هل الدولة تسير إلى المجهول؟.. تفاصيل لقاء مصطفى الفقي وعلاء مبارك قبل 25 يناير

سرد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، عبر كتاب مذكراته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، الصادر مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، أبرز المحطات في حياته، ومنها علاقته بعلاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وروي «الفقي» كواليس الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام السابق عام 2011، في فصل يحمل عنوان «خطايا مبارك وبجاية السقوط» من الكتاب.

وبجانب تداول ملف توريث الحكم لـجمال مبارك يكشف الدكتور مصطفى الفقي أشكالا من مداخلات وأسفار علاء مبارك، قائلا: «في يوم 10 يناير 2011 جاءني اتصال هاتفي من علاء مبارك، وهو إنسان بسيط واجتماعي وكانت تربطني به علاقات طيبة، فأتذكر أننا ذهبنا للكويت بعد تحريرها من قبضة صدام حسين، واستقبلونا بحفاوة، ووضعونا في خيمة كبيرة».

وأضاف «الفقي»: «ولأن لديّ فوبيا الأماكن المزدحمة والمغلقة شعرت أن تلك الخيمة سوف تسقط، فداعبت علاء الذي رافق الوفد الزائر، قائلا: الخيمة ستسقط، وسوف ينقذونك لأنك ابن الرئيس، ويتركون أمثالي، فقال لي: لا طبعا أنت سمو الأمير، وكان دائما يطلق علي هذا اللقب».

وتابع مدير مكتبة الإسكندرية: «في ذلك اليوم أتذكر أن اللواء عمر سليمان عين في منصب رئيس جهاز المخابرات العامة، والذي استمر فيه لمدة 20 عاما أو يزيد».

ويكشف «الفقي» سبب اتصال علاء مبارك به في 10 يناير 2011، قائلا: «دعاني إلى اللقاء به في منزله، وعندما وصلت باب بيته في مرتفعات القطامية وجدته في استقبالي، وأعد لي حفلة شاي صغيرة، وبدأ يقص علي مأساة ابنه الراحل ووفاته، وكيف أن السيدة زوجته هي من قامت بتغسيله وتعطيره، وتلك كانت مسألة قاسية عليها، ثم عرج بنا إلى الحديث عن الموضوع الذي دعاني من أجله، وبادرني قائلا: هل الدولة تسير إلى المجهول؟».

وأضاف مصطفى الفقي: «قلت له: الحقيقة إننى أشعر بذلك، قال: هل ما حدث في تونس منذ أيام ممكن أن يحدث في مصر؟، فأجبته: رغم أن الخطاب الإعلامي المصري يستبعد ذلك بشدة، إلا أن الأمر وارد؛ لأن العدوى ممكنة، كما أن الشارع المصري ليس في أهدأ أحواله»، متابعا: «قلت له: أقترح عليك أن تجلس مع والدك، وتتحدث معه في بعض الأمور التي تنذر بأوخم العواقب».