موقع السلطة
السبت، 28 ديسمبر 2024 07:26 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
تقارير

أزهري يحرج هبة قطب: العادة السرية حلال أم حرام؟

أرشيفية
أرشيفية

حالة من الجدل أُثيرت في الآونة الأخيرة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وبالأخص من فئة الشباب، تدور حول مدى شرعية ممارسة العادة السرية من عدمه.

القصة بدأت بإعادة أحد المستخدمين تشر مقطع فيديو قديم للدكتورة هبة قطب، استشاري الطب الجنسي والعلاقات الزوجية والحاصلة على درجة الدكتوراة في الطب الشرعي، وهي تشرح القواعد السليمة لممارسة العادة السرية، وذلك خلال حلولها ضيفة على الإعلامي عمرو الليثي، في برنامج «واحد من الناس» المذاع على فضائية «النهار».

«هل مازلتي مصممة على تشجيع الشباب على ممارسة العادة السرية؟»، كان هذا هو نص السؤال الذي طرحه «الليثي» على «قطب»، ليأتي رد الأخيرة سريعًا ومقتضبًا، قائلة: «ممارسة العادة السرية لها ثلاثة شروط واضحة، الأول عند الاحتياج الشديد لها وكل شاب يقدر يحكم إنه محتاج أوي ولا لأ، وطبعًا احتياج كل شاب غير الثاني، الشرط الثاني أن يمارس العادة السرية مرة واحدة في المرة أي دون إسراف، لأن ساعات بعض الشباب بيمارسها لحد 12 مرة ورا بعض، وده هلاك لأعضائهم، والشرط الأخير أن يمارسها بدون عنف، لأن في شباب بتستمتع أكتر لما يمارسوا العنف مع أنفسهم، وده بيصيب أعضاءهم بالضرر وهم مش عارفين، لأن الشاب دماغه بتبقي في حته تانية وهو بيعمل كده».

انتشار تصريحات «قطب» التي أدلت بها لعمرو الليثي، صاحبتها فيديو آخر وهي تتحدث في نفس الموضوع، ولكن هذه المرة مع قناة «دويتشه فيله» الألمانية، إذ قالت حينها: «إن العادة السرية نعمة من عند الل،ه إنها موجودة خاصة لأصحاب الشهوة المرتفعة»، مشيرة إلى أن «عدم ممارستها يؤثر على صحة الشاب، ولكن هذا يعني فقط أن ممارستها يجب أن تكون عن الاحتياج الشديد وفى حدود ضيقة».

وعلى هذه الشاكلة دارات الأحاديث بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب حول ما إذا كانت ممارسة العادة السرية حرام أم حلال؟، مستندون في جدالهم ذلك بتصريحات «قطب»، غير أن لباحث مشيخة الأزهر، أحمد مدكور، رأي آخر خلال حديثه حول هذا الموضوع، وفق السند الفقهي الشرعي.

ويبدأ «مدكور»، حول ذلك الجدل المثار عن مدى شرعية ممارسة العادة السرية من عدمه، قائلًا: «إنه جرت العادة عند بعض الشباب على ممارسة العادة السرية بمجرد وصولهم لسن البلوغ وذلك بسبب ما يصاحب تلك المرحلة من تغيرات هرمونية وزيادة الشهوة الجنسية، وبالتالي تتوافق حديث قطب مع رغبتهم تلك، إذ اتخذوا منه مخرج من معصيتهم وتبريرًا لها، لذلك حظي رأيها في هذه النقطة على تأييد معظمهم».

ويضيف «مدكور»: «ما أجمع عليه جمهور الفقهاء أو الغالبية العظمى منهم يؤكد أن العادة السرية حرام شرعًا، وذلك لأن الإنسان يفرغ شهوته بيده، وهو ما يتنافى مع الطبيعة البشرية التي خلق الله عليها الإنسان، وهي إفراغ الشهوة من خلال العملية الجنسية الطبيعية للإنسان، والتي تتم بين الأزواج عقب عقد القران».

ويردف «مدكور»، أن ممارسة العادة السرية تتنافى مع مكارم الأخلاق، لأن الاستمناء باليد جنابه كبرى، وعادة سيئة لا يعرف الشباب كيفية التطهر منها، مستندًا في حديثه هذا إلى قوله تعالى: «والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم، أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون» أي الذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا أو لواط، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، على حد تفسيره.

ويستنكر «مدكور»، تبرير «قطب» أو غيرها من العلماء بإيجاز ممارسة العادة السرية، على اعتبار أنها تجنبهم الوقوع في إثم أكبر وهو «الزنى»، وذلك استنادًا لما أمرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» أي وقاية من النار، لذلك لو كانت العادة السرية هي الحل لعدم الوقوع في الزنا لأمرنا بها الرسول، على حد قوله.

ويستشهد «مدكور»، بقوله تعالي في هذا الموضع حينما قال في سورة النور: «وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله»، والعفاف هنا أن يتعامل الشباب غير المتزوجون مع هذا الأمر بالصبر والقرب من الله بالصيام، والذكر، والدعاء، والابتعاد عن صحبة السوء، وعدم النظر إلى المحرمات، وأن يغلقوا باب الشيطان، ولا يتركوا له أي مدخل، وذلك بأن لا يختلوا بأنفسهم، حتى لا يقعوا في هذا الإثم، الذي يعد حدث أكبر، كما أوضح الإمام أحمد ابن حنبل، حينما تحدث عن عظم معصية إخراج قدر من المني من جسده بغير مقصد شرعي.

ويتم «مدكور»، بتوجيه نصيحة لمن أدمن هذه العادة، بأن يفر بتوبة نصوحة إلى الله، حتى لا يلقي الله على تلك المعصية، ولا يبعث يوم القيامة على هذا الموضع، وتكون أولى مراحل هذه التوبة التطهر، كما جاء في قوله تعالى «وإن كنتم جنبًا فاطهروا»، ومن ثم يعاهد الله على عدم الوقوع مرة أخرى في هذه المعصية، حتى يلهمه الله الصبر على التخلص منها، وأن يهذب نفسه التي زكاها الله من الفجور، حتى لا ينساق وراء حديث البعض عن بعض المسائل شديدة الحساسية بغير علم.

البنك الأهلي
ممارسة العادة السرية هبة قطب عمرو الليثي أحمد مدكور
tech tech tech tech
CIB
CIB