موته وهرب.. شاب يقتل أب رفض تزويجه من ابنته

بدلا من التودد إلى والد من أحبها، ومحاولة تغيير سلوكياته، والبحث عن عمل يقيه من الجلوس مع أصدقاء السوء، اختار م، الحل الأبشع لمشكلة رفض والد حبيبته زواجه من ابنته، وتصرف كما أي مجرم لا يعمل حسابًا لشيبة الرجل، تشاجر معه ولكمه في وجهه فسقط قتيلاً.

منذ أن وقعت عيناه على غادة، سعى بكل جهده ليتعرف عليها ويتقرب منها، بعد أن نالت إعجابه وتمكن الحب من قلبه، تهلل قلبه في اللحظة التي نظرت إليه وكاد يطير من فوق الأرض حين أبطات في خطوتها وابتسمت له، التقيا وتبادلا أرقام الهواتف، وتكررت اللقاءات، وفي كل مرة كان العشق يزداد اشتعالاً، يعد غادة أنه سيصنع المستحيل من أجلها لكنه لم يفعل شيئًا، ومن غرائب الأمور تقدم إلى أسرتها لخطبتها ليتوجا حبهما بالزواج، غير أن والد حبيبته رفض الأمر من أصله، وطالبه بالبحث عن عمل أولاً، انصرف م غاضبًا، مضى إلى أصدقائه وهو يلعن الظروف والأيام.

وقرر م، الذهاب مرة أخرى لعل والد غادة يوافق، لكن الرجل المسن، كرر رفضه واشترط الموافقة على أن يكون شخصًا يعمل ويستطيع فتح البيت ويوفي مطالب الحياة له ولزوجته وأولادهما فيما بعد، تحول الحب الكبير إلى غضب وثورة مع رغبة في الانتقام.

م، ليس صبيًا صغيرًا بل هو شاب في بداية العقد الثالث من العمر، ينتمي لأسرة بسيطة بمنطقة الأميرية، كما يقول أنه بحث كثيرًا عن عمل ولم يجد ولم يجد، وبمرور الأيام بدأت تتدهور أحواله، وكان يجلس مع أصدقاء السوء ويعود إلى المنزله بعد منتصف الليل، بدأت أسرته تتحدث معه أكثر من مرة بأن يركز في العمل ولكنه كان يضرب بكلامهم عرض الحائط.

ومن جهتها لم تكف غادة عن مطالبة م، بالبحث عن عمل والابتعاد عن أصدقاء السوء حتى يوافق والدها على زواجه منها، ولكنه كان كأنه يسمع ولا يسمع.

وقرر الانتقام من والد غادة، عقارب الساعة تجاوزت السابعة مساءً ذهب م، إلى منزل غادة وطلب مقابلة والدها وأثناء ذلك كان الأب يصلي العشاء في غرفته، وبمجرد أن خرج له فوجئ بـ م، يطلب منه بأن يوافق على زواجه من غادة وعندما رفض الأب تشاجر معه، وسدد له لكمة أسقطته على الأرض ثم فر هاربًا.

إشارة من مستشفى الدمرداش، وصلت إلى المقدم محمد محيى رئيس مباحث الأميرية، أثناء متابعته للحالة الأمنية بالشارع؛ تفيد بوصول “أحمد.ا” 65 سنة جثة هامدة نتيجة مشاجرة، على الفور انتقل رجال المباحث وبسؤال أسرة المجني عليه والشهود قالوا: إن م، تشاجر مع والدهم لرفضه زواجه من غادة ولكمه ودفعه على الأرض مما أدى إلى وفاته وفر هاربًا.

اخطر اللواء أشرف الجندي مدير أمن القاهرة، الذي أمر بسرعة تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وضم اللواء محمد عبد الله نائب المدير العام، واللواء محمد شرقاوي مدير المباحث الجنائية، لسرعة القبض على المتهم.

وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة، تمكن الرائدان محمد عبد المنعم وحامد محسن معاونا المباحث من ضبط المتهم، وبمواجهته أمام العميد محمد السيد رئيس مباحث قطاع الشمال، والعميد محمد راسخ مفتش المباحث اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه تشاجر مع المجني عليه وقام بدفعه على الأرض ولكنه لم يقصد قتله.

تحرر المحضر اللازم وأمر اللواء أحمد الرفاعي مدير قطاع الشمال، والعميد هيثم فؤاد مأمور قسم الأميرية، بإحالة المتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.