من هو النبي الوحيد الذي أوقف الزمن بدعوة منه؟

كان يوشع بن نون، احد تلاميذ نبي الله موسى، وذكره الله تعالى في القرآن غير مصرح باسمه في قصة سيدنا موسي والخضر وذلك في قوله تعالي:«وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ»، وثبت في رواية أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوشع بن نون.

وقد روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قصة حبس الشمس لنبي الله يوشع بن نون عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه غزا نبي من الانبياء "فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا؛ فَحُبِسَتْ حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّها لنا". و قد قال الإمام أحمد في (مسنده) عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشمس لم تُحْبَسْ لبَشَرٍ إلا ليوشع لَيَاِلَي سافَرَ إلى بيت المقدس"

وبهذا يتضح أن النبي المذكور في هذا الحديث هو يوشع بن نون عليه السلام. و قد سردّ ابن كثير، وابن الأثير في «الكامل» حكاية هذه الواقعة التي بدأت في يوم الجمعة، و كان اليهود علي وشك النصر ، لكن كانت الشمس قد قاربت على المغيب، وكان اليهود لا يحاربون يوم السبت، فخشى يوشع بن نون أن يضيع النصر، فنظر يوشع إلى الشمس و دعا الله تعالي ان يحبسها عليه، فتوقفت الشمس مكانها، و توقف الزمن إلى أن فتح بيت المقدس ودخله.

وقد جاء في رواية ابن إسحاق ان سبب طلب يوشع عليه السلام حبس الشمس في تلك الغزوة؛ ان القتال كان يوم الجمعة، وكادت الشمس ان تغرب، وتدخل ليلة السبت، فخاف يوشع عليه السلام أن يعجزوا؛ لأنه لا يحل لهم قتلهم فيه. وجاء في رواية كعب عند الحاكم: ان يوشع وصل إلى القرية عصر يوم الجمعة، فكادت الشمس تغرب ويدخل الليل.

وبعد ان توقف الزمن بأمر الله وحبست الشمس لنبي الله يوشع بن نون دخل بني إسرائيل إلى أرض فلسطين لأول مرة بعد خروجهم من فترة «التيه» وكان أول من فتح بيت المقدس.