ماذا نفعل؟.. تفاصيل مكالمة بين مصطفى الفقي وعلاء مبارك أثناء الثورة

سرد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية تفاصيل مكالمة مهمة بينه وبين علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011، تكشف رد فعل أسرة الرئيس الأسبق على أحداث الثورة، وذلك عبر كتاب مذكراته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، والصادر مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة.

وقال الفقي: في غضون أيام الحشد لأحداث 25 يناير 2011 الفارقة في تاريخ مصر الحديث لم يكن أحد يتوقع أن الشعب الذي صوروه على أنه جثة هامدة «سلبي وخانع وخاضع» يمكن أن ينزل إلى الشارع بحشود ضخمة، لكن البلد كانت حبلى بكل أسباب التوتر والاحتقان.

ويسرد الفقي: «وبعد أحداث يناير بيومين حدثني علاء مبارك قائلا: (ماذا نفعل؟)، قلت له: (حدث ما توقعناه.. والأمر الآن أفلت)، قال لى: (وما الحل؟).. قلت له: (لابد من تطهير كامل لكل الموجودين) قال لي أنا أوافقك على على هذا)».

ويتابع الفقي عبر مذكراته: «كان منزعجا يخشى على والده وتاريخه من مغبة أحداث عاتية تلوح إرهاصاتها في الأفق، جاء الخطاب الأول للرئيس الراحل عاما، ليس له أي دلالات، والخطاب الثاني عاطفيا، وتغير مزاج الناس ثم حدثت واقعة الجمل، وعلت الشعارات في الشارع التي تطالب مبارك بالرحيل، وقد فعلها وسلم السلطة للقوات المسلحة».

ويعقب الفقي: «الغريب أن ذلك حدث لوجود إحساس بعد عام بالاختناق، وسيطرة رجال الأعمال، وتزاوج الثروة بالسلطة، وغياب العدالة الاجتماعية. وكنت نبهت إلى ذلك في مقال نشر عام 2002، حمل عنوان (الزواج غير الشرعي بن الثروة والسلطة)، ولكن النظام وأركانه اعتبروا أنني كتبت مجرد كلام فارغ، وتصورا أن لا شيء سوف يحدث، ولكن دوام الحال من المحال فقد ولدت أحداث 25 يناير 2011 من رحم السنوات الأخيرة للرئيس الراحل مبارك».

وهاجم علاء مبارك، الدكتور مصطفى الفقي، خلال تدوينة له عبر «تويتر»، الأسبوع الماضى قائلًا عن الفقي: «شخصية متلونة يجيد اللعب على كل الحبال حسب الظروف والتوقيت، فقد كثير من الاحترام للأسف»، وجاء تعليق علاء، ردًا على أحد متابعيه الذي قام بنشر صورة غلاف كتاب مذكرات مصطفى الفقي «الرواية.. رحلة الزمان والمكان».

وعقب الفقي في تصريحات سابقة لـ«الوطن»: «قلت كلمة حق في الكتاب بكل موضوعية دون إسفاف، وأترك الحكم للقارئ».