقوق الأمّ وإهمالها ودنوّ مكانتها وفضلها في المُجتمع.
وافق الكونجرس الأمريكي على فكرة تخصيص يوم للأمّ وجعله عيدًا رسميًّا يحتفل به الأبناء بأمّهاتهم، وكان ذلك في تاريخ 1913م، ومن ثمّ انتشر إلى جميع المُجتمعات والدّول وحدّدت كلّ دولة يومًا تحتفل به بعيد الأمّ مع تكريمها بهديّة، وأوّل دولة عربيّة احتفلت بعيد الأمّ هي مصر عندما أَبدَت امرأة شكواها للكاتبيْن مُصطفى أمين وأخيه عن عقوق أولادها وعدم احترامهم لها، فقرّرا أن يكرّماها كما فعل الغرب مع الأُمّهات، وبعد ذلك توسّع أكثر فأكثر إلى أن ضمّ جميع الدّول العربيّة.
الأمّ قديمًا لم يكُن لها قيمة أو قدر وبعد ذلك بدأوا يهتمّون بالأمّ بجامع أنّها تحمل وتلد وتتألّم فقرروا تخصيص طقوس خاصّة لتكريمها بتحديد يوم مُعيّن لها، فمنهم من يقدّمون لها الهدايا ومنهم من يركعون لها ومنهم من يتفرّغ تفرُّغًا تامًّا للجلوس بجانبها والقيام بدورها كالتّنظيف وغسل الملابس والطّبخ، وبعد ذلك وصل هذا العيد لكافّة أنحاء العالم لإشعار الأبناء أنّ هنالك طقوسًا مميّزة لا بُدّ من إحيائها بعد أن كان الاحتفال بعيد الأمّ مقتصر على تكريم الآلهة فقط، كشعب فريجيا بآسيا الصّغرى عندما جعلوا عقيدتهم أنّ أهمّ إله عندهم ابنة السّماء والأرض والتي تُسمّى بسيبيل فهي أمّ لباقي الآلهات فكانوا يقدرونها ويُكرّمونها وهذا أوّل نوع حقيقي ظهر لتكريم الأمّ وتقديرها.